تحليل رواية هيبتا
التحليل الموضوعي لرواية هيبتا
رواية هيبتا من أشهر الروايات الرومانسية التي لاقت نجاحًا جماهريًا كبيرًا بقلم الكاتب محمد صادق حيث ينقل القارئ إلى عالم فسيح من الحب والرومانسية، وهيبتا في اليونانية القديمة هي الرقم سبعة، أما بالنسبة للأستاذ الأكاديمي وأخصائي العلاقات العاطفية (أسامة حافظ) الذي يروي الكاتب هذه الرواية على لسانه فهي تمثل المراحل السبعة للحب والعشق.
يشرح أسامة حافظ في محاضرة لطلبته مدتها ست ساعات عن أربع حالات من الأشخاص أطلق عليهم رموز وهمية هي (أ، ب، ج، د)، وكل واحد من هؤلاء يمر بتلك المراحل السبعة، والتي وهي (البداية، واللقاء، والعلاقة، واليقضة أو الإدراك، والحقيقة، والقرار، وأخيرا النهاية هيبتا).
تأخذ رواية هيبتا القراء إلى عالم يفضّله الجميع، هو عالم الحب والرومانسية ذلك العالم الذي تناوله الكثير من الكتاب والمؤلفين بالبحث والتأليف ومع ما ناله كل إنسان منه من الألم والحسرة والخذلان في بعض الأحيان، إلّا أنّه يظل عالمًا ممتعًا لا يستطيع أغلب الناس الاستغناء عن الولوج به كلما سمحت لهم الفرصة.
التحليل الأسلوبي لرواية هيبتا
يبدو أنّ كاتب الرواية قد صاغ أحداثها وفق طريقة أو قالب فني عبارة عن محاضرة يلقيها أحد الأساتذة النفسيين أو مدربي التنمية البشرية، من خلال إدخال أحداث الرواية وشخوصها في سبع مراحل أسماها اسم هيبتا، وهنا غموض العنوان وحده كفيل بأن يُلقي العديد من الإشارات المختلفة في ذهن قارئ الرواية.
يشعر القارئ للوهلة الأولى أنه أمام قصص لأربعة أشخاص هم (أ، ب، ج، د) ولكي يمعن في تضليل القارئ لم يرتب تلك الرموز بالترتيب العمري لكل شخصية فـ (د) هو طفل و(ب) هو مراهق، و(ج) هو الشاب) و(أ) هو الكهل.
كما لم يقسم الكاتب الأحداث لكل شخصية من بدايتها إلى نهايتها، بل قسم مراحل الحالة العاطفية التي تقع فيها كل شخصية فزاد من حيرة القارئ.
الاستعارة والصور الفنية في رواية هيبتا
بالرجوع إلى أحداث الرواية نجد أنّ الكاتب يصور مرحلة البداية في العلاقة العاطفية أنها غاية في الجمال وهي ساعة غير معلومة الوقت فهل هي ساعة الولادة الحقيقة أم هي ساعة القلب عندما يدق لأول مرة مع الحبيب..
فيقول "تعريف كلمة بداية إيه؟ غير أن في حاجة لسه منتهية، ويعني إيه أصلا كلمة بداية هل هي من ساعة ما تولدنا؟ ولا من ساعة ما القلب دق؟"..
أمّا المرحلة الثانية فقد خصّصها الكاتب للقاء الحبيب وتبادل الأمور المشتركة وللتعارف حيث يصفها الكاتب أنها مرحلة الجنون أو خرق القواعد ويشبه فيها الإنسان بالحيوان وقت التزاوج وهي صورة من صور الاستعارة التي غلفلها الكاتب بأسلوب مشوق للقارئ أو المتلقي..
الحوار والسرد في رواية هيبتا
تدور رواية هيبتا حول الحياة والكثير من المواقف التي يتعرّض لها الإنسان مثل: الأذى وخيبة الأمل والموت والحب والخيانة، وهي عبارة عن مواضيع تم استخدامها في العديد من الروايات والكتب، ولكن يبدو أن مؤلف الرواية حاول إضفاء بعض الإثارة على تلك المواضيع، وإعطائها الكثير من الجرأة في مختلف المراحل السبعة الخاصة بها،.
واعتمد على استخدام لغة بسيطة في الحوار لا يوجد فيها الكثير من التعقيد أو التكلف، وسرد يشعر معه القارئ بالكثير من الحب والرومانسية. فضلًا عن ذلك فهي رواية مفعمة بالرومانسية الواقعية وأحداث تمس الجميع؛ إذ يمكن لأي شخص أن يجد نفسه في إحدى مراحلها أو في إحدى شخصياتها فهي ليست مجرد قصص حب مؤلمة خيالية.
على الرغم من أن الحبكة والسرد في الرواية مثيرة للإعجاب كونها تتشابك فيها الأجزاء المقطعة من القصة مع التدفق للحوار والسرد في الرواية، إلا أنه لا يمكننا القول نفسه عن اللغة المستخدمة في الرواية لا سيما أنها استخدمت اللغة الفصحى مع اللغة العامية المصرية التي كانت السبب وراء عدم جعل شخصيات الرواية تتمتع بالعمق المطلوب..
فيقول في نص الرواية "ساندا قدمه على سور الشرفة مميّلًا المقعد للوراء قليلًا، أن شفت النهاردة انتريه روعة صورتهولك عشان تشوفه"..
تحليل شخصيات رواية هيبتا
يبدو أن الحالة الأولى (أ) هي عبارة عن رجل تمتلكه الكثير من المشاعر السلبية في أواخر الثلاثينيات من عمره يبحث بيأس عن الإثارة يقع في حب جارته الشابة رؤى، أمّا الحالة (ب) فهو شاب يبلغ من العمر 17 عامًا يتيم يُعاني من مرض مزمن يجعله حزينًا طوال حياته، ويقع في حب صديقته المقربة دنيا.
أمّا الحالة (ج) فهو رسام مشهور وموهوب يبلغ من العمر 25 عامًا يُحاول الحصول على علا حبيبة صديقه، أمّا الحالة الأخيرة وهي (د) فهو صبي يبلغ من العمر سبع سنوات يشهد انتحار والدته، وهو في الوقت ذاته يحب زميلته الصغيرة مروة، جميع هؤلاء يجمهم شيء واحد هو الشعور بالحب.
في نهاية الأمر يصل قارئ الرواية إلى الحقيقة التي أخفاها المؤلف وهي أنّ جميع تلك الشخصيات ليست سوى شخص واحد ولكنه مرّ بمراحل مختلفة، وعلى الرغم من الشعور الذي قد يتملك القارئ بخيبة الأمل من أنه لم يدرك تلك الحقيقة إلّا في اللحظة الأخيرة قبل نهاية الرواية..
إلا أنه لا بد لنا من أن نذكر أن المؤلف قد نجح في استخدام القالب الفني الذي وضع فيه روايته بشكل فاق التصورات..
آراء النقاد حول رواية هيبتا
مثل أي عمل إنساني نالت رواية هيبتا بعضًا من النقد والمراجعة ولعل من أهم تلك الانتقادات التي وجهت لها:
- يرى البعض أن استخدام الكاتب المفرط للغة المصرية العامية قد أضر بالرواية وأثر على تفاعل الشخصيات فيها.
- يرى البعض أن شخصيات الرواية سطحية لا تتمتع بالعمق الذي ينبغي أن تكون عليه كما هو الحال في باقي الروايات.
رواية هيبتا هي الرواية الثالثة للكاتب والمؤلف محمد صادق، صدرت عام 2014م وحققت أرقامًا قياسية في عدد المبيعات، تأخذ هذه الراوية القارئ إلى عالمٍ من الحب والأمل والوجع من خلال بعض الحالات الإنسانية التي يتناول أستاذ العلاقات النفسية والأسرية (أسامة حافظ) بالبحث والشرح لتخلص لنا المراحل السبعة للحب والعشق وهي قواعد الهيبتا.