أسباب وعلاج سيلان الأنف
أسباب وعلاج سيلان الأنف
يعرف سيلان الأنف (بالإنجليزية: Runny nose) على أنّه زيادة في نسبة إفرازات الأنف عن المعدّل الطبيعيّ ممّا قد يؤدي إلى خروجها عبر الأنف أو رجوعها إلى مؤخرة الحلق أو كلتا الحالتين معًا، ويشار إلى أنّ سماكة هذه الإفرازات يمكن أن تتراوح بين سائل شفاف رقيق إلى مخاطٍ سميك، وفي هذا السياق يجدر بالذكر أن السائل المخاطيّ يتمّ إنتاجه بشكلٍ مستمر وطبيعيّ من الأنف والجيوب الأنفيّة للمحافظة على رطوبة الأنف، ويتمّ تصريفه بشكلٍ طبيعيّ إلى الحلق وابتلاعه، وفي بعض الحالات قد تؤدي بعض العوامل أو المشاكل الصحية المختلفة إلى فرط إنتاج السائل المخاطيّ وبالتالي حدوث سيلان الأنف وتمثل هذه الأسباب جميع ما قد يؤدي إلى التهاب أو تهيّج أنسجة الأنف، ويعتمد اختيار العلاج المناسب لسيلان الأنف على المسبّب الرئيسي أو المشكلة الصحية التي أدت إلى حدوثه، وفيما يأتي بيان بعض أسباب سيلان الأنف والطرق العلاجية الموصى بها بناءً على تلك الأسباب:
الحساسية
تعرف الحساسيّة (بالإنجليزية: Allergy) بأنها ردّة فعل الجسم تجاه عناصر معينة تعرف بمولّدات الحساسيّة أو مسبّبات الحساسيّة (بالإنجليزية: Allergens)، ومنها: شعر الحيوانات الأليفة، والعشب، والغبار؛ إذ يؤدي استنشاق أو أكل أو لمس أحد مسببات الحساسيّة لدى الشخص إلى تفاعل الجسم معها بطريقة تشبه تلك التي تنجم عن دخول أجسام ممرضة؛ كالبكتيريا، ويظهر ذلك على شكل رد فعل تحسسي يتمثل بسيلان الأنف وغيره من الأعراض، ويشار إلى وجود العديد من العلاجات المختلفة للتخفيف من الحساسيّة؛ لكن يُنصح بدايةً تجنّب التعرّض لمسبّب الحساسيّة إن أمكن ذلك وذلك بعد إجراء اختبار الحساسيّة الذي يساعد على تحديد مسببات الحساسيّة لدى الشخص، أمّا إن تعذر ذلك فيمكن أن تساعد الأدوية الآتية على التخفيف من أعراض الحساسية مع ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي منها:
- بخّاخات الأنف الستيرويدية: (بالإنجليزية: Steroid nasal sprays)، وقد يوصي الطبيب باستخدام الأنواع التي لا تحتاج وصفة طبيّة لصرفها، وذلك للتخفيف من أعراض الحساسيّة التي تشمل سيلان الأنف.
- مضادّات الهيستامين: (بالإنجليزية: Antihistamine)، وذلك للتخفيف من الحكّة والعطاس، وتصرف بعض هذه الأدوية بدون وصفة طبيّة بينما بعضها الآخر يحتاج وصفة طبيّة.
- حُقن الحساسيّة: (بالإنجليزية: Allergy shots)، وقد تستخدم في الحالات الشديدة من الحساسيّة؛ إذ تساعد على التخفيف من أعراض الحساسية أو علاج الحساسيّة بشكلٍ نهائيّ في بعض الحالات.
نزلة البرد
تعد نزلة البرد، أو الرشح، أو الزكام (بالإنجليزية: Common cold) أحد أنواع العدوى الفيروسيّة التي تصيب الجهاز التنفسيّ العلويّ وبالتحديد الحلق والأنف، وعلى الرغم من شدة الأعراض التي تسبّبها هذه العدوى؛ إلّا أنّها تُعدّ من أنواع العدوى غير المؤذية عادةً والتي لا تستدعي القلق، ويشار إلى وجود عدّة أنواع من الفيروسات التي قد تسبب نزلة البرد، كما أن الأعراض المرافقة لها قد تختلف من شخص إلى آخر؛ لكنها عادةً ما تظهر بعد مرور 1-3 أيام من التقاط العدوى، وقد يُعاني المصاب من سيلان أو انسداد في الأنف، إضافةً إلى التهاب الحلق، واحتقان الأنف ، وعطاس، وسعال، وحمى خفيفة، وقد يُعاني البعض أيضًا من صداع خفيف أو آلام طفيفة في أنحاء الجسم.
وفي هذا السياق يجدر بالذكر أنه لا يوجد علاج فعّال لنزلات البرد، وإنما يمكن فقط المساعدة على تخفيف الأعراض من خلال أخذ بعض الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية لصرفها، بالإضافة إلى شرب السوائل الساخنة، وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، وأخذ مكمّلات فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C)، كما يجب تجنب استخدام المضادّات الحيويّة لعلاج نزلة البرد؛ إذ لا تعد المضادات الحيوية فعالةً في علاج العدوى الفيروسيّة؛ وإنما تُستخدم فقط لعلاج العدوى البكتيريّة.
التهاب الجيوب الأنفية
يعرف التهاب الجيوب الأنفيّة (بالإنجليزية: Sinusitis) بأنه تورم أو التهاب للأنسجة المبطّنة للجيوب الأنفيّة، وتحدث الإصابة عادةً بسبب انسداد الجيوب الأنفية وتجمع السوائل فيها؛ مما يؤدي إلى نمو الجراثيم الممرضة وحدوث العدوى، ويمكن غالبًا علاج الحالات البسيطة من التهاب الجيوب الأنفيّة من خلال اتّباع بعض النصائح والإرشادات، ومنها ما يأتي:
- شرب كميّات كافية من السوائل.
- الحصول على قسطٍ كاف من الراحة.
- استخدام مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، مع الإشارة إلى ضرورة تجنّب استخدام دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال دون سنّ 16 عامًا.
- استخدام قطرات أو بخّاخات الأنف المحتوية على مضادّات أو مزيلات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestant)، وذلك للتخفيف من احتقان أو انسداد الأنف.
- استخدام بخاخات أو محاليل الماء والملح لتنظيف وغسل الأنف من الداخل.
أما في الحالات الأشدّ من التهاب الجيوب الأنفيّة فقد يصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى للتخفيف من الأعراض، ومنها ما يأتي:
- بخّاخات أو قطرات الأنف الستيرويدية: وتستخدم للتخفيف من الانتفاخ والتورم الحاصل في الجيوب الأنفيّة.
- مضادّات الهيستامين: وذلك في حال كانت الأعراض ناجمة عن الإصابة بالحساسيّة.
- المضادّات الحيويّة: وتستخدم عند الإصابة بعدوى بكتيريّة أو عند ارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات صحيّة؛ ولكن بشكلٍ عام لا تستدعي الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفيّة غالبًا استخدام المضادّات الحيويّة؛ إذ عادةً ما يكون الالتهاب ناجمًا عن عدوى فيروسيّة.
انحراف الحاجز الأنفي
يعرف انحراف الحاجز الأنفيّ (بالإنجليزية: Deviated septum) بأنه التواء أو انحراف الحاجز أو الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف، وقد تؤدي المعاناة منه إلى الإصابة بعدوى متكررة في الجيوب الأنفيّة بالإضافة إلى حدوث التهابات حول الممرات الأنفية، والذي ينجم عنه المعاناة من سيلان الأنف، ويشار إلى أنّ انحراف الحاجز الأنفي قد يكون ناجمًا عن التعرّض لإصابة مباشرة في الأنف أو قد يكون مصاحبًا للشخص منذ الولادة في بعض الحالات، وقد يوصي الطبيب بأخذ بعض الأدوية للتخفيف من الأعراض، مثل: بخّاخات الأنف الستيرويدية أو مضادّات الهيستامين، كما قد يتمّ اللجوء إلى الجراحة لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي في حال لم تكن العلاجات السابقة فعالة في تخفيف الأعراض.
الإنفلونزا
تُعدّ الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza) مرضاً تنفسياً معدٍ تُسببه فيروسات الإنفلونزا، إذ تصيب الأنف والحلق وأحياناً الرئتين، وقد يُعاني المصاب من سيلان أو انسداد في الأنف، إضافةً إلى التهاب الحلق، وصداع ، وسعال، وشعور بألم في العضلات أو في أنحاء مختلفة من الجسم، كما يُعاني البعض من تعب وإعياءٍ عام، وارتفاع في درجة حرارة الجسم والشعور بقشعريرة، وقد يُعاني الأطفال المصابين بالإنفلونزا من التقيؤ والإسهال .
ويشار إلى أنّ معظم حالات الإصابة بالإنفلونزا لا تستدعي الخضوع للعلاج وتتعافى من تلقاء نفسها، وقد يكتفي المصاب في الحالات البسيطة من العدوى من الجلوس في المنزل حتى التعافي وتجنّب مخالطة الآخرين وذلك مع الحصول الرعاية اللازمة، أمّا في حال المعاناة من الأعراض المرافقة للإنفلونزا، أو الخوف من تطوّر الأعراض، أو وجود عوامل خطر لدى الفرد قد ترفع فرصة إصابته بمضاعفات صحية، أو الشعور بالمرض الشديد فإنه تجدر مراجعة الطبيب الذي قد يصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات، والتي يشار إلى أن فعاليتها تكون أفضل عند البدء باستخدامها خلال يومين من الإصابة بالعدوى؛ إذ قد تخفف هذه الأدوية من شدة الأعراض، ويمكن أن تسرّع عمليّة الشفاء، وقد تحد أيضًا من فرصة حدوث مضاعفات خطيرة.
التهاب الأنف غير التحسسي
التهاب الأنف غير التحسسيّ أو التهاب الأنف اللاأرجيّ (بالإنجليزية: Nonallergic rhinitis) هو مصطلح شامل يستخدم للتعبير عن جميع أنواع التهابات الأنف غير الناجمة عن الحساسيّة، أيّ أن التهاب الأنف غير التحسسي لا يؤثر في الجهاز المناعي ولا ينجم عن ردّة فعل مناعيّة تحسسيّة، وبالتالي فإنه من المرجح الإصابة بهذا النوع من الالتهاب في حال وجود أعراضٍ مشابهة للحساسية ولكن مع ظهور نتائج سلبيّة لاختبار الحساسيّة، وبالرغم من وجود العديد من الأسباب الشائعة لحدوثه إلّا أن الطبيب قد لا يتمكّن في بعض الحالات من تحديد مسبّب التهاب الأنف غير التحسسي، وفيما يأتي بيان بعض هذه الأسباب الشائعة:
- ممارسة التمارين الرياضيّة.
- الطقس البارد.
- الآثار الجانبيّة لبعض الأدوية.
- تناول الطعام الحار.
- التعرّض للهواء الملوّث أو الدخان.
- التغيرات الهرمونيّة؛ كالتي تحدث أثناء الحمل.
وفي الواقع لا تحتاج العديد من حالات سيلان الأنف الناجم عن التهاب الأنف غير التحسسي الخضوع للعلاج؛ كالحاصل أثناء الحمل إذ يشار إلى أنها تتعافى من تلقاء نفسها، أمّا في الحالات الأخرى؛ كاستمرار ظهور الأعراض والانزعاج منها أو حدوثها بشكلٍ متكرر فقد تدعو الحاجة إلى استخدام بعض الأدوية للتخفيف من هذه الأعراض، وذلك بعد استشارة الطبيب، مثل: بخّاخات الأنف المحتوية على مضادّات الهيستامين ، وبخاخات الأنف السترويدية، ودواء إبراتروبيوم (بالإنجليزية: Ipratropium) لدوره في تجفيف السائل المخاطيّ.
السلائل الأنفية
تعرف السلائل الأنفيّة (بالإنجليزية: Nasal polyps) بأنها زوائد غير سرطانيّة تنمو في بطانة الأنف والجيوب الأنفيّة، وتكون ذات ملمس ناعم ولا تسبب الشعور بالألم، ويُعزى سبب ظهورها إلى التهاب الغشاء المخاطيّ، الذي يؤدي بدوره أيضًا إلى سيلان الأنف والتنقيط الأنفيّ الخلفيّ (بالإنجليزية: Postnasal drip)، وفيما يأتي بيان بعض الأعراض الأخرى للسلائل الأنفية:
- الشخير .
- احتقان الأنف بشكلٍ مستمر.
- فقدان حاسّة التذوّق والشم.
- النزيف الأنفيّ المتكرّر.
- الشعور بضغط في منطقة الجبهة والوجه.
- الشعور بألم في الأسنان العلويّة.
- الصداع أو الشعور بألم في الوجه.
ولعلاج السلائل الأنفية فقد يصف الطبيب المضادّات الحيويّة لعلاج عدوى الجيوب الأنفية المصاحبة للسلائل بالإضافة إلى بخاخات الأنف الستيرويدية لتقليص حجمها، ويشار إلى أنه في بعض الحالات الأخرى قد يتمّ اللجوء إلى استئصال السلائل جراحيًا وذلك بناءً على شدة وخطورة السلائل الأنفية.
فرط استخدام بخاخات الأنف
غالبًا ما ينجم عن استخدام بخاخات الأنف المحتوية على مضادّات الاحتقان لمدّة تزيد عن 3-5 أيام المعاناة من الاحتقان الارتداديّ (بالإنجليزية: Rebound congestion)؛ والذي يتمثل بعودة ظهور الاحتقان الذي يكون أشد وأسوأ من الاحتقان السابق بعد التوقف عن الدواء وزوال آثاره، بالإضافة إلى أنّ فرط استخدام بخّاخات الأنف قد يؤدي إلى المعاناة من عدوى الجيوب الأنفيّة المزمن والمصحوب بسيلان الأنف، ويُشار إلى أنّ هذه الأعراض قد تتحسن خلال بضعة أيّام أو أسابيع من وقف استخدام الدواء.
الفيروس المخلوي التنفسي
الفيروس المخلويّ التنفسيّ (بالإنجليزية: Respiratory syncytial virus) واختصارًا RSV هو أحد أنواع الفيروسات الشائعة المسبّبة لعدوى الجهاز التنفسيّ، والتي غالبًا ما تقتصر أعراض العدوى المرافقة له على أعراض طفيفة تشبه أعراض الزكام، وبالرغم من تعافي معظم المصابين خلال أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة؛ إلّا أنّ هذا الفيروس يُعدّ من الأسباب الشائعة لمعاناة الأطفال الرضّع الذين تقل أعمارهم عن سنة من الالتهاب الرئويّ أو ذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia) والتهاب القُصَيْبات (بالإنجليزية: Bronchiolitis)، ويتضمّن علاج هذا النوع من العدوى ما يأتي:
- الأدوية الخافضة للحرارة.
- شرب كميّات كافية من السوائل.
- قطرات المحلول الملحيّ الأنفيّة.
- المضادّات الحيويّة في حال المعاناة من مضاعفات عدوى بكتيريّة كالإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial pneumonia)
- إدخال المريض للمستشفى في حالات الإصابة بالعدوى الشديدة.
دواعي مراجعة الطبيب
لا تستدعي معظم حالات سيلان الأنف القلق وعادةً ما تزول من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى الخضوع للعلاج كما تم بيانه سابقًا، ولكن في بعض الحالات النادرة قد يدلّ سيلان الأنف على مشكلة صحيّة خطيرة تستدعي مراجعة الطبيب؛ لذا تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من سيلان الأنف المصحوب بالحالات الآتية:
- الحمّى الشديدة.
- استمرار ظهور الأعراض لمدّة تزيد عن 10 أيّام.
- خروج إفرازات ذات لون أصفر أو أخضر، وتكون مصحوبة بالحمّى وألم في الجيوب الأنفيّة؛ إذ قد يدلّ ذلك على الإصابة بعدوى بكتيريّة.
- وجود دم في الإفرازات الأنفية أو خروج إفرازات شفافة مستمرة من الأنف بعد التعرّض لإصابة في الرأس.
- احتقان الأنف المصحوب بتشوش في الرؤية، أو انتفاخ في الجبهة، أو العينين، أو أحد جانبي الأنف، أو الخدّ.
- زيادة شدّة ألم الحلق، أو ملاحظة ظهور بقع بيضاء أو صفراء على أجزاء من الحلق أو اللوزتين.
- السعال المصحوب بالبلغم الأصفر، أو الأخضر، أو الرماديّ، أو السعال المستمرّ لمدّة تزيد عن 10 أيّام.
- ظهور أعراض غير اعتياديّة أو شديدة.
فيديو علاج العطاس وسيلان الأنف
هل تعطس كثيراً؟ أو تواجه مشكلة سيلان الأنف بشدة؟ قد يكون هناك أكثر من سبب لذلك! فما هو العلاج؟: