تفسير سورة الليل للأطفال
تفسير سورة الليل للأطفال
التعريف بالسورة الكريمة
سورة الليل سورة مكية ، مع وجود بعض الأقوال أنّها مدنية؛ وقيل بعضها مكي وبعضها مدني، وتسمى بسورة "الليل"، وتسمى كذلك بسورة "والليل"، وذلك لافتتاحها بهذه اللفظة.
تفسير سورة الليل
وتفصيل ذلك فيما يأتي:
- (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى* وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى).
يقسم الله -سبحانه وتعالى- في مطلع هذه السورة بالليل؛ إذا غطى بظلامه على كل ما كان مضيئاً في النهار، وبالنهار إذا ظهر نوره أزال كل ظلام الليل، وبقدرته -سبحانه وتعالى- على خلق الزوجين؛ الذكر والأنثى من كل شيء.
- (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى* فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى* وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى).
يقسم الله -سبحانه وتعالى- بتلك الأشياء؛ ليثبت لنا حقيقة مفادها أنّ سعي الناس ينقسم إلى خير وشر، وما أقسم به من الظلمة يتناسب مع شر المسعى، وما أقسم به من النور يتناسب مع خير المسعى.
ثم تبين الآيات هذا الفرق بالمسعى؛ فالذين يسعون بالخير ينفقون مما رزقهم الله -سبحانه وتعالى-، ويكفون عن المحارم، ويؤمنون بالجنة التي سيجزي بها الله -عز وجل- من يتصفون بصفات الخير، فإن الله -سبحانه وتعالى- سيسهل عليه فعل الخير؛ بفعل الطاعات و ترك المحرمات .
وفي مقابل تلك الصورة الطيبة يقف أناس يبخلون بما أعطاهم الله -سبحانه وتعالى-؛ ويستغنون عنه، ولا يصدقون بالجنة وما فيها من نعيم، وسيسهل الله -عز وجل- هذا الطريق الذي سينتهي به في نار جهنم، ولن ينفعه عندها ماله الذي بخل به، ولن يخلصه مما حل به.
- (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْـهُدَى* وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى* فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى* لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى* الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى* وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى* وَلَسَوْفَ يَرْضَى).
يُبيّن الله -سبحانه وتعالى- أنه يوضح للناس طريق الهدى من الضلال، والحلال من الحرام؛ من خلال إرسال الرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، وهو مالك الآخرة؛ التي فيها الجزاء والدنيا التي فيها العمل، ومن له حاجة فليطلبها منه -عز وجل-، ومن كان هذا شأنه فهديه ينبغي أن يتَّبع.
ثم يحذّر -سبحانه وتعالى- من النار التي تتوهج وتلتهب؛ والتي ستكون مصير الشقي الذي كذب الحق، ولم يتبع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الأتقى الذي ينفق ماله في سبيل الله -سبحانه وتعالى-؛ ليزكي نفسه من الذنوب، فإن الله -عز وجل- سيجنبه الوقوع في تلك النار، وهذا الأتقى الذي ينفق ماله لا ينفقه ليسد حقا للناس عليه، وإنما ل نيل رضوان الله -سبحانه وتعالى-، ولفعله ذلك سيرضيه ربه -عز وجل-.
وقد نزلت هذه الآيات الأخيرة في حق أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ الذي كان ينفق من ماله ليعتق ضعاف المؤمنين؛ كبلال بن رباح -رضي الله عنه- وغيره، من العبودية وتعذيب المشركين.