تعبير عن الصديق
الصديقُ ملاذٌ آمن
الصديق هو أجمل ما في الوجود، وهو عَوْن صديقه وملاذه الآمن في كل الأوقات، فصديقك هو مَن يكون مخلصًا لك في الشدة قبل الرخاء، وفي الحزن قبل الفرح، وفي الموت قبل الحياة، وفي المودة، والحب، والنصيحة، والإرشاد، وهو مَن يُعزيك في أحزانك، ويقف معك في أشجانك، ويذكر محاسنك وفضائلك، ويستر هفواتك ويحافظ على أسرارك.
الصديقُ وقت الضيق
الصديق هو قطعة من الروح لا يُمكن الاستغناء عنه بأيّ حالٍ من الأحوال، فإنّ أجمل ما قد تحصل عليه في هذه الدنيا من نِعَم الله تعالى هو الصديق، فما أجمل الحياة مع صديقي، وما أتعسها بلا صديقٍ صادقٍ أجده وقت حزني وضيقي، فالصداقة تعني مشاركة صديقك في السرّاء والضرّاء، والصديق هو مرآة صديقه، وقد قالوا قديمًا: "قل لي مَن تصاحب، أقل لكَ مَن أنت".
إنّ الصداقة من أسمى المعاني الإنسانيّة وأصدقها وأرقاها على الإطلاق، وأعظم صداقة عرفناها في التاريخ الإنساني هي الصداقة التي كانت تجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه أبو بكر الصديق وما قدّمه من تضحيات لأجله، ومن أجل الدعوة الإسلاميّة، فصارا أعظم مثال على الصداقة والإخلاص والتفاني، يقول محمود سامي البارودي:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
- بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ
من واجب الصديق على صديقه أن يُقدّم له النصح والإرشاد إذا رأى عيبًا في صديقه، ولكن دون أن يجرح مشاعره أو يؤذيه، ومن واجب الصديق على صديقه أيضًا أن يهدي صديقه لطريق الصواب والصلاح عندما يراه يضل الطريق، فالصديق يجب أن يبقى إلى جانب صديقه، ويُعينه على مصاعب وعثرات الحياة ولو بكلمة، فالشدّة تبيّن الصديق من العدو.
مهما كتبت من كلمات وعبارات لا يُمكن أن تُوفي صديقي حقه، ولا يُمكن أن تُعبّر عن مدى حبي له، فأنا أُحبك يا صديقي الغالي يا من علمتني معنى الصداقة والعطاء، يا من زرعت في نفسي وروحي معنى الوفاء، يا من قدّمت لي عطاءك دون حدود ودون انتظار أيّ مردود، فأنا لم أجد أي كلمات أو حروف أو تشبيهات في وصفك، فقد تاهت كل الأبجديات وكل الكلمات.
الصديق الصالح جنّة الدنيا والآخرة
الصديق الصالح جنة دنيا وآخرة، ففي الحياة الدنيا هو بمثابة أخٍ عزيز وقريب منك، تلقي بهمومك وأتعابك عليه، فيحملها دون أدنى شعور بالتردد أو التعب أو التثاقل منها، وفي الآخرة صديقك قد يكون طريقك إلى الجنة، فعند اختيارك الصديق الصالح التقيّ النقيّ، فحتمًا سينقلك إلى الجنة، فالأخلّاء بعضهم لبعض عدو يوم القيامة إلا الأخلّاء المُتقين، وهنا تكمن أهمية الصديق الحقيقي والوفي.
أما الصديق السيئ هو الذي يجرفك إلى طرق الضلال والشر، ولا يكون صادقًا، ويُشجع على فعل المنكرات، ولا يقف بجانب صديقه وقت المحن، فهو أناني لا يهمه إلا نفسه، وكلمة الصّداقة والصّديق ترتبطان ارتباطًا وثيقًا بكلمة الصّدق، لذا سمّي الصديق صديقًا؛ لأنّه يُصدّق صديقه في كل شيء، وهذا يعني أنّه من أهم شروط الصداقة الحقيقيّة أن يتسم الصديق بالصدق والوفاء والإخلاص.
الصداقة ملح الحياة
في الختام، الصداقة حديقة جميلة ، وردها الإخاء، ورحيقها التعاون، ومهما تكلمنا عن الصديق والصّداقة لا يُمكننا أن نَفيها حقها، ومن الصعب جدًا شرح معنى الصداقة، فالصداقة الحقيقيّة هي تلاحم بين شخصين، واتحادٌ بين فكرين، ولقاء بين قلبين يتمنى كل منهما الخير والسعادة للآخر، فهي تُضاعف من سعادتك، وتنقص من حُزنك وألمك، فما أعظمها من علاقة!