ثقافة الشعوب
تعريف ثقافة الشعوب
تعرَّف الثقافة (بالإنجليزيّة: Culture) على أنّها مجموعة من الخبرات والقواعد التي يتشارك بها مجموعة من الأفراد في مجتمعٍ معيّن، والتي تساعدهم على تشكيل طريقتهم الخاصة لفهم العالم، وتتضمن هذه المجموعات مكان ميلاد ونشأة الفرد بالإضافة إلى الأصل القومي، والعِرق، والطبقة، والدين، والجنس، كما يمكن أن تتضمن الخبرات التي تتعلّق بمجموعة معينة تمّ الانضمام لها، كاكتساب ثقافة جديدة مختلفة عن الثقافة الأصلية والتي تأتي من الانتقال إلى بلدٍ جديدٍ على سبيل المثال، وعند التوسُّع في مفهوم الثقافة يتبيّن أنّ لكل فرد العديد من الثقافات التي ينتمي لها في وقتٍ واحد.
المكونات الأساسية لثقافة الشعوب
ينبغي أن تشتمل الثقافة على العديد من العناصر التي من شأنها أن تُنشئ ثقافة مميّزة للأفراد وتصنع لهم طريقة فريدة للعيش، ولعل أهم هذه العناصر هي: الرموز، واللغة، والقيم، والأعراف، وتختلف هذه العناصر من ثقافة لأخرى كما أنّها تتغير وتتطوّر بتطوُّر المجتمع وبمرور الوقت، وفيما يأتي توضيح لتلك العناصر:
- الرموز: (بالإنجليزيّة: Symbols)، يُمثّل وجود مجموعة متنوعة من الرموز العنصر الأول لكلِّ ثقافة، ويُعرَّف الرمز على أنّه أيّ شيء يتم استخدامه من أجل فهم شيء آخر؛ فالأفراد المُشتركون في ثقافة واحدة غالباً ما يستعينون بكائنٍ ما، أو إيماءة، أو صوت، أو صورة، من أجل تحديد معنىً ما لهم، فعلى سبيل المثال يُستخدم الصليب كرمزٍ مهمٍ عند المسيحيين؛ إذ إنّه يُمثّل أساس الديانة المسيحيّة كاملةً، ويمثل استخدام اللون الأحمر في إشارات المرور وجوب إيقاف السيارة، كما تستخدم الأعلام لتمثيل أي دولة بأكملها.
- اللغة: (بالإنجليزيّة: Language)، تُمثّل اللغة العنصر الثاني في أي ثقافة، وتُعرّف على أنّها نظام يتكوّن من مجموعة من الرموز والكلمات التي تُساعد في التواصل مع الآخرين، وهي تشمل اللغات المعروفة كالإسبانيّة، والإنجليزيّة، والفرنسيّة، كما تشمل لغة الجسد وكلّاً من اللهجات العاميّة والعبارات التي تتعلّق بمجموعة من الأفراد ويتميّزون بها، فاللغة الإنجليزيّة تعد لغةً رسميّةً في بريطانيا والولايات المتحدة ويتم التحدُّث بها بطلاقة وبالرغم من ذلك تتميّز كِلا الدولتين بلهجاتٍ عاميّةٍ مختلفة وبعبارات مميّزة وبمعانٍ مختلفةٍ، كما يُعد الاتصال البصري مثالاً مهماً على اختلاف اللغات الثقافيّة عن المفردات المعروفة في اللغة فمعناه يختلف باختلاف الثقافة، فمثلاً قد يدل الاتصال البصري على أنّ الشخص يهتم بما يقوله الشخص المقابل، بينما في ثقافاتٍ أخرى يدل على قلّة التهذيب والتحدّي.
- القيم: (بالإنجليزيّة: Values)، تعدُّ القيم نتاجاً اجتماعياً؛ حيث يتميّز كل مجتمع بمجموعةٍ من القيم التي تنتشر وتسود فيه، وبشكلٍ عام يبدأ أي شيء باكتساب قيمة عندما يكتسب أهمية في الحياة اليومية، وهي تدل على الأشياء المرغوبة والتي تكتسب اهتماماً بحيث تصبح ذات معنى، وتُكتسب بعض القيم من قِبل الكتب والآباء وكبار السن، وتختلف القيم باختلاف ثقافة المجتمع؛ إذ إنّ لكل ثقافة قيم خاصة بها والتي قد تنتقل من جيلٍ لآخر.
- الأعراف: (بالإنجليزيّة: Norms)، تعرَّف الأعراف على أنّها مجموعة من الإرشادات والقواعد التي تعمل على تحديد سلوك أي فرد في المجتمع، فهي تضع قيوداً لتحديد أهمية فعل سلوكٍ ما من عدم فعله؛ فالأعراف تساعد على تشكيل سلوك الانسان وتزويده بالمعرفة حول الخطأ والصواب تجاه فعل الأشياء، ولكلّ ثقافة مجموعة من الأعراف الخاصة بها، وتُقسّّم الاعراف إلى الآتي:
- الأساليب الشعبيّة: (بالإنجليزيّة: Folkways)، تدل الأساليب الشعبيّة على الأعمال الطبيعية والبسيطة والمعتادة للناس داخل أي ثقافة، فهي تشكِّل أنماطاً من السلوكيات العامة التي يتبعها أي فردٍ في حياته اليوميّة.
- العادات والتقاليد: (بالإنجليزيّة: Mores)، تُشير إلى العادات والتقاليد التي يتم وضعها وفقاً لتوقعات المجموعات العرقيّة، وتدل تلك العادات والتقاليد على السلوكيات التي يجب على الأفراد القيام بها أو الامتناع عن فعلها، وهي تختلف عن الأساليب الشعبية بأنّها قواعد جديّة ويُمنع انتهاكها في أيّ نظامٍ اجتماعي، وقد يؤدي انتهاكها إلى التعرُّض لعقوبات رسمية أو غير رسمية.
الهوية والثقافة
تُشير الهوية الثقافية (بالإنجليزيّة: Cultural identity) إلى هوية الفرد كعضوٍ ينتمي إلى مجموعة معينة يرتبط أفرادها معاً من خلال خصائص مشتركة بينهم، وللهوية الثقافية تأثيرٌ مهم على مختلف مجالات الحياة، مثل تأثيرها على كيفيّة اتخاذ القرارات ذات العلاقة بأداء السلوكيات في المجالات المختلفة كالسلوكيات الوقائية للحفاظ على الصحة على سبيل المثال.
تتكون الهوية الثقافية لأيّ شخصٍ من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به، والخصائص المميِّزة له؛ فهي مرتبطة بأفكاره حول عدّة أمور مثل اللغة، والدين، والطبقة الاجتماعية، وغيرها من الأمور، إذ إنّ مجموع هذه الأفكار لدى الشخص يُشكّل هويته الثقافية، وعند الانتقال لمجتمعٍ مختلف وتقبّل الأفكار الجديدة حول اللغة والدين وباقي الأمور لذلك المجتمع يصبح هذا الفرد جزءاً مقبولاً من ذلك المجتمع.
تتعلّق الهوية الثقافية في جوهرها بحاجة الفرد إلى الانتماء ، ولكل شخصٍ هوية ثقافية خاصة به تتشكّل منذ ولادته من خلال الخبرات والمواقف التي يتعرّض لها في البيئة المحيطة به، ويجدر بالذكر أنّ ثقافة الفرد لها دورٌ مهم ورئيسي في تشكيل هويته لكن في نفس الوقت لا يُمكن اعتبار أنّ الأفراد الذين ينتمون لثقافة مشتركة يحملون نفس الهويات الثقافية.
تنشأ أهمية الهوية الثقافية عند انتقال الفرد من مجتمعه الأصلي لمجتمعٍ آخر؛ إذ تنشأ مجموعة من الأسئلة لديه مثل، هل أرى نفسي كشخص من خلال نظرتي لنفسي أم من خلال نظرة الآخرين لي؟ هل ينبغي أن أكون أنا الشخص الذي أقتنع بأن أكون هو أم الشخص الذي يعتقده الآخرين عني؟ هل أنا جزءٌ من المجتمع الجديد أم لا؟ وغيرها من الأسئلة، فالهوية الثقافية تساعد الفرد على الإجابة عن أسئلته من خلال إدراك معنى الوجود وزيادة الوعي الذاتي له من خلال التجارب الشخصية التي يتعرّض لها، فتلك التجارب والمواقف تساعد الإنسان على إدراك المعنى من وجوده وكيفية جعله من المتميزين، كما أن لها دورٌ مهم في إعادة تشكيل هويته، ويُمكن تعزيز الهوية الثقافية للفرد من خلال الاهتمام بتكوين العلاقات بين الأفراد.
الفن والثقافة
يرتبط الفن بثقافة المجتمع، والقضايا التي تسود فيه، ويمكن اعتبار الثقافة بأنّها عامل مهم في تشكيل مواضيع الفن، إذ تنعكس هذه الثقافة على الفنّ بأشكاله المختلفة، من رسم، ونحت، وموسيقى، وكتابة، ومسرح ، وغيرها، هذا ويمكن الحفاظ على تاريخ الفترات القديمة، وثقافة المجتمعات المختلفة من خلال تجسيدها بالأعمال الفنيّة، فمثلاً يساهم تأمّل تفاصيل، ونقوش الأعمال الفنية المتنوّعة الموجودة على جدران المعابد، ودور العبادة القديمة المختلفة في فهم ثقافة الشعب، والمجتمع، والاعتقادات السائدة فيه في ذلك الوقت، كما يساعد الفن على بيان، وتوضيح اختلاف الثقافات في المكان الواحد من وقت لآخر.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول موضوع الفن والثقافة يمكنك قراءة مقال الثقافة والفن .
كيفية فهم ثقافات الشعوب الأخرى
يمكن أن يتعرّض أي فردٍ لمقابلة أفراد يختلفون عنه في ثقافاتهم، كما قد يتعرّض لخبرات جديدة مع أولئك الأفراد، لِذا من المهم فهم الاختلافات الثقافية لأنّ ذلك يساعد على التأقلم في كافة المجتمعات والخبرات الجديدة في العالم، وفيما يأتي بعض الخطوات التي تساعد على فهم ثقافات الشعوب الأخرى:
- الوعي الذاتي: ينبغي أن يكون الفرد مدركاً لمعتقداته ، وقيمه، واختياراته الشخصية، وهذا يساعده على تحديد الاختلافات بينه وبين الأفراد الآخرين وفهم تلك الاختلافات.
- إجراء البحوث حول الثقافات: يُمكن مطالعة الكتب المخصصة لتاريخ وتقاليد الثقافات الأخرى أو استخدام الإنترنت، وذلك من أجل تطوير فهم شامل عن التنوّع الثقافي ، وتُعدُّ هذه الطريقة من الطرق المفيدة في هذا المجال.
- تكوين علاقات مع أشخاص من ثقافات مختلفة: يساعد التحدّث إلى الأشخاص من ثقافاتٍ أخرى على التعرّف عليهم والتعمّق بثقافاتهم بصورةٍ جيدة، ويجدر بالذكر أنّ التعرّف على الثقافات من خلال هذه الطريقة لا يتم عن طريق السؤال المباشر بل يكون من خلال التفاعل معهم، فمن خلال هذا التفاعل يتم فهم الثقافات تلقائيّاً.
- السفر: يُعدُّ السفر إلى بلدٍ آخر ذو ثقافة مختلفة والعيش فيه والتفاعل مع أفراده من أفضل الطرق التي تساعد على الانفتاح على ثقافاتٍ جديدةٍ وفهمها.
- تقبُّل التنوُّع الثقافي: يكون من الصعب على الشخص فهم الاختلافات الثقافية أحياناً، وفي هذه الحالة ينبغي الاعتراف بوجود ثقافاتٍ مختلفة وأشخاص مختلفون وتقبُّل هذه الحقيقة ممّا يساعد على فهم الاختلافات الثقافية.
أوجه الاختلاف بين ثقافات الشعوب
يوجد العديد من أوجه الاختلاف بين ثقافات الشعوب ومنها الآتي:
- تختلف الدول بمدى تقبل أفرادها للتوزيع الغير متكافئ للسلطة، وبطبيعة العلاقة بين الرئيس والمرؤوس؛ فبعض الدول يتقبل أفردها أن تكون السلطة موزعة بشكل غير متساوٍ، ويكون التعامل فيها مع الرئيس بحذر، في حين يرفض أفراد دولٍ أخرى التوزيع الغير متساوي للسلطة ويتوقعون المشاركة في اتخاذ القرارات مع المسؤولين.
- تختلف الدول بمدى تقبل أفرادها للتغيير وبدرجة الالتزام بخططٍ معينة؛ حيث يفضل أفرادُ بعض الدول الالتزام بالقواعد والخطط المستقبلية ولا يقبلون المجازفة، بينما يفضل أفراد بعض الدول الأخرى المجازفة وعدم الالتزام بالخطط.
- تختلف الدول بمدى تشجيع الإبداع والأداء المتميز؛ إذ تولي بعض الدول اهتماماً كبيراً للتنافس بين الأفراد والتحسين المستمر للأداء مقارنة بدول أخرى.
- تختلف الدول بمدى التعاون والاحترام السائد بين أفرادها؛ حيث يميل أفراد بعض الدول للتعامل بجدية وصرامة فيما بينهم في حين تكون مشاعر الرحمة والعطف سائدة أكثر بين شعوب دولٍ أخرى.
- تختلف الدول بمدى تفضيل أفرادها للتخطيط للمستقبل على حساب شعورهم بالرضى في الوقت الحاضر؛ حيث يفضل أفراد بعض الدول التنازل عن تحقيق أي مكاسب مؤقتة في الوقت الحالي مقابل الشعور بالرضى الدائم في المستقبل من خلال الاستثمار بمشاريع تهدف لتحقيق مكاسب دائمة ولو بعد حين.
- تختلف الدول بمدى انتماء افرادها وولائهم للمجموعة، ومدى التزام هؤلاء الأفراد بواجباتهم تجاه هذه المجموعة العائلة مثلاً، فبعض الدول يكون انتماء الفرد لعائلته أولاً أو لمجموعة ما في المجتمع ويتحدد سلوكه بمدى تمسكه بقيم هذه المجموعة، وفي بعض الدول الأخرى يكون انتماء الفرد لنفسه ومصالحه الشخصية وليس للمجموعة.
- تتميّز بعض الدول بدرجةٍ عالية من المساواة بين الجنسين ، وهي تعمل على توفير فرص عمل للنساء بشكلٍ كبير، وإتاحة الفرص لهنّ لتولي مناصب عُليا في السلطة مقارنة ببعض الدول الأخرى.
أسباب اختلاف ثقافات الشعوب
يتفاعل أيّ فردٍ مع بيئته المحيطة التي ينمو فيها والتي يمكن أن تشمل الأسرة، والقرية، والمدينة، ويُشكِّل الفرد خلال هذا التفاعل عاداته اليومية وطرق تلبية متطلباته وغيرها من الأمور، وعلى سبيل المثال يمكن أن يستيقظ بعض الأفراد باكراً ويتوجهون نحو عملهم في الزراعة، بينما يستيقظ البعض بوقتٍ متأخرٍ ويذهبون إلى أعمالهم المختلفة، فكل شخص يتأقلم ويتكيّف مع بيئته المحيطة ومجتمعه، ويكوّن عاداته وأنماط حياته وثقافته؛ التي تنتقل مع الوقت إلى الأطفال أو إلى غيرهم من الأشخاص ذوي الثقافات الأخرى.
تُسمّى تلك السلوكيات التي يُمارسها أولئك الأشخاص بمرور الوقت بعدّة مسميات كالتنشئة الاجتماعية، أو التربية العائلية، أو التدريب المدرسي، أو التثاقف، أو العولمة ؛ فالأسرة تعمل على تزويد الطفل بالإمكانات المعرفيّة والعاطفيّة الأساسيّة، أمّا المدرسة فتزوّد الطفل بنماذج مناسبة من السلوكيات الجيدة، إضافةً لمجموعة من المعارف والمهارات اللازمة للعيش ضمن المجتمع الذي ينتمي له الطفل، فالخبرات المختلفة تساعد على تنشئة الفرد اجتماعيّاً، أمّا مفهوم التثاقف فيساعد على تقبُّل وفهم معايير وعادات المجتمع، كما تساعد العولمة الفرد على تمكينه من العيش داخل بيئته العالميّة.
عندما يكتسب أيّ شخص ثقافته من البيئة المحيطة ومن الخبرات التي يتعرّض لها سواءً من الأسرة أو المجتمع فإنّه يخضع لعملياتٍ معقدةٍ من أجل تنمية شخصيته، ويجدر بالذكر أنّ ما يتعلمه الفرد ضمن ثقافته وفي ظل ظروفه قد لا يوافق ولا يناسب ثقافة أخرى، لذا يُمكن تشبيه أيّ شخص ينتقل إلى بلادٍ جديدة ذات ثقافة مختلفة عن ثقافته بالطفل الصغير في البلد الجديد؛ فهو لا يستطيع التحدُّث باللغة الجديدة، كما أنّه لا يستطيع التصرُّف أو ممارسة السلوكيات الصحيحة وفقاً لثقافة البلد الجديد، كما أنّه يفتقر إلى المهارات والمعرفة المتعلّقة بالثقافة الجديدة.
أهمية التعرف على الثقافات المختلفة
يوجد العديد من الفوائد الناتجة عن التعرّف على الثقافات المختلفة وفيما يأتي بعض تلك الفوائد:
- فهم العالم بصورةٍ جيدة: يضمُّ العالم العديد من الثقافات المختلفة، ويساعد التعرُّف على تلك الثقافات ومحاولة فهمها على تقبُّل وتقدير الأشخاص المختلفين، لذا من المهم على سبيل المثال إتاحة الفرص للأطفال من أجل التعرُّف على أطفالٍ آخرين من ثقافاتٍ أخرى والتفاعل معهم؛ الأمر الذي يساعد على زيادة احترام الآخرين وتقبُّل القيم المختلفة، ومن الممكن أيضاً تسجيلهم في نشاطاتٍ تضمُّ أطفالاً من بلدانٍ مختلفة والتفاعل معهم.
- التقليل من الصور النمطيّة: يساعد التعرُّف على الثقافات المختلفة والتعلّم عن الأشخاص من مختلف الثقافات على تجنّب تصنيف الأفراد اعتماداً على الصورة النمطية المسبقة عنهم، فكل شخصٍ يختلف عن الآخر ولا يجب تحديد صفات مجتمع كامل اعتماداً على شخصٍ واحدٍ.
- منع الانقسامات العرقيّة والعنصريّة: تُحدث الانقسامات ضرراً كبيراً في النسيج الاجتماعي، وتساهم في انتشار العنف بين الأفراد المختلفين، بالإضافة إلى سوء توزيع فرص العمل، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل في الموارد البشريّة والماليّة في المجتمع، ويحد انتشار تلك الانقسامات من القدرة على إيجاد حلولٍ مناسبة لتلك المشاكل التي يتعرّض لها المجتمع.
- تعزيز التواصل الفعّال: تُعد اللغة جزءاً مهماً للتواصل الإنسانيّ، وبالرغم من ذلك لا يُمكن اعتبارها العامل الوحيد الذي يُساهم في التواصل الفعّال، وللثقافة دور مهم في تعزيز التواصل بين الأفراد وبطرقٍ مختلفةٍ كاستخدام اللغة التصويريّة والإيماءات وفهم لغة الجسد.
- إتاحة الفرصة للتعرُّف على أشخاصٍ جدد: يكون ذلك من خلال المشاركة في الاحتفالات والفعاليات أو حتى زيارة أشخاص من ثقافاتٍ متنوعةٍ، ممّا يُتيح فرصاً لتكوين صداقاتٍ معهم.
- اكتساب خبراتٍ جديدة: يحدث ذلك من خلال الانخراط في أنشطة متنوعة مثل الفن، والموسيقى، والتعرُّف على أطعمة جديدة، والاستماع إلى قصصٍ من ثقافاتٍ مختلفةٍ، ويساعد التعرُّض لتلك الخبرات الجديدة الأشخاص في اكتشاف عالمهم بشكلٍ أفضل.
ثقافات الشعوب حول العالم
يبين الآتي بعض الثقافات المنتشرة حول العالم:
- الثقافة الغربية: يُشير مفهوم الثقافة الغربية إلى الثقافة السائدة في الدول الأوروبيّة والمناطق التي تأثرت بالهجرة الأوروبيّة بشكلٍ كبيرٍ كالولايات المتحدة، وتعود جذور الثقافة الغربيّة إلى القرن الرابع عشر وهي الفترة التي صعد فيها الدين المسيحي، بالإضافة إلى الفترة الكلاسيكيّة للعصور الرومانيّة واليونانيّة؛ وتجدر الإشارة إلى أن كل من المجموعات العرقيّة الألمانيّة، واللاتينيّة، واليونانيّة، والسلتيكيّة تعدُّ مشتقةً من الثقافة الغربية، كما أن تأثيراتها قد امتدت لتطال معظم بلدان العالم.
- الثقافة الشرقية: تشير الثقافة الشرقيّة إلى المعايير والأعراف المجتمعيّة السائدة في دول شرق آسيا بما فيها اليابان، والصين، وفيتنام، وكوريا الشمالية والجنوبية والأعراف السائدة في شبه القارة الهندية، وقد تأثرت الثقافة الشرقيّة أثناء مراحل تطوّرها بالدين بشكلٍ كبيرٍ وواضحٍ، وهي تختلف عن الثقافة الغربيّة فيما يتعلّق بالفروقات بين المجتمع العلماني والفلسفة الدينيّة.
- الثقافة اللاتينية: تنتشر الثقافة اللاتينيّة في الدول الناطقة بالإسبانيّة، ويُمكن تعريف أميركا اللاتينيّة على أنّها المنطقة الجغرافيّة التي تشمل أجزاءً من أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية والمكسيك، حيث تسود اللغة الإسبانيّة والبرتغاليّة تلك المناطق، وقد تأثّرت الثقافة اللاتينيّة بإسبانيا والبرتغال بشكلٍ كبير.
- الثقافة الشرق أوسطية: تتميّز البلدان الشرق أوسطيّة بوجود بعض الأشياء المشتركة فيما بينها، ويكمن السبب في وجود الاختلافات بينها بسبب كثرة أعداد الدول التابعة لها فهي تصل إلى عشرين دولة، فعلى سبيل المثال يسبب انتشار اللهجات المختلفة في هذه الدول صعوبةً في التواصل في بعض الاحيان وذلك بالرغم من انتشار اللغة العربية في جميع الدول، وتشترك عموماً فيما يتعلق بالديانة حيث تنتشر الديانة الإسلاميّة والمسيحيّة في تلك الدول.
- الثقافة الأفريقية: تُعدُّ قارة أفريقيا أساساً لجميع الثقافات؛ حيث إنّ الحياة البشريّة نشأت من هذه القارة ثمّ بدأ السكان بالهجرة إلى باقي مناطق العالم منذ حوالي 60,000 عام، وتُعد المجموعات العرقيّة السائدة في 54 دولة في القارة من أهم السمات الرئيسيّة لهذه الثقافة، فمثلا يوجد أكثر من 300 قبيلة تابعة لنيجيريا، وفي الوقت الحالي تنقسم أفريقيا إلى مجموعتين ثقافيتين، ثقافة سائدة في شمال أفريقيا، والأخرى سائدة في جنوب الصحراء الكبرى، ويرتبط شمال غرب أفريقيا بعلاقاتٍ قويةٍ مع الشرق الأوسط، بينما تتميز مناطق جنوب الصحراء الكبرى بخصائص تاريخيّة واجتماعيّة تختلف كليّاً عن شمال أفريقيا، وتجدر الإشارة إلى أنه كان للبيئة القاسية في جنوب الصحرارء الكبرى دورٌ كبير في تطوّر ثقافتها؛ حيث تشمل العديد من اللغات والأساليب الموسيقيّة، وغيرها.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول موضوع الثقافة يمكنك قراءة مقال تعريف الثقافة .