تعريف سورة إبراهيم
تعريف سورة إبراهيم
هي السورة الرابعة عشرة في الترتيب القرآني، وفيها اثنتين وخمسون آية، وقد سميت هذه السورة باسم (إبراهيم)؛ فقد جاءت في الآيات ذكر لدعوات إبراهيم -عليه السلام- بجعل البلد الحرام بلداً آمناً، وغيرها من الدعوات العظيمة.
وهي سورة كلها مكية وهذا ما ذهب إليه الجمهور، إلا أن قتادة وابن عباس استثنوا آيتين، وبعضهم قالوا ثلاث آيات نزلت في المدينة؛ وهي: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ* جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ* وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)، فهذه الآيات نزلت في المشركين في قضية بدر.
مناسبة السورة لما قبلها
سورة إبراهيم مرتبطة بالسورة التي قبلها، وهي سورة الرعد من عدة وجوه؛ نذكر منها:
- التأكيد على أن القرآن الكريم كتاب حق
في سورة الرعد بيّنت الآيات أن هذا القرآن الكريم حق من عند الله -تعالى-، وأنه كتاب نزل باللغة العربية، فقال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً)، ثم جاءت الآيات في سورة إبراهيم تبيّن الحِكمة من كون القرآن قد نزل عربياً، فقال -تعالى-: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) .
- في كلتا السورتين ذكر الله -تعالى- قصص بعض الأنبياء السابقين ، ثم أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبر و التوكل على الله -تعالى-.
- في كلتا السورتين جاء بيان لكثير من الأدلة الدالة على قدرة الله -تعالى-.
- في كلتا السورتين بيَّن الله -تعالى- مصير كل من المؤمنين والكافرين.
عرض إجمالي لسورة إبراهيم
هذا عرض إجمالي يبيّن أهم الموضوعات التي اشتملت عليها سورة إبراهيم:
- إعجاز القرآن
في مطلع السورة جاءت الآيات تبيّن إعجاز القرآن الكريم ، وأن وظيفته هداية الناس إلى طريق النور، وهو الطريق إلى الله -تعالى-.
- الحديث عن الكافرين
الذين فضلوا متاع الحياة الدنيا، وأصروا على كفرهم أولئك لهم سوء العذاب.
- إرسال كل رسول متحدثاً بلغة قومه؛ حتى يستطيعوا أن يفهموا عليه وتصل الرسالة إليهم.
- تحدّثت الآيات عن رسالة موسى -عليه السلام- إلى فرعون ، وأنه -عليه السلام- بيّن لهم طريق الهداية وطريق الضلال.
- ذكر أسماء بعض الأقوام الذين كذبوا رسلهم وآذوهم.
- إصرار الكافرين على كفرهم ؛ لأن الرسل بشر مثلهم.
- صبر الأنبياء والرسل على إيذاء أقوامهم لهم.
- تهديد المشركين لرسلهم
بأنهم سيخرجونهم من أرضهم، لكن الله وعد رسله بإهلاك القوم، وستكون لهم الأرض.
- ذكر أدلة على وحدانية الله -تعالى-.
- الشيطان سيتبرأ من الذين اتبعوه.
- دعاء إبراهيم -عليه السلام-.
- وعد الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالنصر.
- وصف الله -تعالى- كيفية تعذيب الذين كفروا.
أبرز الأمور التي اهتمت بها السورة
اشتملت السورة على كثير من الفوائد، ومن أبرز الأمور التي اهتمت بها:
- تذكير الناس بنعم الله -تعالى- عليهم
فوجب عليه شكره، ومن يكفر فله أشد أنواع العذاب.
- تسلية النبي صلى الله عليه والسلم
والتخفيف عليه بذكر قصص الأنبياء السابقين ، وما لاقوه من مصاعب بسبب أقوامهم.
- ترغيب الناس وتشجعيهم على الإيمان برسالة أنبيائهم
وعبادة الله -تعالى-، والتحذير والوعيد من الكفر به، وذلك بضرب الأمثلة وبيان جزاء كل فريق من الناس؛ سواء المؤمن أو الكافر، وذكر قصص الأقوام السابقين.
- الحث على التفكر والتأمل
فالأدلة التي جاءت بها الآيات الدالة على وحدانية الله -تعالى-، توجب على الإنسان التفكر والتأمل.
- الصبر عند البلاء
ثم الالتجاء إلى الله -تعالى-، والدعاء.