مرض السيدا
مرض السيدا
ينجم مرض السيدا أو الإيدز أو ما يعرف بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: AIDS) (بالفرنسية: SIDA) عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يُدمّر جهاز المناعة ويؤثر في قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى، ويعتبر من الأمراض المزمنة والخطيرة التي تنتقل جنسيًا وقد تستمر لسنوات داخل الجسم قبل أن تنشط وتُضعِف جهاز المناعة إلى الحد الذي يسبب المرض.
تشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عدد مصابي فيروس نقص المناعة البشرية المُسبب للإيدز في نهاية عام 2019 بلغ 30 مليون حول العالم، وتُقدّر الإحصائيات نسبة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49 سنة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بما يُقارب 7%.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض السيدا
يُمكن لأي شخص أن يصاب بمرض السيدا بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق، وتكمن خطورة هذا الفيروس في مهاجمته لجهاز المناعة؛ إذ يُدمّر الخلايا التائية من نوع عنقود التمايز 4 أو كتلة التمايز 4 (بالإنجليزية: cluster of differentiation 4) واختصارًا CD4، والتي تلعب دورًا مهمًا في مقاومة الأمراض، وبالتالي فإنّ تدميرها يزيد من فرصة الإصابة بالأمراض والسرطانات، ويُشار إلى أنّ فيروس نقص المناعة البشرية قد يبقى في جسم الإنسان لعدة سنوات دون ظهور أية أعراض أو بأعراض بسيطة، ولا يتم تشخيص الإصابة بالإيدز (السيدا) إلا عند وصول تعداد خلايا CD4 إلى أقل من 200 أو ظهور المضاعفات المميزة لفيروس الإيدز كالعدوى الخطيرة والسرطان .
يوجد فيروس الإيدز في سوائل جسم المصاب، بما في ذلك الدم والمني والسوائل الشرجية وحليب الثدي، ويمكن للفيروس أن ينتقل بالطرق الآتية:
- ممارسة الجنس دون استخدام وسائل الحماية كالواقي الذكري.
- تبادل استخدام أدوات الحقن.
- الوشم أو الثقب وغيره باستخدام أدوات ومعدات غير معقمة.
- انتقاله من الأم الى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة.
- الجنس الفموي أو الإصابات الحادة، ولكنّ فرصة الإصابه بهذه الطرق أقل.
- لا تنتقل العدوى بفيروس الإيدز من خلال مشاركة الأكواب وأدوات الطعام والشراب، أو التواصل الاجتماعي الطبيعي، أو استعمال نفس دورات المياه، أو البعوض.
مراحل مرض السيدا وأعراضه
في الأسابيع القليلة الأولى من الإصابه بالمرض يبدأ جهاز المناعة بالمقاومة؛ فتظهر على المريض أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا كالحمى والسعال وألم الحلق والطفح الجلدي، ويكون المريض في هذه المرحله أكثر قابلية لنقل العدوى، وعندما يفشل جهاز المناعة في مقاومة الفيروس تبدأ المرحلة الثانية فتختفي أعراض الإنفلونزا ولا تظهر أية أعراض أخرى على المريض؛ لذلك تسمى بعديمة الأعراض أو المزمنة، ويساهم العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (بالإنجليزية: antiretroviral drugs أو antiretorvirals) في تقليل فرصة نقل الفيروس للآخرين وإبطاء تقدم المرض إلى المرحلة اللاحقة، بعد ذلك يستمر جهاز المناعة بالضعف؛ فتبدأ أعراض الإيدز بالظهور كتضخم الغدد الليمفاوية ، وفقدان الوزن، والحمى، والإسهال، والسعال، وإذا لم يتلقى المريض العلاج يمكن أن تظهر أعراض أخرى كالسل، والعدوى البكتيرية الشديدة، والسرطان مثل اللمفوما، ويُشار إلى أنّ بعض المصابين لا يُدركون إصابتهم حتى المراحل الأخيرة من المرض.
تشخيص مرض السيدا
يجب إجراء فحص فوريّ للأشخاص الذين تعرّضوا للفيروس المُسبب للسيدا، ويتم تشخيص مرض السيدا عن طريق عدة فحوصات، منها: فحص الأجسام المضادة في دم الشخص المعنيّ الذي يتم بفحص الدم، ولكن لن يُكتشف إذا كان المريض في المرحلة الأولى أي في أول أسبوعين لثلاثة أسابيع من الإصابة، وتكون احتمالية نقل الفيروس مرتفعة، لذلك يجب إعادة الفحص إذا ظهرت النتيجة سلبية وكان الشخص يشك بالتقاطه العدوى، وأمّا تشخيص الإصابة بوصول مرحلة السيدا فيتم عن طريق أعراض أو علامات تحددها المراكز الأمريكيه لمكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention).
علاج مرض السيدا
يُعتبر مرض الإيدز من الأمراض المزمنة التي لا يمكن علاجها بشكل تام، ولكن يتم التخفيف من المضاعفات باستخدام مضادات الفيروسات القهقرية التي سبق بيانها، والتي يتم اختيارها بناءً على السيرة المرضية للمريض؛ حيث يمكن جمعها مع أدويه أخرى في حال وجود مشاكل صحية أخرى لدى المريض، كما يتم أخذها فور اكتشاف المرض بغض النظر عن المرحله التي وصل إليها الفيروس، ويقوم مبدأ عمل هذه الأدوية على تقليل تكاثر الفيروس داخل الجسم، وهي عبارة عن قرص واحد يُؤخذ مرة واحدة يوميًا مكون من ثلاثة أدوية أو أكثر من مجموعات دوائية مختلفه تمنع تطور الفيروس بطريقة مختلفة مثل:
- اختبار النمط الجيني لمقاومة الفيروس (viral genotype).
- منع تطور أنواع مقاومة من الفيروس.
- تقليل كمية الفيروس في الدم.
الوقاية من مرض السيدا
لا يمكن الشفاء من مرض السيدا، ولا يمكن الوقاية منه بشكل قطعيّ؛ إذ لا يوجد لقاح يحمي من الإصابة به، ولكن يمكن تجنب الإصابة به إما عن طريق بعض الأدوية الوقائية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، وإمّا بالطرق الآتية:
- عدم ممارسة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
- تجنب المشاركة بالحقن.
- استخدام وسائل الوقاية عند ممارسة العلاقة الجنسية مع الزوج الذي يُعتقد إصابته بالفيروس.