تحليل رواية جريمة في العراق
تحليل رواية جريمة في العراق
تدور أحداث هذه الرواية حول جريمتي قتل تحدث ضمن بعثة أثرية تضم علماء آثار من بريطانيا وأمريكا، جاءت كي تنقب عن الآثار في العراق تحديدًا قرب مدينة الحسينية قرب بغداد ، وقد كان ضحيتها السيدة لويز لايدنر زوج رئيس البعثة الأثرية العالم الأمريكي من أصل سويدي إيريك لايدنر، وضلك بضربها على رأسها بتمثال أثري حتى الموت.
ومن ثم نجد أن الجريمة تمتد لتنال من السيدة جونسون التي تعد من فريق البعثة مقتولة بالسم الذي وضع في الماء لها، بعد أن قررت إدلاء شهادتها للرائد البريطاني المسؤول عن التحقيق، وهي تتعلق بالشخص الذي دخل من النافذة وقتل السيدة لويز لايدنر، التي كانت قد وقعت في حب المهندس في البعثة الأثرية رتشارد كاري.
الحبكة
تبدأ أحداث هذه الرواية في فندق دجلة، إذ إن عدسة السرد تكون مسلطة على الممرضة آمي ليذرين، التي رافقت إحدى الأسر البريطانية إلى العراق للعناية بطفلهم، لكنها تقابل الدكتور رايلي الذي يعرض عليها حالة مرضية جديدة تحتاج إلى عناية، وهي حالة السيدة لويز لايدنر التي تعاني من حالة هستيرية، إذ إنها تشعر دومًا بقلق وخوف، وتحتاج إلى ممرضة تساعدها.
وتتأزم الحبكة وتتصاعد ذروة أحداثها تدريجيًا عندما التحقت الممرضة بخدمة وعلاج السيدة لويز، التي حكت لها أنها تشعر دومًا بأنها مستهدفة وسيتم قتلها، فقد كانت متزوجة من شاب يدعى فريدريك وقد كان دبلوماسيًا، إلا أنها خلال الحرب العالمية الأولى اكتشفت أن زوجها كان جاسوسًا لألمانيا، فقامت بالوشاية به والتسبب بإعدامه رميًا بالرصاص.
إن المتأمل لحبكة الرواية يجد أن جميع من في السرد لا يصدقون المدام لويز، فكان أعضاء هيئة البعثة يرون فيها مدّعية لكسب الود والعطف، حتى أنهم كانوا يظنون أنها تختلق التعب والمرض، وقد أيدتهم في ذلك الممرضة أيضًا، حتى أنها شكّت بأن رسائل التهديد التي تصلها ليست حقيقية، وإنما قد تمت كتابتها من طرفها لتكسب عطف ورعاية زوجها.
ونجد أنّ الحبكة تتأزم بعد مقتل السيدة لويز، وبدء تحقيق من قبل السلطات البريطانية، لكن الأمر يزداد تعقيدًا بعد حصول جريمة قتل ثانية، وعدم معرفة كيفية دخول القاتل إلى المبنى مع أن النوافذ والأبواب مغلقة، لتنحل عقدة الرواية بعد اكتشاف أن زوج المدام لويز هو القاتل الحقيقي، وهو الجاسوس الألماني ذاته.
الشخصيات الرئيسة
شخصية المدام لويز لايدنر
تمثل هذه الشخصية إحدى الشخصيات الرئيسة في السرد ، وقد كانت تعاني من حالة من الخوف والرعب الدائمين، فهي كانت تصلها رسائل تظن أنها من زوجها القديم فريدريك الذي تم إعدامه بعد أن وشت به، وهذه الرسائل تهددها بالقتل كلما تقدم لها رجل لخطبتها، لكنها كانت متأكدة أنه ليس فريدريك الذي كان يرسل هذه الرسائل، إنما أخوه الأصغر.
وقد استمرت هذه الرسائل تأتيها بعد زواجها، فكان هذا سبب مجيئها إلى العراق هربًا من القتل، لكنها تلقت رسالة عليها طابع بريد عراقي تحتوي تهديدًا، ومن ثم تلتها رسالة وجدتها على منضدة المنزل التي تسكنه في العراق، تهددها أيضًا بالموت، لكن الجميع كان يستخف بأمر هذه الرسائل حتى وجدت مقتولةً في النهاية في غرفتها بعد أن تم ضربها على رأسها.
فهذه الشخصية كانت مظلومة من قبل من حولها فقد كان الجميع يتهمها بالجنون و بمرض الوهم ، وأنها مدعية لكنها راحت ضحية إهمال من حولها لها، وخداع زوجها الذي سبب هذه الحالة فقد كان هو نفسه زوجها السابق فريدريك، الذي هرب من الإعدام وغير طبيعة وجهه من خلال عمليات تجميلية، وعاد وتزوجها ثم قتلها.
شخصية العالم إيريك لايدنر
وهي الشخصية الرئيسة الثانية، فهو زوج السيدة لويز الأول فريديرك الجاسوس الألماني الذي وشت به، ومنتحل صفة العالم السويدي إيريك لايدنر حتى يتزوج مرة أخرى منها لكن بصفة جديدة، فهو كان يحبها ويعشقها ويريد البقاء معها ولم يكن من سبيل سوى انتحال الشخصية لكن قبل أن يتم الزواج كان يرسل لها رسائل تهديد يجعلها تخاف من الزواج بغيره.
والملاحظ في هذا السرد الروائي أنّ شخصية إيريك بقيت ترسل رسائل التهديد لزوجه، ولعل هذا الاستمرار كان لغاية مفادها إبقاؤها مرعوبة، مما يجعلها متعلقةً به بوصفه حاميها، إلا أنه قتلها بعد أن اكتشف أنها تحب صديقه وتنوي تركه للزواج منه، ومن ثم قتل السيدة جونسون التي كانت قد شاهدته وهو يصعد إلى النافذة، لتنفيذ جريمته.