المهارات الإدارية الأساسية
مفهوم المهارات الإدارية
هناك مجموعة من المهارات التي يحتاجها جميع المدراء، أو رؤساء الأفرقة، أو أي شخص في منصب قيادي، وهي تتجزأ إلى مجموعتين: المهارات الصعبة (المعرفة الفنية والتدريب)، والمهارات الشخصية.
تتمثل المهارات الصعبة بالقدرات التقنية، والقابلية للتعلم؛ عبر ارتياد المدارس أو الجامعات، والتدريب وتكوين الخبرات الوظيفية، وهي تختلف باختلاف مجال العمل؛ فمهندسوا البرمجيات مثلًا تتمثل مهاراتهم الصعبة بإتقان لغات البرمجة وغيرها.
في حين تكون المهارات الشخصية قابلة للتطبيق في جميع المجالات والوظائف، وباختلاف المناصب، وتكون في الغالب أكثر أهمية لعملية الإدارة من الكفاءات والمهارات التقنية، ويتم تطوير هذا النوع من المهارات بمرور الوقت وتراكم الخبرات.
وتمثل المهارات الصعبة المفتاح من أجل إكمال مهام وواجبات محددة؛ في حين تكون المهارات الشخصية ضرورية ولازمة في المهام التي تتطلب توجيه الآخرين، والإشراف على المشاريع، واتخاذ القرارات المستنيرة.
أنواع المهارات الإدارية
قام عالم النفس الاجتماعي والتنظيمي الأمريكي "روبرت كاتز"؛ بتصنيف المهارات الإدارية في ثلاث مجموعات رئيسية، موضحة كما يأتي:
المهارات الفنية
تشمل هذه المجموعة من المهارات جميع المهارات التي تعطي المدراء القدرة و المعرفة ؛ من أجل استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات في سبيل تحقيق أهدافهم، ولا تتضمن هذه المجموعة مهارات تشغيل الآلات، أو البرامج وأدوات الإنتاج ومختلف المعدات؛ بل تتضمن المهارات المطلوبة لزيادة المبيعات، وتصميم أنواع المنتجات المختلفة، والخدمات والتسويق وغيرها.
المهارات المفاهيمية
تتضمن مجموعة المهارات هذه المهارات التي يقوم المدراء بتقديمها؛ من حيث المعرفة والمقدرة على التفكير وصياغة الأفكار، بحيث يتمكن المدير من رؤية المفهوم بشكل متكامل، وتحليل المشكلات وتشخيصها، بالإضافة لإيجاد حلول إبداعية لها؛ مما يساعده على التنبؤ بكفاءة بالعقبات المحتمل مواجهتها في فريقه، أو في الأفرقة جميعها.
المهارات البشرية أو الشخصية
وهي مهارات التعامل مع الآخرين، والتي تمثل قدرة المدراء، أو القادة على التفاعل، أو العمل أو التواصل بكفاءة وفعالية مع الآخرين؛ سواء أكانوا من الزملاء أم أعضاء الفريق، أم الزبائن أوالمراجعين، وتمكنهم هذه المهارات من الاستفادة القصوى من الإمكانات البشرية في الشركة أو المنظمة، وتحفز العاملين فيها لتحقيق النتائج المرجوة.
أهم المهارات الإدارية
هنا نوضح أهم المهارات الإدارية الواجب توافرها لدى المدراء:
التواصل الجيد
يعتبر التواصل الجيد من أهم المهارات التي يمتلكها المدراء والقياديون؛ فجميع المهارات الأخرى التي يمتلكونها لن تكون مهمة أو ذات جدوى ونفع؛ إن لم يكونوا قادرين على التواصل مع الأعضاء الآخرين بشكل جيد وفعال.
وفي غالب عمليات ومهام الإدارة إن أول ما يحتاج المدير إليه هو التحدث مع الآخرين؛ لإيصال آرائه وأفكاره وتوقعاته واحتياجاته، وعليه التركيز على إيصالها بدقة ووضوح، والتأكد من فهم الموظفين لها، وما لم تكن مستمتعاً بدورك فلا جدوى من كونك مديراً.
حسن التنظيم
ثاني أهم مهارة يجب توافرها لدى المدراء هي القدرة على التنظيم ؛ فيجب أن يكونوا قادرين على وضع الخطط، وجدولتها وتنظيمها ومتابعتها بجميع مراحلها، والتأكد من سير الأمور في الواقع بحسب ما يرد فيها.
وهذا يتضمن فهم عمليات وقواعد الشركات التي يعملون بها، وقدرات وشخصيات العاملين معهم، وعليهم أن يكونوا متأهبين لأي طارئ قد يحدث، ومعالجته في أسرع وقت ممكن.
بناء الفريق
على القائد معرفة كيفية بناء فريقه والحفاظ على سلامته وتماسكه، وعليه أن يكرس نفسه لبناء روح الفريق أيضًا، وضمان وجودها لدى كل فرد من أفراد الفريق؛ فمن المهم جداً أن يتعاونوا فيما بينهم لا أن يتنافسوا؛ لأن نجاح الفريق هو نجاح لكل واحد منهم.
وفشله هو فشلهم جميعًا، وإنما تكون المنافسة ذات قيمة كبيرة مع الأفرقة الأخرى، حيث تكون محفزة وصحية؛ ويقع الأمر على عاتق المدير أن يعرف شخصياتهم، ويكلف كلاً منهم بما يتماشى مع مهاراته، ويعزز قيمته وثقته بنفسه.
القيادة
المدير بحاجة لأن يكون مستمعاً بارعاً؛ ليعرف مشكلات زملائه ويعمل على تحليلها، ويوجد حلولاً لها، وإثبات أنه ملتزم بأهداف الفريق وساعٍ لنجاحه، كما تقع على عاتقه أيضًا مسؤولية تحديد هذه الأهداف؛ بمشاركة باقي الأعضاء، ثم توزيع المهام عليهم بحيث لا تتداخل هذه المهام مسببة النزاع بينهم، كما عليه تحديد رؤية الفريق وجعلها واضحة كفاية في أذهان جميع الأعضاء.
القدرة على التعامل مع المتغيرات بشكل فعال
وعند تحقيق كل ما سبق سيكون المدراء متأهبين للتعامل مع أية مستجدات بطريقة تلقائية وسلسة؛ فعليهم أن يكونوا مرنين وقابلين للتكيف مع جميع الظروف والاحتمالات، وعند مواجهة العقبات سيتخذون القرارات الصحيحة بغض النظر عن إجهادهم، كما سيحرصون على امتصاص المشاعر السلبية لرفاقهم وتشجيعه حتى النهاية.