حديث شريف عن مساعدة الآخرين
أحاديث في الحث على مساعدة الآخرين
هناك الكثير من الأحاديث التي تحثُّنا على مساعدة الآخرين، وتشجعنا على ذلك، نذكر منها:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ)
وفي هذا الحديث حثٌّ على عددٍ من الأعمال التي يساعد فيها المسلم أخاه المسلم، وهي المساهمة في تفريج كربات من ضاقت عليه الدُّنيا، وتأجيل المدين الفقير حتى يرزقه الله -سبحانه وتعالى-، والسَّتر على أخطاء النَّاس، وكان الجزاء من جنس العمل في الدُّنيا والآخرة، إضافة إلى تعقيبٍ عام يشعر العبد بمعيَّة ربِّه -سبحانه وتعالى- إن قام بمساعدة إخوانه.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ)
ويروي لنا صاحب كتاب "عمدة القاري" في شرحه لهذا الحديث عند كلمة (ولا يسلمه): أي لا يسلِّمه للمصائب، وذكر أنَّ بعض العلماء يرون وجوب ذلك، وبعضهم يرون استحباب ذلك، ويجمع هو الرأيين بقوله: إنَّ حكم مساعدة المسلم أخاه المسلم يكون بحسب قدرة المسلم على ذلك؛ فقد يكون واجباً وقد يكون مستحباً.
أحاديث في فضل مساعدة الآخرين
إنّ فضل من يُساعد غيره عظيم عند الله، وقد بيّن الحديث أنّ جزاء من يُعين غيره ويُساعده الثبات يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ).
حديث في مساعدة الأهل في أعمال البيت
عادة المسلم أن ينشر الخير ويساعد الآخرين، وأولى النَّاس بالمساعدة أهل البيت، وقد حثنا الإسلام على ذلك في كثير من الأحاديث؛ فقد صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي)، ففي هذا الحديث تحديد لخير النَّاس؛ حيث اعتبر أن خير النَّاس هم من يوجّهون خيرهم إلى أهلهم، فيكون أَوْلى النَّاس بمعاملة المسلم الحسنة هم أهل بيته.
وانظر إلى حياة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- التي كانت مليئةً بحوادث تشهد خيريته لأهل بيته؛ فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما سئلت عن عمل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في بيته فقالت: (كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ)، ووصفته مرة أخرى بقولها: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخصف نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدُكم في بيته).
فضائل مساعدة الآخرين
إنّ مساعدة الآخرين والتعاون بين أفراد المجتمع فضائل وآثار كثيرة، منها:
- الفوز برضا الله -سبحانه وتعالى-.
- تسهيل حمل أعباء الدنيا ومشاكلها ومصائبها على الناس.
- إظهار وحدة صف المسلمين؛ ففي الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بعضُهُ بعضًا).
- تحقيق الرضا الداخلي لدى الإنسان الذي يقدم المساعدة؛ إذ إن للبذل لذّة يجدها الباذل تزيد عن لذة ما قُدّم له.
- شعور المسلم أنه ليس وحيداً، بل له إخوة يشعرون بشعوره، ويحاولون تقديم المساعدة له ما أمكنهم ذلك.
والإسلام هو دين الأخلاق؛ ونلحظ ذلك في الحديث الذي قصد فيه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هدف بعثته على تشييد صرح الأخلاق، فقد صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ، و في روايةٍ صالحَ الأخلاقِ).
وقد دخلت شعوبٌ كثيرة في الإسلام بسبب حسن أخلاق تجَّار المسلمين الذين وصلوا إلى مناطقهم؛ مثل شعوب جنوب شرق آسيا، ومن جملة هذه الأخلاق الرَّفيعة التي دعا إليها الإسلام مساعدة الآخرين، لِما يبثّه هذا الخُلُق من جذور المحبَّة والإخاء بين أفراد المجتمع.