قصص أم المؤمنين أم سلمة
قصص أم المؤمنين أم سلمة
جاء في كتب السير العديد من القصص لأم المؤمنين أمّ سلمة -رضيَ الله عنها- ومنها ما يأتي:
قصة هجرتها إلى الحبشة
كانت هجرة المؤمنين إلى الحبشة في السنة الخامسة من بعثة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان من بين المهاجرين أمّ المؤمنين أمّ سلمة -رضيَ الله عنها- وهي هند بنت أميّة المخزوميّة، والتي كانت قد خرجت مع زوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي المكنّى بأبي سلمة، ولم تطل مدّة غيابهم عن مكة حتى عادوا إليها.
ولمّا رأوا بطش قريش بالمسلمين عادوا للهجرة مجدداً إلى الحبشة، وكانت هذه الهجرة الثانية إلى الحبشة، وبعد ما عادا إلى مكة المكرمة بدأت قريش بإيذاء أبي سلمة واضطهاده، حتى علِم بإسلام بعض الأنصار من المدينة المنورة فرحل إليهم مهاجراً وكان ذلك قبل بيعة أصحاب العقبة.
قصة هجرتها إلى المدينة
خرجت أمّ سلمة -رضيَ الله عنها- للهجرة إلى المدينة مع زوجها أبو سلمة وابنها سلمة الذي كان طفلاً صغيراً تحمله في حجرها، وبينما هم في طريقهم لاقاهم رجالٌ من بني مغيرة، وهم من قبيلتها، فوقفوا في وجه أبي سلمة وأخبروه بأنّهم لن يسمحوا له بأن يأخذ زوجته معه، وأخذوها منه غصباً.
ولمّا سمع بذلك بنو عبد الأسد وهم قوم أبي سلمة ذهبوا لأخذ ابنهم سلمة من عند أمّه لكيلا يكون عند بني مغيرة، فبدأوا يتجاذبون الطفل الصغير بينهم حتى خُلعت يده وأخذوه بنو عبد الأسد.
وبقيت أمّ سلمة عند بني المغيرة، وهاجر أبو سلمة إلى المدينة، فكانت هي في مكانٍ وزوجها في مكانٍ آخر، وابنهما سلمة في مكانٍ آخر بعيداً عن والديه، وبقيت كذلك حتى أُذن لها بالهجرة والاجتماع بابنها وزوجها بعد هذا الغياب.
قصة زواجها من النبي
بعدما توفي أبو سلمة عن زوجته أمّ سلمة حزنت لذلك حزناً شديداً وكانت تكرّر بعد ما أصيبت بمصيبة فراقها لزوجها ما سمعته من حديث النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث قالت: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها، إلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ له خَيْرًا منها. قالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلتُ: كما أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْرًا منه، رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).
وكان الخير والعوض الجميل من الله -تعالى- أنّه قد رزقها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- زوجاً لها لتصبح من أمّهات المؤمنين -رضي الله عنهن-.
قصة استشارة النبي لها يوم الحديبية
لمّا خرج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى الحديبية، كانت برفقته أمّ المؤمنين أمّ سلمة -رضيَ الله عنها-، فلمّا حصل الصّلح وأراد المسلمون العودة من غير دخول مكة، أمرهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يتحلّلوا من الإحرام، فلم يفعل الناس ذلك.
ودخل إلى زوجته أمّ سلمة فأشارت عليه بأن يُبادر هو بالتحلّل، فإن حلق هو رأسه سيحلق النّاس، وإن ذبح الهديّ فعل ذلك النّاس، فأخذ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بمشورة أمّ سلمة -رضيَ الله عنه- وفعل ذلك وتبعه النّاس.
قصة احتكام الصحابة إليها
اجتمع رجل مع ابن عباس -رضيَ الله عنهما- عند أبي هريرة -رضيَ الله عنه- فأخبره أنّه قد سمع من أبي سلمة أنّ عدّة المتوفى عنها زوجها هي أبعد الأجلين، أيّ أنّ الحامل إذا توفي عنها زوجها وولدت بعد ذلك فإنّ عدتها تنتهي بوضع المولود، فأخبر أبو هريرة ابن عباس -رضيَ الله عنهم- أنّه يتّفق معه في هذا الرأي.
فاحتكما عند أمّ المؤمنين أمّ سلمة -رضيَ الله عنها-، وأخبروها بالأمر فأخبرتهم أمّ سلمة -رضيَ الله عنها- أن سُبيعة بنت الحارث الأسلميّة قد مات عنها زوجها وهي حامل، فوضعت مولودها بعدما توفي زوجها بليالٍ قصيرة.
وجاء بعد ذلك رجلٌ من بني عبد الدار يُقال له أبو السنابل ليخطِبها، وأخبرها أنّها تحلّ للزواج، فلمّا أرادت الزواج بغيره أخبرها بأنّها لا يجوز لها الزواج فذهبت سُبيعة إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأخبرته بأمرها، فأمرها أن تتزوّج.