تعريف عن المواد العضوية في الماء
ما هي المواد العضوية في الماء؟
تحتوي كافة المسطحات المائية ومصادر المياه المختلفة على مركبات عضوية ذائبة (DOM)، وهي مواد ناتجة عن تحلل بقايا الكائنات الحية كالبكتيريا، والطحالب، والنباتات لتستقر في المياه، ويختلف نوعها بحسب مصدرها فهناك نوعان رئيسيان أحدهما يتحلل في النظام البيئي ويصل للماء، والثاني يتحلل في النظام المائي. تختلف نسبة ذوبان المواد العضوية في الماء بحسب نشاطها الكيميائي وقدرتها على التفاعل والتأثير على النظام البيولوجي في الماء، إذ تعد هذه المركبات مصدرًا أساسيًا للكربون وتساهم في عملية نقل المواد الغذائية. تساهم المركبات العضوية الذائبة في الماء على حفظ التوازن الطبيعي، فهي تقوم بامتصاص الأشعة الشمسية فوق البنفسجية وتحت الحمراء الضارة بالكائنات البحرية، ويمكن تحديد تركيبها الكيميائي بحسب مصدرها (نباتات، طحالب وغيرها) عند معالجة المياه أي تحويلها لمياه صالحة للاستخدام والشرب والكشف عن خصائص كل مادة لقدرتها على تكوين مركبات ثانوية ضارة عند المعالجة. تصل المركبات العضوية الذائبة في الماء من مصادر طبيعية كالتربة أو من مصادر بشرية كوصول النفايات الزراعية والصناعية والمنزلية والأسمدة لمياه الأنهار والبحار مما يسبب زيادة مستوى المواد العضوية فيها، يتم قياس نسبة المواد العضوية في الماء بعد تعرضها للتلوث، باستعمال تقنية التحليل الطيفي أو قياس محتوى الكربون العضوي.
تلوث الماء بالمواد العضوية
يسبب وصول المركبات العضوية بكميات كبيرة للمسطحات المائية من مخلفات الصرف الصحي والأسمدة الصناعية تلوث الماء، فعندما يزداد تركيز المركبات العضوية، تزداد أعداد الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الماء (المعروفة باسم المُحلّلات)، لأنها تتغذّى على هذه المركبات، وتستهلك كميات كبيرة من الأكسجين البحري الذي تحتاجه الكائنات البحرية الأخرى، وهذا قد يتسبب بمقتل هذه الكائنات.
المواد العضوية في مياه الشرب
تتواجد المركبات العضوية الذائبة الطبيعية في المياه (NOM)، ولا تسبب أضرارًا صحية، إلا أن زيادة نسبتها قد يؤثر على خصائص الماء الطبيعية، كاللون والرائحة والطعم، مما يستدعي معالجة المياه لتصبح صالحة للشرب، ولكن قد تسبب عملية تعقيم الماء تكوّن مركبات ثانوية ناتجة عن تفاعل المركبات العضوية مع مواد التعقيم، أو زيادة مستوى العناصر السامة كالزئبق والنحاس.
تمر معالجة مياه الشرب قبل وصولها للمنازل بخطوات متتالية من المعالجة لضمان سلامتها والتخلص من مسببات المرض، وهي على النحو الآتي:
- التخلص من النفايات كبيرة الحجم بتصفية المياه باستعمال مصافي خشنة.
- إضافة مواد كيميائية موجبة الشحنة خلال عملية التخثر لتساعد في ترسيب الملوثات سالبة الشحنة.
- ترسب المواد العالقة كالحصى والأتربة عند زيادة حجمها.
- تنقية المياه باستعمال فلاتر خاصة للتخلص من المواد العالقة صغيرة الحجم.
- تعقيم المياه باستعمال الكلور للقضاء على الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
- ضبط درجة الحموضة في المياه.
- المعالجة الكيميائية للتخلص من الطعم والرائحة غير المرغوب فيها لمياه الشرب.