إيجابيات وسلبيات وسائل الاتصال الحديثة
إيجابيات وسلبيات وسائل الاتصال الحديثة
يُعدّ الاتصال مفتاح بناء العلاقات، وقد بدأ البشر بإيجاد العديد من أشكال الاتصال والتي ظهرت بأشكال بدايئة كإشارات الدخان (بالإنجليزية: Smoke Signals) والحمام الزاجل، ثمّ استمرت بالتطوّر لتأخذ أشكال متنوعة في وقتنا الحاضر كالهاتف، والبريد الإلكتروني ، بحيث تساعد الأفراد على التفاعل معاً، ومن أيّ مكان في العالم، وخلال هذا الوقت بدأت التكنولوجيا بالسيطرة على جميع أشكال الاتصال، من هنا ظهرت مجموعة كبيرة من التقنيات التي تساعد الأشخاص على البقاء على اتصال عن طريق العديد من الأشكال المختلفة، حيث شهدت العقود القليلة الماضية ارتفاعاً واضحاً في توافر هذه التقنيات بين الأفراد، لكن ما يُميّز كل تقنية عن الأخرى هو طريقة تأثيرها في العلاقات بين الأفراد.
ويمثّل الهاتف المحمول أهمّ الأمثلة على وسائل الاتصال الحديثة المنتشرة بين الأفراد، وقد شهد العالم ارتفاعاً كبيراً في استخدامه، حيث بدأ ما يقارب 340,000 شخص في استخدامه كوسيلة للاتصال عام 1985م في الولايات المتحدة، واستمرّ العدد بالازدياد حتى وصل عام 2012م إلى ما يُقارب 5.9 مليار شخص حول العالم، وقد كان لذلك التطوّر خلال 27 عاماً تأثير واضح في كيفية ارتباط الناس ببعضهم البعض.
إيجابيات وسائل الاتصال الحديثة
تُتيح وسائل وسائل الاتصال الحديثة التواصل والتفاعل بين جميع الأفراد بشكل مباشر، كما تتيح التقنيات التي توّفرها الوسائل الحديثة ككاميرات الويب للمُستخدِمين إجراء محادثات وجهاً لوجه بغض النظر عن أماكن تواجدهم حول العالم، مما ساعد على تسهيل عملية التواصل الاجتماعي والتجاري وإزالة الحدود المتعلّقة بهما، إذ يوفر هذا الشكل من التواصل للأفراد إمكانيّة ملاحظة تأثير المحادثة والانفعالات التي تظهر على الفرد الآخر، وقد سهّل انتشار هذه الكاميرات وجودتها المتزايدة من ربط الأصدقاء والعائلة في جميع أنحاء العالم معاً، ومن جهة أخرى ساعدت تلك الكاميرات الشركات على إيجاد الموظفين ذوي الخبرة والكفاءة من مواقع مختلفة حول العالم للعمل معهم.
تُعدّ المنتديات وسائل اتصال مناسبة للأفراد الذين يشتركون معاً في موضوع ما، فهي تسمح لهم بمشاركة وتبادل الكثير من المعلومات المتعلّقة بالموضوع المشترك وبطريقة منظمة، كما تتميّز صفحات المنتديات عن أشكال الاتصال الأخرى بإمكانيّة حفظ محتوى الصفحة للرجوع إليها مستقبلاً؛ لأنّها تعتمد على النصوص المكتوبة كوسيلة للاتصال، بالإضافة إلى أنّها تحتوي على العديد من التقنيات الحديثة المبتكرة المناسبة للاتصال.
سلبيات وسائل الاتصال الحديثة
على الرغم من أهمية وسائل الاتصال الحديثة، إلّا أنّها تمتلك من العديد من السلبيّات، ومنها يأتي:
- عدم توفر خاصيّة التواصل وجهاً إلى وجه بين الأفراد في جميع أشكال تكنولوجيا الاتصالات على الرغم من أهمية هذا النوع من التواصل في تعزيز عملية التواصل غير اللفظي كلغة الجسد، وإظهار تعبيرات الوجه.
- استحداث الفجوة الرقمية (بالإنجليزية: Digital Divide) بين الأفراد، والتي تعني اختلاف الأفراد في درجة امتلاكهم لمهارات تكنولوجيا الاتصالات.
- قلّة النشاط والتسبُّب بالكسل والخمول لدى بعض الأفراد، وتظهر السلوكيات الكسولة لدى الفرد عند قيامه باستخدام وسائل الاتصال الإلكترونية للتحدث مع الأفراد الآخرين الموجودين في نفس مكان وجوده.
- تشتيت الذهن وإضاعة الوقت، حيث يتمّ إرسال العديد من الإشعارات عند التعامل مع الوسائل الحديثة، إضافة إلى تلّقي العديد من الرسائل والدردشات مع مختلف الأفراد، ممّا يُسبب تشتتاً للفرد الذي يتلّقى ذلك العدد الكبير من الإشعارات والرسائل، وقد يُضيع وقته، ويقلّل من الإنتاجية، وبالتالي تقل الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الصحيح.
- عدم إتاحة الفرصة للوسائل الإلكترونية الخالية من الكاميرات للتعبير عن المشاعر والعاطفة بشكل حقيقي، فهي عادة توفر محادثات قصيرة وفورية، ممّا يقلل من وضوح الرسالة التي يتمّ نقلها، وبالتالي يتمّ تفسير بعضها بصورة تختلف عن المعنى الحقيقي لها، فقد يتمّ إساءة فهم المعنى المُراد من الرسالة.
- وجود صعوبة في الانخراط في المحادثات العادية غير الإلكترونية بسبب كثرة التواصل من خلال النصوص الإلكترونية القصيرة والمكتوبة بعناية دون الاهتمام بالجانب العاطفي، وهذا ما يُشكّل صعوبة لدى الأفراد في فهم الإشارات غير اللفظية، بسبب عدم توفر التفاعل وجهاً لوجه.
آثار وسائل التواصل الحديثة
يترتب على استخدام وسائل الاتصال الحديثة العديد من الآثار، منها ما يأتي:
آثار سياسية
يظهر أثر وسائل التواصل على السياسة من خلال استخدامها لتقديم الأخبار العالمية، وتوضيح القرارات السياسية التي تمّ اتّخاذها عبر الوسائل المختلفة؛ كالمجلّات، والصحف، والإنترنت ، كما يُمكن استخدمها كوسيلة لنشر الدعايات الانتخابية للمرشحين.
آثار ثقافية واجتماعية
يظهر أثر وسائل التواصل على العلاقات الاجتماعية في المجتمع من خلال استخدام وسائل التواصل المتعددة؛ كالهواتف، والبريد الإلكتروني، والمدوّنات، والرسائل الفورية؛ لتعزيز العلاقات الاجتماعية الخاصّة بالفرد، ومن جهة أخرى أثّرت وسائل التواصل في ثقافات المجتمعات في العديد من الجوانب المتعلّقة؛ كتأثيرها في خصوصية الأفراد، والتعليم، والتسامح تجاه الآخرين، وغيرها من الجوانب.
آثار اقتصادية
تمتاز تكنولوجيا الاتصالات بسرعتها الفائقة، ممّا انعكس على سرعة نقل المعلومات والأخبار المتنوّعة، ويظهر أثر وسائل التواصل في النواحي الاقتصادية من خلال سرعة نقل أخبار الأسواق المالية العالمية، والأسهم المرتبطة بها، كما يُمكن استخدام وسائل التواصل للإعلان عن المنتجات بطرق متنوّعة، أو الإعلان عن طرق بيعها من خلال المواقع الإلكترونية المخًصصة.
آثار بيئية
يُلاحظ وجود بعض الآثار لوسائل التواصل على البيئة، إذ تحتاج العديد من وسائل التواصل كأجهزة الحاسوب، والطابعات، والفاكس إلى الورق والذي يتمّ الحصول عليه من عملية قطع الأشجار، وتحويل بعض أجزائها إلى الورق في مصانع خاصة، وتتمّ هذه العملية دون مراعاة للاحتياجات المستقبلية للأشجار، كما يتمّ إلقاء النفايات الناتجة عن عملية التصنيع في مصادر المياه السطحية كالأنهار، وعادة يتمّ تصنيع المعدّات الخاصة بوسائل التواصل من المواد الكيميائية، والبلاستيكية، والمعدنية التي تضّر بالبيئة، والتي يصعُب إعادة تدويرها أو التخلّص منها بشكل سليم، ومن ناحية أخرى تؤثر خطوط الطاقة وأجهزة الإرسال الخاصة بوسائل التواصل في الناحية الجمالية للمجتمع، لذا لا بدّ من إيجاد خطط من أجل الحد من الآثار السلبية لوسائل التواصل المنعكسة على البيئة.