تفسير سورة الشمس للأطفال
الآيات المتعلقة بقسم الله بالمخلوقات
سورة الشمس سورة مكية ، عدد آياتها خمس عشرة آية، قال الله -سبحانه-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا* وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا). بدأت السورة الكريمة بالقسم بمخلوقات عظيمة، خلقها الله -تعالى- لتكون شاهدة على عظمته وقدرته، وفي هذا المقطع من الآيات أقسم الله -سبحانه- بما يأتي:
- بالشمس
وهي نجم مضيء بذاته، وهي خلق عظيم شاهد على عظمة الخالق، وأقسم -سبحانه- بالضحى؛ وهو وقت طلوع الشمس وارتفاعها، فتبعث النور في الحياة.
- بالقمر
الذي امتلأ نورا وتبع الشمس بعد غروبها، ويكون أتم نورا إذا صار بدرا وذلك في الليالي البيضاء، وهي الليالي 13و14و15من الشهر القمري.
- بالنهار
الذي تكون فيه الشمس أشد وضوحا ونورا.
- بالليل
الذي يغطي الشمس ويُذهب نورها.
- بالسماء
كيف بناها الله -تعالى- فجعلها بناء قويا محكما.
- بالأرض
كيف جعلها ممهدة ومبسوطة؛ لتكون مسخرة لحياة الإنسان والحيوان والنبات.
الآيات المتعلقة بقسم الله بالنفس
قال الله -سبحانه-: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا). يُقسم الله -سبحانه وتعالى- بالنفس البشرية، ويقسم بنفسه -سبحانه- خالقها ومبدعها ومسوّيها، فالله خلقنا في خلقة سوية، وأعطانا القوى الجسدية والعقلية، ومن خلال هذه القوة العقلية يستطيع الإنسان أن يدرك طريق الشر وطريق الخير.
والله قد بيّن ما هو الخير والشر من خلال إرسال الرسل -عليهم السلام-، وهذا من رحمة الله بنا، وهو الذي خلقنا في أحسن صورة، ووهبنا العقل للإدراك، وأرسل إلينا الرسل ليبينوا لنا الطريق المستقيم.
الآيات المتعلقة بقدرة الإنسان على الاختيار
قال الله -سبحانه-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا). وفي هذه الآيات يأتي جواب هذا القسم العظيم، وهو أن الفوز والنجاح الحقيقي للإنسان هو من خلال تربية هذه النفس وتهذيبها وتعليمها ما يصلحها، فتتعود على عمل الخير والأخلاق الحسنة وتقوى الله -سبحانه وتعالى-.
أما الخسران الحقيقي فهو لمن ترك نفسه من غير تربية، فأهملها وتركها مع المعاصي والآثام، ولم يبذل جهده في تعليماها الخير والتقوى، وهاتان الآيتان تبيّنان قدرة الإنسان على الاختيار بين طريق الخير وتربية النفس ليكون من الناجحين، وبين طريق الشر وإهمال النفس فيكون من الخاسرين.
الآيات المتعلقة بقصة قوم ثمود
قال الله -سبحانه-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا* فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا)، وفي هذه الآيات مثال للنوع الخاسر الذي طغى وتجاوز حده مع الله، وهم قوم ثمود الذين كذبوا بنبيهم صالح -عليه السلام- بسبب كفرهم وظلمهم.
حيث قام واحد منهم مسرعا فقتل الناقة التي أمرهم نبيهم ألا يؤذوها، أو أن يمنعوها نصيبها من شرب الماء، فكان جزاؤهم أن الله -تعالى- أهلكهم بعذاب من عنده، فلم يفلت منهم أحد، وهذه عقوبة مستحقة من الله لهم، والله لا يخاف من إهلاكهم وتدميرهم لأنه القوي القادر على كل أحد.