تعريف المستوى النحوي
تعريف المستوى النحوي
يُعتبر المستوى النحوي أحد أهم مستويات التحليل اللغوي، ويُطلق عليه كذلك اسم: المستوى التركيبي، والسبب في أهمية هذا المستوى نابعة من أنّ بنية اللغة لا تقوم فقط على صياغة المفردات حسب قواعد الصرف، أي أنّ المستوى الصرفي وحده لا يكفي لتحليل الظواهر اللغوية.
تحتل الكلمات في المستوى النحوي مواقع معينة هي الرتب، ونُشير إليها بعلامات معينة هي علامات الإعراب ، بحيث تدل العلامات الإعرابية على نوع العلاقة الوظيفية والدلالية الرابطة بين الكلمات داخل التركيب اللغوي، فالنحو إذًا يهتم بالأساس بدراسة التراكيب والجمل ويُمكن أن نقول إنّ النحو هو قلب اللسانيات النابض وعصبها الرئيسي.
التركيب اللغوي بين القدامى والمحدثين
إنّ المستوى النحوي يهتم بدراسة التراكيب اللغوية، وهذه التراكيب اختلفت بين اللسانيين القدماء والمحدثين، فعند القدماء منهم كان التركيب مبنيًا على الإسناد، أيّ العلاقات بين الحروف والكلمات داخل الجملة الواحدة، ومدى انسجام وتلاؤم هذا العناصر في معنى مفيد ضمن سياق الجملة الواحدة.
أمّا عند اللسانيين المحدثين فقد اتخذ التركيب تعريفات مختلفة، حيث افترض دي سوسير أنّ أيّ تركيب يجب أن يتضمن عنصران لغويان يدلان على معنى محدد، ويربط بينهما نوعان من العلاقات، هي كالآتي:
- العلاقات الاستبدالية.
- العلاقات الركنية.
كما يُمكن معرفة نوع العلاقة التي تحكم تركيبًا معينًا عن طريق نوعين من القرائن، إمّا القرائن اللفظية أو المعنوية.
القرائن اللفظية والقرائن المعنوية
تستعين اللغة بمؤشرات تهدف إلى بيان نوع العلاقة الوظيفية والدلالية التي تربط بين الكلمات، وهذه المؤشرات هي كالآتي:
القرائن اللفظية
تُعتبر القرائن اللفظية تعبيرًا عن مجموعة من المؤشرات المتعلقة باللفظ، وهي كالآتي:
العلامات الإعرابية
تُعد مؤشرًا مهمًا لأنّنا في اللغة نضطر لأسباب عديدة أن نستغني عن الرتب، فنُقدم الفاعل على المفعول به والخبر على المبتدأ مثلًا، وهُنا ننظر إلى العلامات الإعرابية لتُرشدنا إلى الوظيفة النحوية للكلمة، نحو: الفنانُ رسمَ اللوحةَ، فيستحيل هُنا أن نقول إنّ اللوحة فاعل رغم أنّها جاءت في الترتيب بعد الفعل، وهي رتبة الفاعل، لكن تحريكها بالفتح منحها قرينةً لفظيةً جعلتنا ندرك أنّها مفعول به لا فاعل.
حروف العطف
يحمل كل حرف من حروف العطف معنى خاصًا به، وهي بالتالي تعمل عمل القرينة اللفظية في التركيب، بحيث تُشير إلى العلاقات بين المفردات فيه، فحرف العطف الواو قد يدل على القسم أو الحال أو المعية، وما يُحدد المعنى هُنا هو السياق.
الصيغة
يُقصد بالصيغة هي البناء الصرفي للأفعال أو الأسماء أو الصفات، ومثال عليها أنّ اسم الفاعل واسم المفعول يجب أن تكون أسماءً لا أفعالًا، أيّ لا يُمكن أن نجد اسم فاعل على صيغة جاءَ، أو ذهبَ، وكذلك لا يُمكن أن نجد فعلًا على صيغة ذهاب أو مجيء.
الرتبة
للرتب نوعان كما يأتي:
- رتب محفوظة
مثل: تقديم الموصول على الصلة والموصوف على الوصف.
- رتب غير محفوظة
مثل: تقديم المبتدأ على الخبر والفاعل على المفعول به .
كما أنّ هناك قرائن أخرى، مثل: الربط والتضام والنغمة والأداة سواء كان أداةً أصليةً أو غير أصلية.
القرائن المعنوية
هي مجموعة من القرائن تحمل الهدف نفسه الذي حملته القرائن اللفظية، وهذه القرائن هي كالآتي:
الإسناد
وهو العلاقة الرابطة بين طرفي جملة ما مثل العلاقة بين المبتدأ والخبر أو بين الفاعل والمفعول به.
التخصيص
يحمل معنى الغائية أو الظرفية أو التعدية، وذلك على النحو الآتي:
- الغائية
كأن نأتي بالمفعول لأجله بغرض التخصيص، مثل: ذهبت إلى الجامعة رغبةً في الفائدة.
- التعدية
مثل: ضرب أحمد زيادًا، خصصنا الإسناد هنا بإيقاع الضرب على زياد.
- الظرفية
مثل: صحوت إذ تطلع الشمس، حيث إنّ التخصيص هُنا يأتي بناءً على الربط بالزمان أو المكان.
- الإخراج
نقصد به كذلك الاستثناء، أيّ إخراج المستثنى من الإسناد، مثل: نجح الطلاب إلا سعيدًا، فأسندنا فعل النجاح إلى كل الطلاب باستثناء سعيد.