تعريف العملية الإبداعية
مفهوم العملية الإبداعية
تُعرَّف العملية الإبداعية بأنها سلسلة من الأفكار والإجراءات التي تؤدي إلى إنتاجات فكرية فريدة وغير مسبوقة. حيث يمكن وصف العملية الإبداعية على مستويين: المستوى الكلي، الذي يعرض مراحل العملية الإبداعية، والمستوى الجزئي، الذي يشرح الآليات الكامنة وراء العملية الإبداعية. تتضمن العملية الإبداعية استخدام مهارات التفكير الناقد ومهارات حل المشكلات. حيث يمر الأفراد المبدعون عمومًا بـ 5 خطوات لتؤتي أفكارهم ثمارها، وقد تم توضيح هذه المراحل لأول مرة من قبل جراهام والاس، عالم النفس الاجتماعي والمؤسس المشارك لمدرسة لندن للاقتصاد، الذي أوجز المراحل الأولية للعملية الإبداعية في كتابه فن الفكر(The Art of Thought) عام 1926م.
مراحل العملية الإبداعية
في كتاب فن الفكر (The Art of Thought) اقترح جراهام والاس أحد النماذج المكتملة الأولى للعملية الإبداعية:
- الإعداد (تحديد المشكلة)
يتم في هذه المرحلة جمع المعلومات من خلال القيام بالأبحاث لتحديد المشكلة تمامًا. فالأفكار الإبداعية تعتبر حلولًا لمشكلة ما أو إشباع لاحتياج ما، لكنها لا تأتي من فراغ.
- الاحتضان
يتم النظر إلى المشكلة في هذه المرحلة من موقع أبعد قليلاً عن المرحلة السابقة، حيث يتم السماح للعقل بالتأمل والعمل على حل المشكلة ومن الضروري أن يبقى العقل منفتحًا على جميع الأفكار التي من الممكن أن تخطر عليه أثناء التأمل.
- الإضاءة
وهي المرحلة الثالثة من مراحل العملية الإبداعية، حيث تتجلى بالبصيرة، ويعبر عنها أحياناً بكلمة "وجدتها!" وهي ليست مجرد لحظة سريعة، بل هي مرحلة متكاملة مكرّسة للوصول إلى هذه الومضة التي تقود نحو تنفيذ الحل أو الفكرة، حيث يعتقد معظم الناس أن هذه المرحلة هي الصفة الكلاسيكية الاعتيادية للشخص المبدع، ولكن الإبداع هو عملية يمكن تعلم إدارتها ورعايتها خطوة بخطوة.
- التحقيق أو التنفيذ
يتم في هذه المرحلة البناء والعمل على الومضة التي حدثت في مرحلة الإضاءة، حيث يقوم الفرد بتقييم فكرته وتحليلها والبناء عليها، والتأكد ما إذا كانت هذه الفكرة مفيدة وفعَالة حقًا في تلبية الاحتياج المحدد في المرحلة الأولى (مرحلة الإعداد)، ويمكن تعديل الفكرة أيضًا بشكل يجعلها تتناسب مع الاحتياج والغاية.
مميزات الشخصية المبدعة
غالبًا ما يمكّن امتلاك خصائص التفكير الإبداعي الأفراد من إيجاد حلول مبتكرة لمشاكلهم. وفيما يلي أبرز السمات التي يمتلكها المبدعون ويستخدمونها في حياتهم اليومية:
- الفضول
يستمتع المبدعون غالبًا بتعلم الأشياء الجديدة، لذلك فهم يستغلون أوقات فراغهم في قراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع الفيديو حول الموضوعات الممتعة بالنسبة لهم. وغالبًا ما يحملون هذا الفضول إلى أعمالهم، إذ أنهم يسعون لابتكار الأفكار الجديدة عن طريق طرح الأسئلة التي تحوّل هذه الأفكار إلى واقع ملموس.
- الانفتاح
الشخصيات المنفتحة تكون على استعداد لسماع الأفكار الجديدة وتجربتها. فهذه الشخصيات تسعى إلى سماع كل الاحتمالات واستكشافها بشكل أكبر، فهم لا يقومون بالحكم المسبق على أفكار الآخرين أو وجهات نظرهم، بالإضافة إلى أنهم يستمتعون كذلك بتجربة الطرق مختلفة لأداء المهام.
- المرونة
غالبًا ما يتّسم المبدعون بالمرونة، إذ أنهم أكثر قدرةً على التكيّف مع التغيير. مما يتيح لهم تغيير آرائهم حول الأفكار الجديدة وقبولها، وما يجعلهم أكثر استعدادًا للاعتراف بأخطائهم واستغلالها في التعلم أيضًا.
- المخاطرة
المبدعون على استعداد لتحمل المخاطر المرتبطة بتجربة الأفكار الجديدة. فهم دائمًا ما يرون أن جميع الأفكار تشكل إمكانية التوصل إلى الحلول مهما بلغت خطورتها، لذا فإن عدم المخاطرة يعيق عملية الابتكار ؛ لأنه يتطلب البقاء ضمن منطقة الراحة الخاصة بالفرد.
- الحدس وسرعة البديهة
يتخذ الأشخاص سريعي البديهة بعض القرارات بناءً على مشاعرهم، إنهم يثقون فيما تقوله قلوبهم. وقد يجمع هؤلاء الأشخاص بين حدسهم والتفكير المنطقي. لأن الحدس قد لا يؤدي دائمًا إلى الحل الأمثل، ولكنه أداة مفيدة عند العصف الذهني وتوليد الأفكار.
- النشاط
غالبًا ما يكون المبدعون نشيطين، فإنهم على استعداد لبذل الكثير من الجهد في أعمالهم، إذ أنهم يشعرون بالشغف تجاه المهام ويظهر عليهم الحماس عند أدائها. تعتبر هذه من أهم السمات لأعضاء الفريق، حيث يمكن أن تنتقل الطاقة العالية من الشخص المبدع إلى زملائه في كثير من الأحيان.
- الطموح
غالبًا ما يكون لدى المبدعين وعي بمدى الجهد المبذول في أعمالهم، فعلى الرغم من مرونتهم وانفتاحهم في مجالات أخرى، إلا أن هذا الوعي يتطلب منهم أحيانًا اتباع نهج أكثر انضباطًا لتحقيق أهدافهم. فهم يفهمون أن الحلول المثلى لا تأتي بسهولة، لذلك فهم على استعداد لبذل الجهود الإضافية في سبيل تحقيق هذه الأهداف.