ما سبب نزول سورة الكافرون
ما سبب نزول سورة الكافرون
بيّن أهل التفسير أنّ سبب نزول سورة الكافرون كان لمجيء أربعة من الكفار إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهم: الوليد بن المغيرة المخزومي، العاص بن وائل السهمي، أمية بن خلف الجمحي، الأسود بن المطلب، يعرضون عليه أن يعمدوا إلى عبادة الله -تعالى- سنة، على أن يُشاركهم في عبادة آلهتهم سنة.
فنزلت سورة الكافرون تُنهي وتقطع جميع المفاوضات التي ليس من شانها أن تُحقق كمال وحدانية الله -تعالى-.
مكان نزول سورة الكافرون
تعدّ سورة الكافرون إحدى السورة المكية، ويبلغ عدد آياتها ست، وتسمّى بالمقشقشة أي؛ المُبرئة من الشرك، والنفاق، والضلال، وبسورة العبادة.
وتسمى بسورة الإخلاص؛ لما تحويه من معاني الإخلاص لله -تعالى- ومدحه والثناء عليه بالصفات الكاملة، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعمد إلى قراءتها في سنة صلاة الفجر، وسنة صلاة المغرب، وركعتي الطواف.
ترتيب نزول سورة الكافرون
نزلت سورة الماعون التي أشار فيها الله -تعالى- إلى صفات الكافرين المكذبين بالدين، ثمّ نزلت بعدها سورة الكافرون التي يأمر بها الله -تعالى- بالإخلاص له، والبراءة من عمل الكافرين الذين عبدوا الأوثان من دون الله -تعالى-، وحسم المفاوضات التي كانوا قد لجأوا إليها بعد أن باءت خططهم في التصدي لدين الله -تعالى- بالفشل، وبعد أن بيّن الله -تعالى- أنّه لا مساومة على العقيدة والدين أنزل سورة الفيل التي ذكر فيها واقعة تاريخية معروفة وذلك لأمرين:
- أوّلهما: بغية لفت انتباه الكافرين وفتح عيونهم على واقعة الفيل التي كانوا قد اتّخذوا من العام الذي وقعت فيه عاماً للتأريخ، بحيث كانوا يقولون حدث هذا الأمر في عام الفيل أو قبله أو بعده.
- ثانيهما: بغية تذكير المؤمنين لا سيما رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بضعف الكافرين والمعتدين، وبنصرة الله -تعالى- وتأييده لجنده وحزبه، وبعلو الحق وظهوره على الباطل.
دروس مستفادة من سورة الكافرون
هناك العديد من الدروس المستفادة من سورة الكافرون، ومنها ما يأتي:
- الجرأة في إعلان المبادئ التي يؤمن بها الإنسان، والإفصاح عنها بطريقة واضحة وصريحة.
- مجانبة الحوار في المسائل والأمور التي فصل الدين فيها.
- مجانبة التخلي عن مبدأ من مبادئ الدين؛ بغية إرضاء الناس وجبر خواطرهم.
- اعتزاز المسلم بدينه ومبادئه وأخلاقه وسلوكياته.
- انتفاء فكرة سير المسلم وغير المسلم الذي أعلن رفضه للدين وفق نهج واحد، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ كل إنسان مسؤول عمّا يختاره ويعتقده، حيث أنّه لا إكراه وإجبار في الدين فهو يقوم على أساس الحرية، والقناعة، والاختيار، كما أنّه حريّ بالإنسان ترك غيره فيما يختاره ويعتقده ويؤمن به، ومن الآيات القرآنية التي تُقرّ هذا المعنى قول الله -تعالى-: (وَإِن كَذَّبوكَ فَقُل لي عَمَلي وَلَكُم عَمَلُكُم أَنتُم بَريئونَ مِمّا أَعمَلُ وَأَنا بَريءٌ مِمّا تَعمَلونَ).
بين المقال سبب نزول سورة الكافرون، وبين علاقة سورة الكافرون بما حولها من السور، وما يستفاد منها من تعويد المسلم على الجرأة والاعتزاز بدينه.