تعليم الطفل النظافة الشخصية والاهتمام بنفسه
أهم قواعد النظافة الشخصية التي يجب تعليمها للطفل
إنّ تعليم الطفل قواعد النظافة العامة أمرٌ في غاية الأهمية، مع الحرص على إبقائه بعيدًا عن مسببات الأمراض والعدوى، وفيما يأتي أهم قواعد النظافة الشخصية التي يجب تعليمها للطفل:
المحافظة على نظافة اليدين والأظافر
غسل اليدين
الحفاظ على نظافة اليدين والأظافر من أهم عادات النظافة للأطفال، وبهذا الخصوص يُنصح بتعليم الطفل غسل يديه جيدًا بشكل مستمر، وخاصة:
- بعد السعال أو بعد العطس أو بعد نفخ الأنف.
- قبل تناول الطعام.
- بعد استخدامه للمرحاض.
- بعد التواجد في الأماكن العامة وبعد ملامسة شخص مريض.
عليكِ مراقبة طفلكِ أثناء غسل يديه خاصة في المرات الأولى، حتى تتأكدي من قدرته على غسلهما جيدًا، والتأكد من إدخال الماء بين الأصابع، وتجفيف، وتدريبه على غسل يديه لمدة 20 ثانية، وتأكدي من تجفيف يديه بعد غسلهما.
قص الأظافر
يُوصى بتعليم الطفل أهمية تخصيص وقت خلال الأسبوع لقص الأظافر، ويُفضل أن يكون بعد الاستحمام؛ حيث يكون قصها أكثر سهولة، وتعليمه استخدام فرشاة خاصة للأظافر خلال الاستحمام لإزالة الأوساخ المتراكمة تحت الأظافر والمحافظة على نظافتها بشكلٍ صحي، ويجدر التنويه إلى إمكانية اعتماد الطفل على نفسه في قص أظافره في عُمر السابعة غالبًا.
ومن النصائح التي تساعدك على تعليم الطفل قص أظافره ما يأتي:
- حاولي اختيار الوقت الذي يشعر فيه الطفل بالملل، فلو اخترتِ وقت لعبه وانسجامه ربما ينفر من الفكرة تمامًا.
- قصي أظافره أمامه، وعلّميه كيفية تحديد الأظفر في كل أصبع لقصه.
- دعيه يُجرب قصّ أظافره أمامك، ووجّهيهِ بشكل صحيح.
- خصصي مكافأة له (ولتكن شيئًا يُحبّه) بعد كل مرة يقص فيها أظافره.
- اختاري مقص أظافر خاص بالأطفال لا يُلحق الضرر في حال أخطأ الطفل في قص أظافره.
تفريش الأسنان يوميًا
عودي طفلك على غسل أسنانه بالفرشاة مرتين على الأقل يوميًا، مرة في الصباح ومرة قبل النوم، ويمكن البدء بتعليم الطفل تنظيف أسنانه ولثته منذ ظهور السن الأول له، مع الحرص على استخدام الفرشاة بشكل جيد، ولفترة كافية حتّى يصبح الطفل مُعتادًا على الأمر، وعادة يستطيع طفلكِ تفريش أسنانه وحده على عمر ثلاث سنوات، مع أهمية مرافقتكِ له.
وينصح المختصون بأن تكون مدة التفريش 2 دقيقة، وكذلك يُنصح باستخدام خيط الأسنان لتنظيف أسنان الطفل وخاصة عند بروز أغلب أسنانه، ويمكنكِ الاعتماد على الطفل في ذلك عندما يبلغ 7 سنوات في الغالب. وممّا يساعدك على تعويده على التفريش ما يأتي:
- احرصي على شراء فرشاة أسنان مخصصة للأطفال بحيث يكون مرسوم عليها شكل يحبه الطفل.
- اختاري معجون أسنان بنكهة يحبها الطفل حتى لا يكره تفريش أسنانه.
- حاولي تفريش أسنانك أمام طفلك كل يوم، حتى يُقلّدك ويسهل عليه تقبل الأمر.
غسل الوجه
يجب تعويد الطفل على غسل وجهه مرتين يوميًا؛ مرة في الصباح ومرة في المساء، وخاصة عندما يُصبح عمره 10 سنوات، وذلك لتعويده على أهمية غسل الوجه لتجنب مشكلة حب الشباب في مرحلة المراهقة، فحب الشباب يظهر بسبب عدة عوامل، منها تراكم الأوساخ والزيوت على البشرة، ويجب تعويد الطفل على غسل الوجه بلطف؛ فالإفراط أو العنف في غسله يُزيل طبقة الزيت كاملة عن البشرة ممّا يُهيّجها ويُسبب تشققات فيها.
تغيير الملابس الشخصية يوميًا
يجب تنبيه الطفل إلى ضرورة ارتداء ملابس جديدة كلّ يوم حتى لو كانت الملابس القديمة غير متسخة أو لا تصدر منها أي رائحة، وبالأخص الملابس الداخلية، وعندما يصل الطفل إلى مرحلة دخول المدرسة يجب تعليمه كيفية تعليق الزي المدرسي بشكل منظم في الهواء للتخلص من أي رائحة عالقة فيه، وكي يبقى نظيفًا ومرتبًا.
تغطية الأنف والفم عند السعال والعطس
من النصائح التي نُوصي بها بهذا الخصوص ما يأتي:
- تعويد الطفل على استخدام المناديل الورقية، وتغطية الأنف والفم عند السعال والعطس.
- تدريب الطفل على تغطية الأنف والفم بالكم أو المرفق في حال عدم توفر منديل ورقي بسرعة.
- تعويد الطفل على اختيار منديل ورقي نظيف.
- تعليمه ضرورة نفخ الأنف كلما استدعى الأمر؛ لتجنب تراكم المخاط في أنفه لأنه يقلل من جودة التنفس لديه.
- بعد استخدامه للمناديل الورقية يجب عليه أن يتعلم وضعها في سلة المهملات، ومن ثم غسل يديه جيدًا بالماء والصابون للتخلص من الجراثيم.
المحافظة على نظافة الشعر والأذنين
يجب على الأبوين وخاصة الأم الاهتمام بنظافة شعر وأذني طفلها، وتعليمه ذلك عندما يكون قادرًا على التعلم، كما يأتي:
المحافظة على نظافة الشعر
يمكن تدريب الطفل على غسل شعره مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع ولكن ليس أكثر من ذلك؛ حتّى لا تتعرض فروة رأسه للجفاف، خاصة أن فروة رأسه صغيرة، وقد يتسبب الجفاف بظهور القشرة فيه، ولكن عندما يُصبح الطفل قرابة 10 سنوات وتكون الهرمونات لديه قد بدأت بالتأثير وسببت زيادة الزيوت في الشعر؛ فيُنصح بغسل الشعر عندئذ كل يومين مرة على أقل تقدير.
المحافظة على نظافة الأذنين
من المتعارف عليه أنّ الأذن تقوم بعملية تنظيف ذاتية؛ أي أنها تنظف نفسها بنفسها، واختلفت الآراء حول تنظيف الأذن من الشمع؛ فبعض المختصين يرى أنّه لا داعي لذلك إلا إذا أثر الشمع في قدرة الشخص على السمع، عندها تجب مراجعة الطبيب لتنظيفها.
وفي حال الرغبة بتعليم الطفل تنظيف أذنيه يُوصى باتباع النصائح الآتية:
- تدريب الطفل على استخدام منديل ورقي لتنظيف الأذنين وتحذيره من استخدام دبابيس الشعر أو أي أدوات قد تُسبب الأذى.
- تعويد الطفل على تنظيف أذنيه بعد الاستحمام؛ إذ يكون تنظيف الأذنين أسهل وأسرع.
- تشجيع الطفل على تنظيف أذنيه من خلال القيام بذلك أمامه لتشجيعه على تقليد الأبوين.
كيف تعلمين طفلكِ النظافة الشخصية بعد دخول المرحاض؟
من الضروري تعليم الطفل أساسيات النظافة الشخصية بعد دخوله المرحاض للحفاظ على صحته، ومن النصائح في هذا المجال ما يأتي:
- تعليمه أهمية استخدام الماء لتنظيف نفسه جيدًا بعد قضاء حاجته.
- تعليمه أهمية تجفيف المنطقة بالمناديل الورقية اللطيفة والنظيفة.
- التدريب على مسح المنطقة من الأمام إلى الخلف، وخاصة الفتيات لتقليل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- بالنسبة للطفل الذكر فيجب تعليمه كيفية غسل العضو التناسلي كاملًا بنفس طريقة غسل أجزاء الجسم الأخرى.
- يجب تعليم الطفل ضرورة غسل يديه جيدًا بعد استخدام المرحاض؛ تجنبًا للإصابة بأي نوع من العدوى.
خطوات تدريب طفلكِ على الاستحمام بمفرده
يمكن تعليم الطفل الاستحمام بمفرده على عمر 5 سنوات تقريبًا، مع التأكيد على أهمية وجود الأم أو الأب في الحمام بموضع قريب جدًا من الطفل لحمايته من أي خطر قد يًصيبه، ومن النصائح في هذا المجال ما يأتي:
- التأكد من إحضار أدوات الاستحمام إلى الحمام قبل البدء، بما في ذلك المنشفة والثياب النظيفة.
- التأكد من أنّ درجة حرارة الماء مناسبة للطفل، بحيث تتراوح بين 37 - 38 درجة مئوية.
- تعليم الطفل كيفية غسل جميع أجزاء جسمه وخاصة منطقة الإبطين والرقبة وأي جزء يُعرف ببعث رائحة العرق.
- تعليمه كيفية غسل شعره دون دخول رغوة في عينيه.
- تعويد الطفل أن يكون الاستحمام في وقت محدد قدر المستطاع كأن يكون قبل النوم مثلًا كي يحبه ويعتاد عليه.
- يمكن وضع بعض الألعاب غير المؤذية في حوض الاستحمام ليتسلى بها الطفل وتجعل الاستحمام أمرًا ممتعًا بالنسبة له، مع ضرورة عدم ترك الطفل بمفرده وقت الاستحمام.
- تعويد الطفل على تجفيف جسمه بمنشفة نظيفة مصنوعة من النسيج الناعم قبل ارتدائه للملابس؛ لتجنب ظهور الطفح الجلدي.
بعض المشاكل التي قد تواجهكِ أثناء تعليم طفلكِ النظافة الشخصية
في الوقت الذي تقوم به الأم بتعليم الطفل أساسيات النظافة الشخصية من الممكن أن تواجهها بعض المشاكل، خاصة أنّ العديد من الأطفال لا يحبون طقوس النظافة الشخصية، ومن المشاكل التي قد تواجه الأم ما يأتي:
- النسيان: قد ينسى الطفل أحيانًا غسل يديه أو تغيير ملابسه، وتتم معالجة هذه المشكلة بضبط منبه على الهاتف لمواعيد النظافة الروتينية اليومية والأسبوعية مثل غسل الشعر وقص الأظافر والاستحمام وتنظيف الأسنان، كما يمكن تعليق تذكير في الحمام لتذكير الطفل بغسل يديه بعد استخدام المرحاض، مع حرص الأهل على تذكير الطفل شفهيًا بغسل يديه وأسنانه.
- عدم إتقان خطوات التنظيف: التدريب المستمر يساعد الطفل على الإتقان، ويكون هذا بالبدء بعادة جديدة للنظافة في كل أسبوع وجعلها من الأولويات، والتدريب عليها لمدّة أسبوع أو أسبوعين، وبعد إتقانها يتم البدء بعادة جديدة وتطبيقها حتى يتقنها الطفل تمامًا، ويصبح قادرًا على العناية بنظافته الشخصية بنفسه.
- عدم اقتناع الطفل بالنظافة: جهل الطفل بأهمية حفاظه على نظافته الشخصية يجعله لا يُقبِل عليها، حتى أنّ بعض الأطفال يبكون وقت الاستحمام، لكن يمكن للأم جعل عملية الاستحمام أمرًا ممتعًا، باستخدام الألعاب أو سرد القصص حول النظافة أو جعله يُشاهد الأفلام الكرتونية التي تُعلم النظافة، ويمكن للوالدين الاستعانة بالطبيب أو المعلم مثلًا للمساعدة في تعليم الطفل أهمية النظافة وحثه عليها.
ملخص المقال
إنّ تعليم الطفل النظافة الشخصية يساعده على اكتساب هذه العادات والتعوّد عليها عندما يكبر،فالنظافة مهمة لحماية الطفل من الأمراض وللمحافظة على صحة جيدة مع تقدمه بالعمر، ونُوصي الأمّ بالصبر لإكساب الطفل أكبر قدر من العادات الجيدة المتلعقة بالنظافة، ومعالجة المشاكل التي تواجهها برويّة وهدوء حتى لا ينفر الطفل.