حديث عن الأضحية
أحاديث عن الأضحية
وردت مجموعة من الأحاديث في السنة النبوية الشريفة عن الأضحية؛ حيث بيّنت تلك الأحاديث عظم فضل الأضحية، وأحكامها، وكيفية ذبحها، وأفضل ما يضحّى به، وكذلك السن المعتبرة للأضحية، والعيوب التي لا يجوز وجودها فيها، ووقت ذبحها، وغير ذلك، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الأحاديث.
فضل الأضحية
إنّ ثواب الأضحية عظيم ؛ لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (ما عملَ آدميٌّ منْ عملٍ يومَ النحرِ، أحبَّ إلى اللهِ منْ إهراقِ الدمِ إنها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها، وأشعارِها، وأظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعَ من اللهِ بمكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فطيبُوا بها نفسًا).
حكم الأضحية
تعددت آراء الفقهاء في حكم الأضحية، فمنهم من قال بالوجوب ومنهم من قال بالاستحباب، ونبين هذه الآراء على النحو الآتي:
- جمهور الفقهاء:
قال الجمهور باستحباب الأضحية، وبأنّها سنة مؤكدة، ودليلهم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ)، حيث إن تعليق الأمر بالإرادة ينفي الوجوب.
- الحنفية:
قالوا بوجوبها، ودليلهم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (على أَهلِ كلِّ بيتٍ أُضحيَةٌ)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ وجدَ سَعَةً فلَم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبنَّ مُصَلاَّنا)، وأجاب القائلون بالاستحباب إن ذلك ليس فيه دليل صريح في الوجوب، وبيّن الطحاوي -رحمه الله- بأنه لم يرد في الآثار ما يجزم بوجوبها، ثم قال: "هي سنة غير مرخص في تركها".
طريقة ذبح الأضحية
ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- كيفية ذبح الأضحية في الحديث الذي رواه؛ حيث قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)، ويستحب أن يقول المضحّي قبل البدء: "بسم الله والله أكبر"، ثم يدعو الله -تعالى- بالقبول.
وقت الأضحية
يكون وقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد؛ وذليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، ومَن كانَ لَمْ يَذْبَحْ حتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ).
أفضل الأضاحي
فضّل جمهور الفقهاء البدنة على غيرها من الأضاحي؛ وذلك لأنه أكثر لحماً وتجزئ عن سبعة، أما التفضيل بين الكبش ومن يماثله؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ الأضحيةِ الكبشُ الأقرنُ).
العيوب التي لا تجزئ في الأضحية
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أربعٌ لا تجوزُ في الضَّحايا: العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها، والعَرجاءُ البيِّنُ ضَلَعُها والكبيرةُ الَّتي لا تَنقَى).[10][2]
السن المعتبرة في الأضحية
يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ)، ويقصد بالمسنّة كبيرة السن، حيث يجب أن تتم الإبل خمس سنوات، والبقر سنتين، والغنم سنة، وهذا هو الثني من بهيمة الأنعام، أما الضأن فيجوز الأضحية بما كان جذعاً منه، أي ما تم ستة أشهر، لكن ذلك يكون عند تعسّر المسنة.
سنن الأضحية
سنن الأضحية عديدة ، نذكر منها الآتي:
- يستحب عند ذبحها أن يتم توجيهها نحو القبلة.
- التسمية والتكبير قبل ذبحها فيقول المضحّي: "باسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك".
- أن يحسن المضحي الذبحة؛ قال -صلى الله عليه وسلم- : (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)،
- ويسنّ للمضحّي أن يأكل من أضحيته، ويتصدق منها على الفقراء والمساكين.