تلخيص رواية أوبال
تلخيص رواية أوبال
هذه الرواية للكاتبة والروائية حنان لاشين هي امتداد لرحلتها في ربط عقل وقلب القارئ ببعضهما، وتؤسس لرابطة أخلاقية فريدة من نوعها بينه وبين الشخصيات في الرواية، حتى أن القارئ سيشعر أنه منغمس في الأحداث لدرجة أنه لن يستطيع التخلص منها، وفي نفس الوقت لن يشعر بالملل على الإطلاق.
وتفاجئنا حنان بكل من المصطلحات العربية الحديثة، والتي هي قريبة من عقل القارئ وتسهل عليه فهم ما تحاول قوله، حيث أنَّها عند اختيار المفاهيم والمصطلحات، عادة لا تتبنى مناهج فاحشة وسطحية، وفي هذه الرواية، تساعدنا الكاتبة في اكتشاف جزء كبير من الحياة مفقود، فضلاً عن تفاصيل الحياة.
وتعتبر هذه الرواية الجزء الثاني من رواية إيكادولي ، على الرغم من أنها منفصلة من حيث الشخصيات والأحداث والمواقع.
تلخيص رواية أوبال
وفيما يلي تلخيص مبسّط للرواية:
حبيبة وخوفها من مملكة البلاغة
تبدأ الرواية بمشهد حفل زفاف لأبطال الجزء الأول وهم "أنس ومرام " في حضور الأسرة بأكملها للزفاف، وهنا نتعرف على أخت البطل أنس وهي " حبيبة"، والتي كانت لا تؤمن بما تسمعه من قصص وروايات عن مملكة البلاغة.
لكنَّها بدأت تقتنع تدريجياً بسبب إصرار أنس ومرام على ما حدث، إلى جانب ثقتها بأبيها وجدها، ولكن قناعتها حصلت بصعوبة، كما أنَّها بدأت بالتعايش مع شدّة خوفهم عليها، والذي تجده كلما رأت كابوسًا، أو عندما كانت تتأخر في عودتها إلى البيت، فقد كانوا يخشون اختفاءها في أي لحظة، مما أصابها بالضيق والحرج، وخاصةً مع خوف أمها الشديد عليها.
أما أباها وأنس فكانا ينصحانها ويوجهانها بكثرة، وكان جدها يطلب منها زيارته بشكل مستمر وكانت هي تتهرب منه، حتى أنه جهّز لها حقيبة مخصّصة حتى تكون مهيأة للرحيل في أي وقت أو الاختطاف كما كانت تسميه هي بسخرية.
حبيبة ومكتبة جدّها
أقيم زفاف أخيها أنس ببيت الجد في محافظة الفيوم ، فاضطرت حبيبة إلى الذهاب لحضور الزفاف ولم تَقُم بإخبارهم بالكابوس الذي رأته في منامها الليلة الماضية، وأثناء الزفاف؛ كانت دقات قلب حبيبة تتسارع كلما رأت ضوء المكتبة يلمع من بعيد في حديقة جدها، الذي بدوره قد أعطاها مفتاح المكتبة مسبقاً.
وعندما قررت حبيبة القضاء على شكوكها، قامت بالدخول إلى المكتبة، وعندها حدث ما كانت تتوقعه، أُغلق باب المكتبة فجأة وبدأت جدرانها بالاهتزاز، وحلقت فوقها الكتب وكانت صفحاتها تتقلب بسرعة كبيرة، وتصاعد صوت الصراخ وكأن أحدهم يطلب الإغاثة.
سقطت الكتب على الأرض وأُغلقت أغلفتها فجأة إلّا كتابًا واحدًا، وكانت صورة وجهها تظهر بشكل تدريجي على صفحته الأولى، وكان عنوان الكتاب “أيجيدور” وكما كان متوقع للجميع أنَّ هنالك كتابًا استدعى حبيبة لتقوم هي بمهمة استرداد كلماته.
رحلة حبيبة وكتاب أيجيدور
لكن كانت رحلة حبيبة تختلف بشكل كلّي عن رحلة عائلتها، حيث تلتقي حبيبة بشخصٍ آخر من عالمها هي، لكنه ليس محارباً مثلها وليس في عائلته محاربين بل هو كاتب، ولقد تم سحبه إلى مملكة البلاغة بطريقة غامضة، ومن هنا ننتقل في الرواية إلى شخصية جديدة ألا وهي "يوسف".
ومن هذه النقطة تبدأ رحلة حبيبة ويوسف لاكتشاف ما هي المهمة التي استدعاهم الكتاب من أجل إنجازها، وهنا تكمن المفاجأة، حيث يجد يوسف نفسه محاطاً بشخصيات رواية قام بكتابتها في عالمه الواقعي.
وحينها كانت مشكلة يوسف هي ترك جميع نهايات رواياته مفتوحة لعدم وجود نهاية معينة للرواية في أفكاره، وتوالت الروايات رواية وراء الأخرى بدون أن تكون لأيٍّ منها أي نهاية، فيجد نفسه بمملكة البلاغة محاطًا بشخصيات رواياته يكملون طريقهم هناك والفوضى في كل مكان.
النهايات المفتوحة
ونجد خلال رواية أوبال خيولًا تتكلم كالبشر، وألغازاً ليس لها حلول، وأشخاصاً لا نعلم نواياهم، ولكن من الواجب على حبيبة الخوض في كل هذا لتتعرف على المهمة المطلوبة منها، والبحث عن شخصيات كتابها وحماية الكتاب ليتمكن من استرداد كلماته، وتسليمه فيما بعد لحراس المكتبة والرجوع إلى وطنها، ويساعدها يوسف من أجل معرفة السبب وراء وجوده في مملكة البلاغة ولأنه أيضًا يريد العودة.
لكن لا نعلم إذا ما كانت روايات يوسف وأبطالها سيتركونه يرجع إلى وطنه، رغم جهلهم التامّ عن حقيقة أنه هو كاتبهم، وهنا يشعر يوسف بالندم الشديد بسبب عدم إكماله لرواياته وترك نهاياتها مفتوحة، ونستطيع استنتاج معاناة يوسف في رحلته من إهداء الرواية، حيث كتبت الكاتبة في إهداء الرواية قائلةً: “إلى الذين يتركون النهايات مفتوحة”.