قصيدة قصيرة عن الصداقة
صديق لي له أدب
- يقول جحظة البرمكي:
صَديقٌ لي لَهُ أَدَبُ
- صَداقَةُ مِثلِهِ حَسَبُ
رَعى لي فَوقَ ما يُرعى
- وَأَوجَبَ فَوقَ ما يَجِبُ
وَلَو نُقِدَت خَلائِقُهُ
- لَبُهرِجَ عِندَها الذَهَبُ
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
- يقول الإمام الشافعي :
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
- فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ
- وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
- وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً
- فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
- ويلقاهُ من بعدِ المودَّة بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
- وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
- صديق صدوق صادق الوعد منصفا
تغربت أسأل من عن لي
- يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لي
- من الناس هل من صديق صدوق
فقالوا: عَزيزان لا يوجَدان
- صديقٌ صدوقٌ وبَيْضُ الأَنُوقِ
أكرم صديق أبيك حيث لقيته
- يقول أبو الأسود الدؤلي:
أَكرِم صَديقَ أَبيكَ حَيثُ لَقيتَهُ
- وَاحبُ الكَرامَةَ مَن بَدا فَحَباكَها
وَاكفِ المُهمَّةَ مَن لَوَ انَّكَ مَرَّةً
- نَزَلَت إِلَيكَ مُهِمَّةٌ لَكَفاكَها
وَإِذا أَتاكَ بَنو السَبيلِ فَأَعطِهِم
- مِن فَضلِ نِعمَتِهِ الَّتي أَعطاكَها
لا تُبدِيَنَّ نَميمَةً حُدِّثتَها
- وَتَحَفَّظَنَّ مِن الَّذي أَنباكَها
وَتَرى سَفيهَ القَومِ يَترُكُ عِرضَهُ
- دَنِساً وَيَمسَحُ نَعلَهُ وَشِراكَها
خُرقاً إِذا راضَ الأُمورَ بِنَفسِهِ
- مِثلَ العَدوِّ لَها يُريدُ هَلاكَها
لا تُلقِيَنَّ مَقالَةً مَشهورَةً
- لا تَستَطيعُ إِذا مَضَت إِدراكَها
كم صديق عرفته بصديق
- يقول البحتري :
كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقٍ
- صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيق العتِيقِ
وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ
- صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيقِ
لي صديق إذا رأت
- يقول ابن الرومي :
لي صديقٌ إذا رأت
- وجهَهُ العينُ سرَّها
قلت يوماً وخلتهُ
- مطلَقَ الكفّ ثَرَّها
يا جواداً إذا حمتْ
- لِفَحُ المزن دَرَّها
فرطتْ منك دعوة ٌ
- تأملَ النفس كرَّها
قال كانت فُليتة
- فوَقَى الله شرَّها
قلتُ واهاً بجُرعة
- ذقتُها ما أمرَّها
أنت مذ ذقتها تشكْ
- كي إلى الله حرَّها
قال إي والذي قضى
- حلّ كفي وصرَّها
قلتُ تب توبة امرىء
- عَقَّ نفساً وبرَّها
كلَّف النفس خطة
- لم تطقها وغرَّها
ثم قفَّى بتوبة
- مطّ فيها وجرَّها
ولقد تُنفَع النفو
- سُ بما كان ضرَّها
لي صديق على الزمان صديقي
- يقول أبو فراس الحمداني:
لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي
- وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي
لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي
- في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ
أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكَأسي
- وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ
إذا رضي الصديق من الصديق
- يقول ابن الخيمي:
إذا رضي الصديق من الصديق
- بمتفق السلام على الطريق
فما يتزاوران بغير عذر
- ولا يتعاتبان على العقوق
فقد جعلا سلامهما عزاء
- على موت الصداقة والخفوق
إنّ الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً،
- يقول صفي الدين الحلي:
إنّ الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً،
- فإذا رأى منكَ الملالة يقصرُ
وترى العَدوّ، إذا تَيَقّنَ أنّهُ
- يُؤذيكَ بالمَزحِ العَنيفِ يُكَثِّرُ
ليس الصديق الذي تعلو مناسبه
- يقول محمود سامي البارودي :
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
- بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
- أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة
- وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً، وباطنهُ
- من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ
يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً
- لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَ ذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة
- فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
لي صديق سيد سند
- يقول ابن نباتة المصري:
لي صديقٌ سيدٌ سندٌ
- بيننا الآداب مشتركه
كلما قابلت طلعته
- قيل لي يا سعدها بركه
لي صديق من أبر الناس
- يقول ابن دنينير:
لي صديق من أبر النـ
- ـاس بي في الخلوان
ودّه أنّى خلونا
- أبدا سهل مواتي
وإذا نحن التقينا
- ظاهرا في الجلوان
كلّح الوجه وأبدى
- لي سوء الفعلان
ليته دام على هجـ
- ـري ما مدّت حياتي