تعريف الفقر في الإسلام
تعريف الفقر في الإسلام
إنّ الفقر من الابتلاءات التي يُبتلى بها الإنسان، وهو من أهم المشاكل التي يواجهها الفرد والمجتمع، فانتشار الفقر بين الناس له آثارٌ سلبيَّةٌ على جميع مناحي الحياة، والفقر له أسبابٌ عديدةٌ، وسيتناول هذا المقال موضوع الفقرِ بإسهابٍ، لكن لا بد من تعريفٍ للفقر، وهو كما يأتي:
- الفقر لغةً: هو الحاجة، وهو مشتقٌ من انفقار الظهر، أي انكسار فقارِهِ؛ فكأنّ الفقير مكسور الظهرِ من شدّة الحاجة.
- الفقر اصطلاحًا: هو عدم امتلاك الإنسان لما يكفيه من مال، مع عدم قدرتهِ على الكسب والعمل.
الفرق بين الفقير والمسكين
ثمّة فرقٌ بين الفقير والمسكين ؛ بدليل قول الله -عز وجل- في القرآن الكريم: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)؛ فقد أوضحت الآية أن هنالك فرقًا بينهما، وفيما يأتي بيانٌ لأوجه الفرق:
- الفقر هو عدم امتلاك الإنسان ما يكفيه من المال، مع عدم قدرتهِ على الكسب.
- المسكين هو الذي لا يمتلك ما يكفيه من مالٍ، لكنّه قادرٌ على العمل والكسب، وهذا أفضل حالًا من الفقير.
آثار الفقر على الفرد والمجتمع
كما هو معلومٌ فإنّ آثار الفقرِ لا تخفى على أحدٍ، فله كثيرٌ من الآثار التي تزيد الفرد تشتتًا، والمجتمع تفكُّكًا، ومن هذه الآثار:
- تفشّي الأخلاق السيئة بين الناس؛ كالسرقة، والقتل، والزنا، وبيع المحرّمات.
- استغلال أعداء الأمّة لنشر الأفكار الخبيثة والعقائد المسمومة.
- زيادة التفكك الأسري ومن ثمّ تفكك المجتمع.
- انشغال الناس بالبحث عن الرزق، وانصرافهم عن العبادات والطاعات.
- قتل الأولاد والبنات خشية الفقر، قال الله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً).
علاج الإسلام لمشكلة الفقر
لقد عكف الإسلام على وضع حلولٍ لمشكلة الفقر منذ البداية؛ فحثّ الناس على القيام بما يحول بينهم وبين الفقر، وتمّ إصدار القوانين التي تقضي على مرض الفقر، لأنّ فيهِ ضعفاً للفرد المسلم وينعكس على المجتمع، فتضعف الدولة بسببه، فتصبح هدفًا سهلًا لأعدائها، وممّا فعله الإسلام ل معالجة مشكلة الفقر ما يأتي:
- حثّ الناس على العمل:
وذلك بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (لأن يأخذ أحدُكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره، فيبيعها فيكفَّ بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطَوه أو منعوه) .
- حثّ الناس على صلة الرحم:
وفي هذا مساعدةٌ للأقارب، ودفعٌ للبلاءِ عنهم، وذلك بقوله -تعالى-: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ).
- جعل الله للفقير جزءًا من أموال الزكاة:
وذلك في قولهِ -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
- تشجيع الموسرين على الصدقة:
وذلك بأن يتصدّق الناس على الفقراء والمساكين، وذلك بقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).