حكم استلام الركن اليماني
حكم استلام الركن اليماني
يُشرعُ لمن يَطُوف بالكعبة أن يستلم الركن اليماني في كل شوط من أشواط الطواف، أمَّا ما يقوله بعض الأشخاص من الإشارة إلى الركن اليماني إذا تعذَّرَ استلامه، فإنَّهُ لم يَرد من الأدلَّة ما يدلُّ على أن الإشارة إلى الركنُ اليماني تكون إذا تعذَّر استلامه.
وإنَّما على من يطوف أن يستلمه بيمينه إذا ما استطاع إلى ذلك من دون مشقة أو أذية أحد، ولا يُشرع له تقبيل الرُكن، وبعد استلامه يقول بسم الله والله أكبر أو الله أكبر.
أمَّا إذا كان استلام الرُّكن اليماني فيه مشقَّة فلا يُشرع للطائف استلامه، ويُكملُ ما تبقَّى عليه من طواف وذلك من دون الإشارة أو التكبير؛ لأنَّ ذلك لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله أحدٌ من أصحابه -رضي الله عنهم-، أمَّا عن التكبير عند استلام الركن اليماني فيكون مرة واحدة، ولا نعلم كذلك ما يدلُّ على مشروعية التكرار في التكبير.
حُكم استلام الحجر الأسود
إنَّ الحجر الأسود عندما نزل من الجنَّة كان شديد البياض وأبيض من اللبن وقد اسودَّ بسبب ذنوب العباد وخطاياهم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (نزل الحجرُ الأسودُ مِن الجنةِ وهو أشدُّ بياضًا مِن اللبنِ، فسوَّدَتْه خطايا بني آدمَ).
وأمَّا عن تقبيل الحجر الأسود فإنَّه يُشرع تقبيله؛ وذلك لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (أنه قَبَّلَ الْحَجَرَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تضر ولا تنفع، وَلَوْلاَ أَني رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ).
قال العلماء: وفي الحديث دلالة على حرص عمر -رضي الله عنه- على بيان حقيقة التوحيد، وبيان أن هذا الحجر لا يَضرُّ ولا ينفع، وإنَّما الأمور جميعها بيد الله -تعالى- وحده فهو القادر والمتصرف في جميع الأمور، وتقبيل الحجر الأسود ليس تعظيمًا لهذا الحجر وذاته، كما يفعل ذلك عبدَة الأصنام.
وإنِّما فعل ذلك -رضي الله عنه- اتباعًا للشرع واقتداءً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي فعل عمر - رضي الله عنه- بيانٌ في أنَّ العبادات لا تخضع للعقل، وإنِّما في هذه الأمور عليه التسليم للنقل فقد تخفى على الإنسان الحكمة من بعض أمور الدِّين، لذلك يجب عليه الاتباع والتسليم.
حُكم تقبيل أستار الكعبة
إنَّ تقبيل أي مكان في هذه الأرض بقصد العبادة يحتاج إلى دليل شرعي، وتقبيل أستار الكعبة لا دليل عليه وهو قد يكون من البدع؛ فالأفضل الابتعاد عن ذلك، وقد سبق معنا في فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما قبَّل الحجر الأسود، فلولا أنَّه قد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبِّل الحجر ما قبَّله.