تصحيح المسائل في الميراث
تصحيح المسائل في الميراث
التصحيح في اللّغة مشتقّ من كلمة الصّحة التي تعني زوال الأسقام، ولها معنى اصطلاحي خاصّ في علم المواريث ؛ وهو الحصول على أقل عدد من السّهام التي يمكن قسمها على الورثة من غير كسور.
حيث إنّ مسائل المواريث تنقسم إلى مسائل الانقسام ومسائل الانكسار، فإنّ الأولى لا تحتاج إلى تصحيح لكون السّهام فيها انقسمت على الورثة من غير كسور، بينما تحتاج مسائل الانكسار لتصحيح.
حالات المسائل بالنّسبة للتصحيح
تنقسم مسائل المواريث من حيث تصحيحها إلى أنواع، نبينها كما يأتي:
- الحالة الأولى
أن تكون الأسهم الخاصّة بكل فريق تُقسم عليهم من غير كسور؛ وفي هذه الحالة لا نحتاج إلى الضرّب، والفريق هنا معناه الجماعة من الورثة الذين يشتركون في أحد أنواع الإرث سواء كان فرضًا أو تعصيبًا.
ومثال ذلك أن يموت رجل عن أبوين وبنتين، فيكون لكلّ من الأبوين السّدس، وللبنتين الثلثين، فأصل المسألة هنا هو (6)، وعند تقسيم السّهام يأخذ كل من الأبوين سهمًا واحدًا، ويكون للبنتين أربعة أسهمّ لكل واحدة منهما سهمان، فلا نحتاج إلى تصحيح.
- الحالة الثّانية
أن يكون الكسر على فريق واحد، وفي هذه الحالة قد يكون بين السّهام وعدد الرؤوس موافقة أو مباينة، وقد يكون في المسألة عول أو لا يكون وكلّ واحدة لها طريقتها في الحلّ، ويسمّى عدد الأسهم المنكسر، وعدد الرؤوس في الفريق المنكسر عليه.
- الحالة الثالثة
أن يكون الانكسار في فريقين أو أكثر من الورثة، وفي هذه الحالة قد يكون هناك مماثلة بين عدد المنكسر عليهم من الرؤوس، أو موافقة، أو تداخل، أو مباينة.
طرق تصحيح المسائل في الميراث
تختلف طريقة تصحيح الميراث باختلاف العلاقة بين المنكسر والمنكسر عليه، وذلك كما يأتي:
تصحيح مسائل التباين
عند وجود تباين بين المنكسر والمنكسر عليه، فإننا نضرب عدد رؤوس الطائفة المنكسرة في أصل المسألة وفي سهام كل فريق، ومثال ذلك: أن يكون الورثة أم وأب وخمس بنات؛ فيكون لكل من الأب والأم السدس، وللبنات الثلثين؛ وأصل المسألة (6)، ونصيب كل من الأب والأم سهم واحد، والبنات لهنّ أربعة أسهم، وفي هذا انكسار.
وفي المسألة السابقة عدد أسهم البنات (4) وعدد البنات (5)، وبين الرقمين تباين، فنضرب الأصل وأسهم كل فريق بالرقم (5)؛ فيصبح لكل من الأب والأم خمسة أسهم، وللبنات (20) سهمًا لكلّ منهنّ أربعة، وأصل المسألة (30).
تصحيح مسائل التداخل
في هذه الحالة يكون أحد العددين متداخلًا بالآخر أي جزءًا منه؛ مثل الرقمين (3) و(6)؛ وفي هذه الحالة تُقسم عدد الرؤوس على عدد السّهام، ونضرب النّاتج في أصل المسألة وفي سهام الأفرقة. ومثال هذه الحالة: أن يكون الورثة أم وأخوان لأم وستة إخوة لأب؛ للأم في هذه المسألة السدس، وللأخوين لأم الثلث، والباقي للإخوة لأب، وأصل المسألة (6).
وبناءً على ذلك؛ يكون للأم سهم، وللأخوين لأم سهمان، وللأخوة لأب ثلاثة، فيحدث الانكسار، لكنّ أسهم الأخوة متداخلة مع عددهم، فنقسم (6) على (3)، ونضرب الناتج وهو (2) بأصل المسألة وبسهام الأفرقة، فيصبح أصل المسألة (12)، وللأم سهمان، وللأخوين لأم (4) أسهم، وللأخوة لأب (6) أسهم على عددهم.
تصحيح مسائل التوافق
في هذه الحالة يقسم كل من المنكسر والمنكسر عليه على نفس الرقم، مثل (4) و(6)؛ كلاهما يقسمان على (2)، ولحلّ هذه المسائل نأخذ وفق عدد الرؤوس؛ أي ناتج قسمته على القاسم المشترك.