ما هو علاج حكة فروة الرأس
علاج حكة فروة الرأس
يعتمد العلاج المناسب لحكة فروة الرأس، أو حكة الرأس (بالإنجليزية: Scalp pruritus) على المُسبِّب الذي أدّى لمشكلة الحكّة، وفيما يأتي بيان لأسباب حكة الرأس مع أبرز الطُرق العلاجية لها:
قشرة الرأس والتهاب الجلد الدهني
تُعتبر قشرة الرأس (بالإنجليزية: Dandruff) والتهاب الجلد الدهني (بالإنجليزية: Seborrheic dermatitis) من أكثر أسباب حكة فروة الرأس شيوعاً، وترتبط هذه المشاكل بحدوث استجابة التهابية ناتجة عن فرط نمو فطر الخميرة، حيثُ يتواجد فطر الخميرة بشكلٍ طبيعي في فروة الرأس وأجزاء الجسم الأخرى المُغطاة بالشعر، ولكن يؤدي فرط نموّها وتجاوز المدى الطبيعي لذلك إلى حدوث المشاكل سابقة الذكر، وفي الحالات الخفيفة يُمكن استخدام الشامبوهات التي تُساعد على السّيطرة على نمو فطر الخميرة، بما في ذلك الشامبوهات التي تُصرف دون الحاجة لوصفة طبية والتي تحتوي على مادة السيلينيوم (بالإنجليزية: Selenium) أو بيريثيون الزنك (بالإنجليزية: Zinc Pyrithione)، أمّا بالنسبة لحالات القشرة الأكثر تعقيداً؛ فقد يصِف الطبيب أدوية مُعينة؛ منها الشامبوهات المُضادة للفطريات، أو الكورتيزون الموضعي، أو المستحضرات العلاجية المتوفرة على هيئة رغوة، أو كريم، أو مرهم، أو محلول طبي.
رد فعل تجاه مستحضرات العناية بالشعر
قد تحدث قشرة الفروة، وجفافها، وحكّتها نتيجة عدم شطف الشعر جيداً من آثار الشامبو، ويُمكن أن تتسبّب بقايا الشامبو بتهيّج فروة الرأس في حال إبقائها على الفروة، وقد يرتبط الطفح وحكة فروة الرأس بالإصابة بالتهاب الجلد التماسي التحسسي (بالإنجليزية: Allergic contact dermatitis)، ويُعتبر ذلك من الحالات الشائعة التي يُعاني منها الأشخاص الذين يقومون بصبغ شعرهم، وغالباً ما يرتبط ذلك بمادة البارا فينيل ثنائي الأمين (بالإنجليزية: para-Phenylenediamine) التي توجد في صبغة الشعر السوداء، وقد تمتلك فروة الرأس لدى بعض الأشخاص حساسيةً تجاه بعض مستحضرات العناية بالشعر؛ كالشامبوهات أو بلسم الشعر، ويُعاني الشخص في هذه الحالة من ظهور طفح جلدي مُصحوب بالحكة في فروة الرأس وأيّ مموضِع من الجلد يتعرض لللمستحضر، ويُمكن التخفيف من الحكة والأعراض بايقاف المُنتَج المُسبِب للحساسية أو التهيُّج، وبالإمكان طلب مساعدة أخصائي جلدية في حال عدم القدرة على تحديد المُنتج الذي أدّى لذلك.
قمل الرأس
يتعرض العديد من الأشخاص لنوعٍ من أنواع الحشرات الصغيرة التي تُسمّى بقمل الرأس ، والتي تتغذى على الدم في فروة الرأس، وغالبًا ما تُصيب هذه المشكلة الأطفال، وينتقل القمل مباشرةً من شعر الأشخاص المُصابين بعدوى القِمل إلى الأخرين، ولا يحمل القمل العدوى البكتيرية أو الفيروسية، ويجدر بالذكر أنّ إصابة الشخص بالقمل لا يعني سوء نظافته الشخصية أو عدم نظافة البيئة التي يعيش فيها، وبالإمكان التخلص من القمل وبيوضه باستخدام الأدوية والمُستحضرات المُخصصة لذلك، واتباع الارشادات المُرفقة بحذر، وفيما يتعلق بأدوية قمل الرأس التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها فمنها البيرمثرين (بالإنجليزية: Permethrin) والبيريثرين (بالإنجليزية: Pyrethrin)، أمّا التي تستلزم وصفة طبية فمنها الكحول البنزيليّ (بالإنجليزية: Benzyl alcohol)، ودواء إيفيرمكتين (بالإنجليزية: Ivermectin)، ودواء سبينوساد (بالإنجليزية: Spinosad)، والملاثيون (بالإنجليزية: Malathion)، وليندان (بالإنجليزية: Lindane).
سعفة الرأس
يُطلق مصطلح سعفة الرأس (بالإنجليزية: Tinea capitis) على عدوى فطرية تُصيب الجلد وبُصيلات الشعر في الرأس، وتظهر سعفة الرأس في بداية الأمر على شكل بثور ونتوءات حمراء صغيرة الحجم تظهر على فروة الرأس، وقد تتقشّر ويُعاني الشخص من الحكّة في مواضع مُعينة، وقد تكون بعض النتوءات مليئة بالقيح، ومن المحتمل أن تحدث زيادة في عدد النتوءات مع مرور الوقت، وقد ينتشر الطفح الجلدي ليُغطي مساحاتٍ أوسع، وحول الخطّة العلاجية فهي تتضمّن الأدوية المُضادة للفطريات الفموية التي تُوصف في أغلب الحالات لمدة شهر إلى ثلاثة أشهر.
مرض الشَرَى
يتمثل مرض الشَرَى أو الارتكاريا (بالإنجليزية: Urticaria) بظهور مفاجئ لنتوءات أو لويحات على الجلد بحيث تكون منتفخة وبلونٍ أحمر فاتح، وغالباً ما يُصاحبها شعور بالحكة والإحساس بلدغ أو حرق، ومن الممكن ظهور هذه الحالة في أيّ مكان في الجسم، ويحدث مرض الشَرَى نتيجة التعرض لمُسبِّب حساسية أو قد يكون بلا أسباب معروفة، وتتمثل أفضل طريقة علاجية للشرى في معرفة المُحفِّز لها وتجنُبه، ويُعتبر تحديد المُسبّب أمرًا ليس بالسهل، ويُمكن أن يصِف الطبيب مضادات الهيستامين (بالإنجليزية Antihistamines) بهدف تخفيف أعراض المرض، ولتحقيق أفضل نتيجة يُنصح بالانتظام في أخذ مضادات الهيستامين وفقًا لما يصِف الطبيب.
الصدفية
قد تتأثر فروة الرأس بمرض الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، وتُعد الصدفية اللويحية (بالإنجليزية: Plaque psoriasis) أكثر أشكال الصدفية شيوعاً، وفي بعض الحالات قد تُصيب الصدفية فروة الرأس دون وجود لويحات في أيّ مكانٍ آخر في الجسم، وتتشابه أعراض صدفية الرأس مع تلك المُصاحبة للعدوى الفطرية؛ بما في ذلك طفح جلدي جافّ ومتقشّر مصحوب بالحكّة، وغالباً ما تؤثر الصدفية في خط الشعر الموجود خلف الرأس مُسبّبًا ذلك حدوث قشرة الرأس، ولعلاج الصدفية يُستخدم غالباً أنواع مُعينة من الشامبوهات إلى جانب بعض المستحضرات التي تُطبق على فروة الرأس، وفي بعض الأحيان يتمّ استخدام أدوية أكثر تخصّصًا، ويُشكّل خطّ العلاج الأول شامبو قطران الفحم، وفي كثير من الأحيان يُوصى باستخدام الأدوية الستيرويدية الموضعية (بالإنجليزية: Topical steroids) لعلاج الصدفية التي تؤثر في فروة الرأس دون أجزاء الجسم الأخرى.
الإكزيما التأتبية
تُعد الإكزيما التأتبية (بالإنجليزية: Atopic eczema) أحد أكثر أنواع الإكزيما شيوعاً، وتُمثل حالة مرضية مُزمنة يُصاحبُها ظهور أعراض جلدية تتمثل بالجفاف، والحكّة، وتشققات جلدية، ويُعتبر الأطفال هم أكثر فئة مُعرضة للإصابة بهذا النوع من الإكزيما، وغالباً ما تتطوّر لديهم الأعراض خلال السنة الأولى بعد الولادة، وقد تتطوّر هذه الحالة لدى البالغين أيضًا، وقد تتحسّن أعراض الإكزيما التأتبية بشكلٍ ملحوظ أو تختفي بشكلٍ تامّ لدى بعض الأطفال مع تقدّمهم في العمر، وفي الحقيقة، لا يُوجد علاج مُحدد يضمن اختفاء الأعراض وعدم عودتها مرةً أخرى، وتهدف العلاجات المُتبعة في حالات الإكزيما التأتبية إلى تخفيف الأعراض المُصاحبة للحالة وتحسينها مع مرور الوقت، والتقليل من تأثير الإكزيما في الحياة اليومية للمُصاب خاصّة إذا كانت الحالة شديدة، وتتضمّن الخطة العلاجية تجنّب المُحفزات وتقليل حدوث الخدوش، وتطبيق المرطبات بشكلٍ يومي على الجلد الجاف، إضافةً إلى استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية بهدف تحفيف الانتفاخ، والاحمرار، والحكّة أثناء نوبات الإكزيما.
الجَرَب
يُعرَف الجَرَب (بالإنجليزية: Scabies) بأنه مرض جلدي مُعدي، ويُعزى حدوثه إلى نوع من العث يُعرف بالقارِمَة الجَرَبِيَّة (بالإنجليزية: Sarcoptes scabiei)؛ وتُسبّب الحكة الشديدة في المكان الذي تختبئ فيه، وقد يزداد الشعور بالحكّة أثناء الليل، ومن النادر أن يُصيب الجَرَب فروة الرأس، وقد ينتقل مرض الجَرب بسهولة من خلال الاحتكاك مع الآخرين، لذلك يوصي الطبيب في أغلب الحالات بعلاج المُصاب والأشخاص المُحيطين به أيضًا، ويُعتبر علاج الجرب أمرًا بسيطًا؛ ويتمثل بتطبيق المُصاب أدوية مُعينة على الجلد بما يُمكّن من القضاء على كُلٍّ من العثة المُسببة للمرض وبيوضها، وقد يشعر المريض ببعض الحكة لعدّة أسابيع بعد تلقيه للعلاج، ومن الأدوية الموضعية التي قد توصف في حالات الجرب كريم البيرمثرين، وغسول ليندان، وكريم أو غسول الكروتاميتون (بالإنجليزية: Crotamiton).
المشاكل العصبية
قد يدلّ حدوث حكّة شديدة في فروة الرأس غير مصحوبة بطفح جلدي أو أيّ تفاعل جلدي آخر إلى الإصابة بمشاكل عصبية تتمثل بوجود خلل، أو مرض أو أمر غير طبيعي يؤثر في طريقة عمل الأعصاب، ومن الأمثلة عليها مرض السكري والحزام الناري (بالإنجليزية: Shingles)، ويمكن للنُدوب أن تُسبّب تلف الأعصاب، ففي الحالات التي يُعاني فيها الشخص من تساقط الشعر المُتسبّب بندوب عميقة فإنّ ذلك من شأنه التأثير في الأعصاب وتلفها، ونتيجةً لذلك قد يُعاني الشخص من حكّة في فروة الرأس، ومن خلال استشارة الطبيب يُمكن العمل على إيجاد المُسبب وراء ذلك واتخاذ الإجراءات المُناسبة التي تُمكّن من السيطرة على الأعراض.
سرطان الجلد
قد تتسبّب الإصابة بسرطان في الجلد شعور الشخص بحكّة في فروة رأسه، ويجدُر زيارة الطبيب في سبيل فحص فروة الرأس، إذ إنّ الأطباء المعنيين بذلك لديهم خبرة في تشخيص سرطان الجلد وهم قادرين على تحديد ما إذا كان الشخص بحاجة لمزيد من الفحوصات أم لا، وفي حال ثبتت إصابة الشخص بسرطان الجلد فسيتمّ اتخاذ الإجراءات المُلائمة ووضع الخطّة العلاجية المُناسبة لحالة الشخص.
حقائق حول حكة فروة الرأس
تُعتبر حكة فروة الرأس مشكلة شائعة تتمثل بشعور الفرد بإحساس مزعج قد يُسبّب حاجةً للخدش، وقد ترتبط الحكّة بالطفح الجلدي الذي قد يكون سببًا للحكّة أو نتيجةً للخدش، ومن الجدير ذكره أنّ الشعور بالحكّة لا يرتبط بوجود الطفح الجلدي في جميع الحالات، وقد تقلّ شدّة الحكّة ليلاً عند الخلود للنوم، وفي هذا السياق يُشار إلى وجود العديد من المُسببات التي تكمن وراء تهيج وحكّة فروة الرأس، والتي سيتمّ بيانُها لاحقًا في هذا المقال، وتُعتبر حكّة الرأس حالة صعبة من الناحية التشخيصية والعلاجية، ومن الجدير ذكره أنّ جلد فروة الرأس ينفرد بتركيبته العصبية التي تحتوي على أوعية دموية جلدية وبصيلات شعر مُعصّبة كثيفة.