حكم نشر الفتنة بين المسلمين
حكم نشر الفتنة بين المسلمين
معنى الفتنة
- الفتنة في اللغة: تأتي بمعنى الضلال، وتأتي بمعنى الإثم، والشخص الذي يُضلّ عن الحق يسمى فاتن، ويسمى الشيطان الفاتن كذلك؛ لأنّه يُضلّ العباد، ولأنّها من صفاته الغالبة، وفُتِنَ الرجل إلى النساء: أي أراد الفجور بهنّ -والعياذ بالله-.
- الفتنة في الاصطلاح: تعدّدت تعريفات الفتنة في الاصطلاح فقيل: هي ما يظهر من خلاله حال الإنسان من الخير والشر، ولهذا يقال: فتنت الذهب بالنار، إذا أحرق بها؛ ليتبيّن من خلال الحرق أنّه خالص أو فيه شوائب غير الذهب،وقيل: "هي ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الملك"، حيث لا يُعلم المحقّ من المبطل.
نهى الإسلام عن نشر الفتنة بين الناس
حذر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من الفتن أو أن يكون الإنسان جزءًا منها، فقال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ، القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَن تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، فمَن وجَدَ مَلْجَأً أوْ مَعاذًا، فَلْيَعُذْ بهِ)،فشرّ الناس في الفتن من سعى فيها وكان سببًا في إثارتها، ثمّ الماشي وهو الذي يباشر فيها عند حدوثها، وهكذا إلى أن يكون أفضل الناس من لا يدخل فيها أبدا.
أشكال نشر الفتنة بين المسلمين
تعدّدت أشكال الفتنة، وهذه أهم أشكالها:
- الإرجاف: وهو تحريك قلوب الناس بالكذب والباطل، وذلك بقصد إشاعة الفتنة بينهم، وهو من الأعمال التي لجأ إليها المنافقون في المدينة زمن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو محرمٌ للأذى الكبير الذي يسببه للناس.
- إشاعة الاختلاف بين الناس: ويحدث هذا غالبًا عند الصراعات التي تحدث في طلب الملك، فيحتار الحليم حينها من المُبطل ومن المُحِقّ.
- نشر الفواحش بين الناس: ومن هذه الفواحش الزنا وتتبّع النساء والخوض في أعراض الناس، ومن ذلك ما فعله بعض الناس في حادثة الإفك، وذلك حبًّا للفتنة.
- النميمة بين الناس: وهي أن ينقل الشخص كلام الناس بعضهم إلى بعض بقصد الإفساد بينهم،ولا شكّ أنّ الذي يسعى بالنميمة بين الناس يقصد الفتنة بينهم.
- الصدّ عن سبيل الله: قال الله -تعالى-: (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)،فمن صدّ الناس عن سبيل الله فهو فتّان.
حكم نشر الفتنة بين المسلمين
حرّم الإسلام أن ينشر الإنسان الفتنة بكافّة أشكالها بين الناس، أو أن يكون سببًا في الفتنة سواء بالمشاركة فيها أو إثارتها ابتداءً، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة، وقد ذكر أهل العلم أنّ إثم الوقوع في الفتنة يكون بمقدار الدخول أو التعلّق فيها.
والذي يجب على المسلمين أن يفعلوه في حال نشوب الفتنة أن يصلحوا بين الناس إن وقعت بينهم العداوة بسبب الفتنة، وأن يخمدوا الشائعات والشبهات التي يثيرها أهل الفتن، وأن ينصحوا الناس ويبينوا لهم الحقّ من الباطل، بالحكمة والموعظة الحسنة الشافية.