حكم استخدام الفيلر لإزالة الهالات السوداء
حكم استخدام الفيلر لإزالة الهالات السوداء
الفيلر عبارة عن موادٍ مرنةٍ شبه سائلةٍ تُحقن تحت الجلد بواسطة إبرٍ خاصةٍ؛ بغرض ملء الفراغات الموجودة في موضعٍ ما، فيحسّن من منظره وصورته، ويختلف حكم استخدامه باختلاف الحالات، وفيما يأتي بيان الحلات وحكم كلٍّ منها:
- جواز استخدام الفيلر: يجوز استخدام الفيلر لإخفاء العيوب التي قد يتأذّى منها الشخص نفسياً، ويُشترط أن يكون استخدامها مأموناً بثبات عدم ضررها، فإن ثبت ضررها بشكلٍ عامٍ أو على حالاتٍ معينةٍ؛ فلا يجوز استعمالها، فالواجب أخذ الحيطة والحذر وسؤال مختصين أُمناء عن ملائمتها للشخص، فليست كلّ الحالات سواءٌ في أصل استخدام تلك المواد، وقد ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا ضررَ ولا ضِرارَ)، وقد أفتى كثيرٌ من أهل العلم بجواز عمليات التجميل لإزالة العيوب والتشوهات التي يتأذى منها الشخص نفسياً ولو كان يسيراً، ودليل ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة رضي الله عنه قال: (أنَّ عرفجةَ بنَ أسعدَ قُطِعَ أنفُهُ يومَ الكُلَابِ فاتَّخذَ أنفًا من وَرِقٍ فأنتَنَ عليهِ فأمرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فاتَّخذ أنفًا من ذهبٍ).
- تحريم استخدام الفيلر: يحرّم استخدام الفيلر بقصد الخداع والتدليس؛ كزيادة الحُسن وتغيير خلقة الله، لقول الله -تعالى- حكاية عن إبليس: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)، إذ إنّ تلك الأفعال من أوامر إبليس بمعصية الله -تعالى-، ولأنّ فيه من السخط وعدم الرضا بالقسمة في الخلق، وفي تحريمها سداً للذريعة ممّا قد يحصل بسببها من مفاسد عديدةٍ؛ كالإسراف والتبذير.
حكم استخدام الفيلر لتسمين الوجه
لا يجوز استخدام الإبر المسمّنة للوجه لنضارته وتحسين هيئته، وذلك ببثّ بعض السوائل أو الدهون فيه، خاصةً إن ثبت ضررها؛ لأنّ في ذلك تغييراً لخِلقة الله -تعالى-، ويُمكن التحرّر من الحرام والتحرّز عنه باستخدام الإبر المغذّية التي تحتوي على الفيتامينات بحيث لا تساهم بشكلٍ مباشرٍ في تكبير وتسمين الوجه، وإنّما يحصل ذلك بنموّه طبيعياً بواسطة المغذّيات والفيتامينات التي تحتويها تلك الإبر؛ لأنّه لا تغيير للخِلقة فيه، بشرط أن يثبت عدم ضررها بسؤال أهل الاختصاص والعلم، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا ضررَ ولا ضِرارَ).
حكم حقن الوجه بالفيلر لإزالة التجاعيد
يختلف حكم حقن الوجه بالفيلر لإخفاء التجاعيد باختلاف سبب ظهور تلك التجاعيد إن كانت مرضيةً أم لا؛ فإن ظهرت تلك التجاعيد بسبب مرضٍ وكانت مُشوِهةٍ للخِلقة فيجوز حينها حقن الوجه بمادة الفيلر لإزالة تلك التجاعيد وإرجاع الوجه إلى شكله المعتاد، بشرط أن يثبت عدم ضررها، وتثبت مأمونيتها ونتائجها بسؤال أهل الاختصاص، نصّ قرار مجمع الفقه الإسلامي: (لا يجوز إزالة التجاعيد بالجراحة، أو الحقن، ما لم تكن حالةٌ مرضيةٌ، شريطة أمن الضرر)، أمّا إن كان حقن مادة الفيلر لإخفاء التقدّم في السِنّ وتحسين الهيئة بإزالة التجاعيد؛ فلا يجوز حينها حقنها؛ لِما في ذلك من الخِداع والتدليس وإيهام الآخرين بصِغر السِنّ.