تحليل فيروس سى
فيروس سي
يُعدّ التهاب الكبد الفيروسيّ سي (بالإنجليزية: Hepatitis C) أحد الأمراض المُعدية التي تنتقل عبر الدّم، ويتسبّب بحدوثه فيروس الالتهاب الكبديّ سي (بالإنجليزية: Hepatitis C virus) واختصاراً (HCV)، وتنقسم الإصابة بهذا الفيروس إلى مرحلتين مُختلفين من العدوى، إذ تُمثّل المرحلة الأولى العدوى الحادّة وقد لا تكون مصحوبةً بأي أعراض، ويتمكّن جزء من الأشخاص المُصابين بالعدوى الحادّة من القضاء على الفيروس خلال مدّة ستّة أشهر دون الحاجة إلى علاج، إلّا أنّ ما نسبتة 60% إلى 80% من الأشخاص تتطور العدوى الحادّة لديهم إلى المرحلة الثانيّة أو كما يُطلق عليها العدوى المزمنة والتي قد تُرافق المصاب طيلة فترة حياته، وتؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بتشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver cancer)، وبحسب الإحصائيّات تُصيب العدوى المُزمنة حوالي 71 مليون شخص حول العالم، ويتسبّب الفيروس بوفاة ما يقدّر بحوال 400 ألف شخص سنوياً نتيجة المُضاعفات الخطيرة التي يُلحِقُها الفيروس بالكبد.
تحليل فيروس سي
يُجرى تحليل فيروس سي لتشخيص الإصابة بعدوى التهاب الكبد الفيروسيّ سي من خلال أخذ عيّنة من دم الشخص، وإخضاعها لعدد من الاختبارات التشخيصيّة؛ وذلك على النّحو التالي:
- اختبار الأجسام المُضادّة: يُنتج جسم الإنسان الأجسام المُضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) التي ترتبط بمولّد الضد (بالإنجليزية: Antigen) الخاص بالفيروس بهدف القضاء عليه، ويُمكن الكشف عن وجود هذه الأجسام المُضادّة من خلال إجراء تحليل لدمّ المريض، حيثُ تدّل النتيجة السلبيّة على عدم إصابة الشخص بالفيروس، بينما تدّل النتيجة الإيجابيّة على إصابة الشخص بالفيروس في أحد مراحل حياته، ولا تدّل بالضرورة على إصابته بالفيروس في الوقت الحالي، حيثُ يستمر وجود الأجسام المُضادّة في جسم الإنسان حتى في حال تمكّن الجسم من القضاء على الفيروس.
- اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل: يُجرى اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بالإنجليزية: Polymerase chain reaction) في حال كانت نتيجة اختبار الأجسام المُضادّة إيجابيّة للتأكّد من الإصابة بالفيروس، حيثُ يكشف هذا الاختبار عن وجود المادة الوراثيّة للفيروس في جسم الشخص المصاب، وتدّل النتيجة السلبيّة على الإصابة بفيروس سي في السابق والشفاء من المرض، بينما تدّل النتيجة الإيجابيّة على الإصابة بالمرض وتواجد الفيروس في الجسم في الوقت الحاليّ، وفي الحالات التي تكون فيها نتيجة كلاً من اختبار الأجسام المُضادّة واختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل فإنّ ذلك يؤكّد إصابة الشخص بالفيروس ويتطلب الأمر بدء العلاج.
تُجرى بعض الاختبارات التشخيصيّة الإضافيّة الأُخرى قبل البدء في علاج المرض لتحديد الأضرار الناجمة عن الإصابة بالفيروس، ومن هذه الاختبارات ما يلي:
- التّصوير الإلستوجرافيّ بالرنين المغناطيسيّ: (بالإنجليزية: Magnetic resonance elastography) تجمع طريقة التصوير هذه بين تقنية التصوير بالرنين المغناطيسيّ، والنّماذج التي يتمّ تصويرها باستخدام الموجات الصوتيّة (بالإنجليزية: Sound waves) لإنشاء خريطة مرئيّة توضّح تدرّجات صلابة الكبد، إذ إنّ تصلّب أنسجة الكبد يدُل على إصابتها بالتّليف أو التندّب الناتج عن الإصابة بعدوى التهاب الكبد الفيروسيّ سي.
- التّصوير الإلستوجرافيّ العابر: (بالإنجليزية: Transient elastography) يُجرى هذا الاختبار بهدف الكشف عن مدى صلابة أنسجة الكبد إذ يتم إرسال الموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasound) لتشكيل اهتزازات تمرّ عبر الكبد، ومن ثمّ تُحسَب سرعة تشتّت هذه الاهتزازات عبر أنسجة الكبد.
- خزعة الكبد: تُؤخذ خزعة من الكبد (بالإنجليزية: Liver biopsy) عن طريق إدخال إبرة رقيقة عبر جدار البطن لأخذ عيّنة صغيرة من أنسجة الكبد، وإخضاعها لبعض الفحوصات المخبريّة.
أعراض الإصابة بفيروس سي
تختلف أعراض الإصابة بفيروس سي بحسب مرحلة المرض، وقد لا تظهر أعراض الإصابة بالعدوى المُزمنة لسنوات عديدة، وقد تظهر أعراض الإصابة بالفيروس عند بعض الأشخاص خلال أسبوعين من الإصابة في حين أنّها قد تستمر إلى مدّة تصل إلى ستة أشهر في بعض الحالات، ومن الأعراض التي قد تظهر عند بعض الأشخاص في مرحلة العدوى الحادة ما يلي:
- الإصابة باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
- الشعور بالتعب والإعياء.
- الشعور بالغثيان.
- الإصابة بالحمّى .
- الشعور بألم في العضلات.
تظهر مجموعة من الأعراض في المراحل المُتقدّمة من العدوى المُزمنة للمرض، نذكر من هذه الأعراض ما يلي:
- سهولة ظهور الكدمات وحدوث للنزيف.
- فقدان الشهيّة .
- تلوّن الجلد والعينين باللّون الأصفر أو كما تُدعى باليرقان.
- خروج بول داكن اللّون .
- الشعور بحكّة في الجلد.
- الاستسقاء البطنيّ (بالإنجليزية: Ascites).
- تورم القدمين.
- فقدان الوزن .
- الاعتلال الدماغيّ الكبديّ (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy).
- ظهور الأورام الوعائيّة العنكبيّة (بالإنجليزية: Spider angioma) على الجلد.
- الشعور بألم المعدة .
- الشعور بألم المفاصل.
علاج الإصابة بفيروس سي
لم يتمكّن العلماء إلى الآن من تطوير لقاح قادر على الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس الالتهاب الكبديّ سي، ولكن يوجد العديد من الطّرق العلاجيّة التي يمكن اتّباعُها للقضاء على الفيروس، ومن طرق العلاج المتّبعة ما يلي:
- الأدوية المُضادّة للفيروسات: إنّ استخدام الأدوية المُضادّة للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral medications) يُمكّن من القضاء على فيروس سي، وقد حقق العلماء تقدّماً كبيراً في مجال علاج مرض التهاب الكبد الفيروسيّ سي مؤخراً حيث طُوّرت أدوية مضادة للفيروسات موجّهة بشكل مباشر على الفيروس، مما أدّى إلى تحقيق نتائج علاجيّة أفضل، وتخفيف الآثار الجانبيّة المُصاحبة للأدوية، إضافة إلى تقليل المدّة الزّمنيّة اللازمة للعلاج لتصل في بعض الحالات إلى شهرين فقط، ويعتمد اختيار الدواء المُناسب ومدّة العلاج على حالة المريض الصحيّة، والنمط الجينيّ للفيروس، ووكميّة الضرر الحاصل على الكبد .
- زراعة الكبد: يمكن اللجوء إلى زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplantation) في بعض الحالات المتقدّمة التي يُعاني فيها الشخص من وجود مضاعفات خطيرة نتيجة الإصابة بالعدوى المُزمنة للمرض، وتتطلب العملية وجود مُتبرع إذ يتمّ استبدال كبد المريض المُتضرّر بكبد سليم، ولا يُعالج مرض التهاب الكبد الفيروسيّ سي عن طريق زراعة الكبد فقط، وإنّما تُوصف الأدوية المضادّة للفيروسات للمريض تجنّباً لعودة العدوى مرة أخرى وحدوث ضرر في الكبد المزروع حديثاً.
فيديو ما هو تحليل (HCV AB)؟
يُجرى هذا التحليل لفحص الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع (C)تعرف أكثر على هذا التحليل: