حساسية الطعام عند الأطفال
حساسية الطعام عند الأطفال
تُعدّ حساسية الطعام (بالإنجليزيّة: Food allergy) استجابةً غير طبيعيّةٍ من الجسم بعد تناول طعامٍ مُعيّن، وتجدر الإشارة إلى أنّ حساسية الطعام تختلف عن عدم تحمُّل الطعام (بالإنجليزيّة: Food intolerance)؛ إذ إنّ عدم تحمُّل الطعام لا يؤثر في الجهاز المناعي، على الرغم من ظهور بعض الأعراض المُتشابهة في كِلا الحالتين.
وتُمثّل حساسية الطعام مشكلةً حديثةً ومُتناميةً باستمرارٍ لدى العديد من الأطفال، كما أنّها قد تظهر أيضاً لدى جميع الأعمار، إلّا أنّها قد تحدث غالباً لدى الأطفال لغاية عمر 3 سنوات، وغالباً ما تحدث حساسية الطعام عند المواليد بطريقةٍ مباشرة، ومن المُحتمل أن تكون ناتجةً عن حليب الأم ، أو عن طريق المشيمة أيضاً، وذلك وفقاً لنتائج إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلّة Srp Arh Celok Lek عام 2016، ولذلك فإنّ من الضروري استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي الحساسية في حال كان هناك شكٌ بأنّ الطفل يُعاني من حساسيةٍ تجاه الطعام، إذ يُمكن للطبيب أن يُحدد الطعام الذي يُسبّب الحساسية، والمساعدة على وضع خطةٍ علاجية، ففي بعض الأحيان قد يحتاج الطفل إلى استخدام بعض الأدوية؛ مثل مُضادات الهيستامين (بالإنجليزيّة: Antihistamines) للتخفيف من بعض الأعراض.
أسباب حساسية الطعام عند الأطفال
يساهم الجهاز المناعيّ في التقليل من خطر الإصابة بالعدوى والمخاطر الصحية الأُخرى؛ وذلك للحفاظ على صحة الجسم، وقد تحدث حساسية الطعام عند الطفل عندما يتعرّف الجهاز المناعيّ على طعامٍ مُعيّنٍ بأنّه يُشكّل خطراً على الصحة، فيُنتج أجساماً مُضادةً تُعرف بالغلوبيولين المناعي هـ (بالإنجليزيّة: Immunoglobulin E)، والتي قد تتفاعل مع الطعام، ممّا قد يُسبّب إطلاق الهيستامين وبعض المواد الكيميائية الأُخرى، كما قد تُسبّب هذه المواد الكيميائية ظهور بعض الأعراض؛ منها: الشَرَى، أو الربو، أو الحكّة في الفم، أو صعوبة التنفُّس، أو آلام المعدة، أو القيء، أو الإسهال، ومن الجدير بالذكر أنّه قد لا يتطلّب الأمر تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام لحدوث ردّ فعلٍ تحسُّسيٍّ حادّ لدى الأطفال المُصابين بالحساسية الشديدة.
أعراض حساسية الطعام عند الأطفال
قد تظهر بعض الأعراض عند الأطفال نتيجةً لردّ فعلٍ مناعيّ تجاه تناول بعض الأطعمة، ونذكر من هذه الأعراض ما يأتي:
- مشاكل في الجلد: ومن هذه المشاكل نذكر ما يأتي:
- الشَرَى (بالإنجليزيّة: Hives): وهي بقعٌ حمراء تُشبه لدغات البعوض.
- الطفح الجلدي والحكّة: والتي تُعرف بالإكزيما (بالإنجليزيّة: Eczema)، أو التهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزيّة: Atopic Dermatitis).
- التورُّم.
- مشاكل في التنفُّس: ونذكر منها ما يأتي:
- العطاس.
- الصفير عند التنفُّس (بالإنجليزية: Wheezing).
- ضيق الحلق.
- أعراض في المعدة: ومنها: الغثيان، والتقيؤ، والإسهال .
- مشاكل في الدورة الدموية: ممّا يسبب شحوب الجلد، والدوخة، وفقدان الوعي.
ومن الجدير بالذكر أنّ ردّ الفعل المناعيّ قد يكون شديد التأثير، وقد يُهدد الحياة أيضاً، وذلك في حال تأثُر أجزاء متعددةٍ من الجسم، ويُطلق على هذا النوع من الحساسية بالحساسية المُفرطة أو صدمة الحساسية (بالإنجليزيّة: Anaphylaxis)، ممّا يتطلب عنايةً طبيةً فورية.
كما يجب التنويه إلى أنّ الأطفال الصغار قد لا يستطيعون وصف الأعراض التي يُعانون منها بشكلٍ واضحٍ في حال تعرُّضهم لردّ فعلٍ تحسُّسي، ولذلك يجب على الآباء محاولة تفسير ما يشعر به الطفل؛ حيث يُمكن أن يقول الطفل ما يأتي: "هناك شيءٌ عالقٌ في حلقي"، أو "لساني كبيرٌ جداً"، أو "أشعر بحكّةٍ في فمي"، أو "كلّ شيءٍ يدور".
الأطعمة التي تسبب الحساسية لدى الأطفال
غالباً ما قد تكون 90% من أنواع الحساسية الغذائية ناتجةً عن تناول أحد الأطعمة الثمانية الآتية:
- الحليب.
- البيض.
- القمح.
- فول الصويا .
- المكسرات.
- الفول السوداني.
- الأسماك
- المحار.
وتُعدّ هذه الأطعمة المذكورة أعلاه الأكثر شيوعاً للحساسية الغذائية عند الأطفال، وكما ذكرنا سابقاً؛ فقد يُعاني ما يُقارب 5% من الأطفال دون سنّ الخامسة من هذه الحساسية، وعلى الرغم من أنّ مُعظم الأطفال قد يتخلّصون من الحساسية الغذائية لديهم بعد فترةٍ مُعيّنة، إلّا أنّ الفول السوداني، والمكسرات، والأسماك، والمحار قد تُسبّب ردود فعلٍ تحسُّسيةٍ حادّة، والتي قد تستمر مدى الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطعمة قد تحتوي على موادّ مُضافة؛ والتي تُضاف إلى الأطعمة لحفظها، أو المساهمة في بقائها آمنةً للأكل لفترةٍ أطول، أو إعطاء الأطعمة لون وملمس مُعيّن، وقد تخضع جميع المُضافات الغذائية إلى اختبارات سلامةٍ دقيقةٍ وصارمةٍ قبل استخدامها، لذلك يجب أن توضِّح المُلصقات الغذائيَّة المواد المُضافة في قائمة المكوّنات، بما في ذلك اسمها، ورقمها (بالإنجليزيّة: E number)، ووظيفتها، وقد تظهر في بعض الأحيان ردود فعلٍ سلبيةٍ تجاه تلك المُضافات الغذائية لدى القليل من الأشخاص؛ مثل الكبريتات (بالإنجليزيّة: Sulphites)، ولكن قد تكون ردود الفعل التحسُّسية تجاه الأطعمة العادية؛ كالحليب، أو فول الصويا، أو غيرها من الأطعمة التي ذُكرت سابقاً الأكثر شيوعاً.
هل هناك علاج لحساسية الطعام عند الأطفال
في الحقيقة؛ لا يتوفّر حالياً دواءٌ لمنع حساسية الطعام عند الأطفال، ولكن يكمُن الهدف من العلاج بالابتعاد عن الأطعمة التي قد تُسبّب ظهور الأعراض، فمن الضروريّ جداً تجنُّب تناول الطفل للأطعمة المُسبّبة للحساسية، أو غيرها من الأطعمة المُماثلة لهذه المجموعات الغذائية، كما يجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب في حالة الرضاعة الطبيعية ؛ للتأكد من مدى أمان تناول تلك الأطعمة، أو تجنُّب تناولها من قِبَل الأم المُرضعة، بالإضافة إلى أنّ الطفل الذي يُعاني من الحساسية الغذائية قد يحتاج إلى تناول بعض الفيتامينات، ولذلك فإنّ من المهم استشارة مُقدّم الرعاية الصحية للطفل كما ذكرنا سابقاً.
ومع ذلك، قد يكون من الصعب دائماً تجنُّب بعض الأطعمة من قِبَل الأطفال، ولذا فإنّه يجب على العاملين في المدارس، وفي الأوقات الذي يكون فيها الطفل خارج المدرسة، وبرامج الرعاية والتعليم المُبكّر أيضاً وضع خططٌ لتجنُّب حدوث ردّ الفعل التحسُّسي لدى الطفل، والاستجابة لحالة طوارئ الحساسية الغذائية؛ بما في ذلك الحساسية المُفرطة، حيث إنّه من المُمكن أن تؤدي المعرفة والتدخُّل المُبكّر والسريع إلى التقليل من المشاكل الصحية الخطيرة، أو التسبُّب بالوفاة.