تعبير عن العلم الوطني السعودي
المقدمة: كالنخل في عليائه
هلّا أعرتني يا لغتي حرفًا من البيان يكون، أسطّر به كلامًا في حب علم مكانه بين النجوم، عانق في مجده البهاء، وجاز بسموه السماء، فروى قصة مجد ذات أصالة، رفع اللواء بعزة، فصار للعشاق نشيد، راياته دومًا مرفوعة، وعن الذل ممنوعة، كالنخل في عليائه لا يهين ولا يلين، ولا ينحني مهما عبثت به الريح، أو طمع به الطامعون، هكذا هو علمي حكاية للكرامة يشهد لها التاريخ تروي فخرًا وعزًّا وكبرياء.
العرض: علمنا: معاني خالدة بخلود الرسالة
علمي، حينما أقف أمامك أجدني أقف أمام تاريخ وحاضر، أمام قصة روتها الكرامة، حملتها أيدٍ عرفت معنى العزة بالدين فصارت بها تعرف، حملها أجدادنا الأوائل حتى سادوا البلاد، شعارهم كلمة خالدة إلى يوم الدين، يشهدون عليها البلاد والعباد، ويؤمنون أنها رسالة الخلود، ونهجهم سنة خاتم النبيين، وحدهم سيف يجابهون به أعداء الأرض والدين، ويقيمون العدل به بين أبناء المسلمين.
لونه الأخضر اليانع شعار للعطاء والكرم والجود، والتجدد والتقدم بكافة الحدود، وحين تسمع حكاية هذا العلم تذكر شهامة أمراء بني سعود، الذين حملوا الرسالة فكانوا خير سلف لخير خلف، وصانوا الأمانة وحملوا الراية، فصاروا مثلًا للبسالة يضرب، فعزّ بهم الدين؛ لأنهم اعتزوا بلا إله إلا الله محمّد رسول الله.
أمّا كلمة التوحيد التي زيّنت الراية فهي شهادة للإسلام تكون، انطلقت من محمد -صلى الله عليه وسلم- فدته منا الأرواح والعيون، سطّرت في التاريخ معان العزة، فحملها رجال حرصوا عليها أكثر من الروح، وكان نشرها أقصى الغايات والطموح، فقد علموا معناها وأنه لا يقدر عليها إلا الرجال، فكانوا لها خدمًا وسيفًا وأبطالًا، لأنهم فهموا شرف هذه الرسالة الماجدة فجعلوها مشعل راياتهم؛ ليعلموا الكون بأنها كلمة خالدة.
فصارت للشرفاء علم، وللمسلمين شعار، به كل الافتخار، علموا أن عزتهم لا يمكن لها أن تكون إلا بدين محمد -صلى الله عليه وسلم- فاعتزوا بها ودحروا بها كل الأعادي، فدوّى صداها الذكي في كل جبل ووادي، وفي كل شبر من حضر وبوادي، فكانت بلسما يشفي الصدور.
وحينما أقلب صفحات كتاب المجد أجد في كل صفحة وبين كل سطر وسطر تاريخًا مشرفًا لمن حمل الراية، وأسطورة بطلها جنديّ للإسلام تحكي عنه تفاصيل الرواية، وفي هذه السلسلة أجد من كان خليفة وأمير ولاية، وصولًا إلى ملوك تحملوا مشقة وثقل وعظم الأمانة، وهذا يكتب على صفحات التاريخ بماء من ذهب، تحكي عن رسالة الخلود وأبطالها خير الجنود.
عرفوا أنّ الدين ما هو كلام يُكتب أو شعائر تُؤدّى فحسب، بل هو طريق للعيش المجيد، بعزة وكرامة ومساواة، ورفعة وكرامة في الدارين، فمن جعل كلمة التوحيد شعاره ما هان وما ذلّ، فهو فوق الجميع بدينه وفي الآخرة يفوز بنعيمه، فيفرح بالخيرين معًا، هكذا تكون راية بلادي خالدة بخلود الدين، ونجمة ساطعة بين بلاد المسلمين.
علمي، في ازدحام الحروف والكلمات والجمل أجد لغتي عاجزة عن وصف هذه العظمة التي تروي أحداثا مشرفة عالقة بالذاكرة، علمي يا مجد التاريخ، وروعة الحاضر ورقي المستقبل، يا فخرًا لكل العرب، أتمنى أن أكون جنديًّا مُخلصًا يحمل رايتك الشماء، وأكون ممّن يبذل الروح والنفس والدم لك فداء.
يا قبلة روحي، يا نجمتي التي أباهي بها نجوم السماء، يا شذى يعبق بالدين يا مهوى فؤاد كل المسلمين، الله أسأل رب العالمين أن يبقيك خافقًا عزيزًا شمًّا، وأن يصرف عنك كيد الكائدين، يا علمي يا شاغل الأفئدة وآسر القلوب، ستبقى عاليًا مهما عصفت بك ريح الخائنين، فمهما حاولوا تنكيسك فأنت في حفظ رب العالمين، وفي كل قلوب المسلمين، فقد حملت في طياتك راية التوحيد والدين.
علمي، حملت سيفك المسلول لتدافع عن دين الرسول، وتطبّق العدل وتنير العقول، وتبعد عن حمى بلادك كل آثم وغاصب يحاول بحماك الوصول، ولبست رداءك الأخضر لتبلغ للناس رسالة اليمن والبركات، والخير والعطاء الذي هو آت، وتقول: إنّ سيفي ما هو للظلم والاستعباد بل هو لتحقيق العدل بين العباد، فلك مني كل الود يا علمي يا من هواك ينبض في روحي ويجري في دمي.
الله أشهده على حبك يا سعدي وكل المراد، يا خير علم حمل خير راية، لخير رسالة، يا علما خصك الله بحمل أحرف مباركة تحمل شهادة الحق في دين الحق، فأدركوا أن لا إله إلا الله أول طريق المؤمن الصالح إلى الجنان، فاتخذوها راية جيلًا بعد جيل؛ طمعًا بالغفران وكرم الرحمن بالجنان، فتركوا بصمة على صفحة الزمان لا تمحى.
أنت يا علم بلادي تحمل في تاريخك خير رسالة للأنام، رسالة حق ونور ومشكاة سلام، يا علمي، أنت لمن تمثله رمز فخر وشموخ، في أرض ترابها تقطر شرفًا رويت بدم جندك الأوفياء، فلكَ من روحنا السلام يا من علمتنا أسمى الرسالات.
الخاتمة: خافق ذو سؤدد
علمي يا علم العزة والكبرياء، كيف لا وأنت تحمل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، كلمة يسندها حد السيف الذي يُشير للعدل القائم بالحق، القائم على شريعة خاتم الأنبياء المرسلين، وسيد البشرية الذي أرسل للعالمين محمد -صلى الله عليه وسلم-، علم يحمل بين طياته المعاني الدينية النبيلة العميقة، لا يليق بها أن تصل إلى نصف السارية قريبًا من دنس الحياة، فأنت يا علمي ستبقى شامخًا مرفرفًا في الأعالي، مهما مرّت عليك من ظروف، فإن ذلك لا يزيدك إلا علوًّا.