تاريخ دولة قطر
تاريخ دولة قطر قبل الميلاد
تُعتبر المعلومات المتوافرة حول تاريخ دولة قطر قبل القرن 18 قليلةً نسبياً، لكن الأدلة الأثرية والحفريات والفخاريات المكتشفة في معظم بقاع البلاد أظهرت أنّ قطر كانت مسكونةً لفترة تعود إلى عام 4000 ق.م، حيث كان معظم سكانها من البدو الرحّل بالإضافة إلى عدد قليل من سكان القرى الساحلية المتفرقة الذين اعتمدوا على الصيد، ويُذكَر أنّ المؤرخ الإغريقي هيرودوت أشار في القرن 5 ق.م إلى أنّ القبائل الكنعانية المعروفة في مجال الملاحة والتجارة البحرية كانت أول من سكن قطر.
أدّى كلّ من المناخ القاسي، والنقص في المصادر، والصراعات الحضارية المتذبذبة إلى عدم استيطان قطر قديماً لفترة طويلة وعدم ازدياد عدد سكانها بشكل ملحوظ قبل اكتشاف النفط، لكن هذا لا يمنع أنّها سُكِنت قديماً؛ فالخارطة التي رسمها عالم الجغرافيا بطليموس للجزيرة العربية أظهرت ما أسماه هو شخصياً باسم قطرة والتي تُشير إلى مدينة الزبارة القطرية التي كانت من أهم الموانئ التجارية في منطقة الخليج العربي فيما سبق، كما استخدم المؤرّخون الإغريق والرومان القدماء تعابير متعدّدة للدلالة على اسم قطر.
تأثّرت دولة قطر بالعديد من الحضارات على مرّ العصور بسبب موقعها الجغرافي المتميز، مثل: حضارة بلاد الرافدين، والسند والهند، وحضارة العبيد التي يعود تاريخها لعام 5000 ق.م، وكانت قطر قريبةً كفايةً من حضارة دلمون التي يعود تاريخها لعام 4000 ق.م، كما اكتُشفت حديثاً نقوش صخرية، ومدافن، وبلدة كبيرة يعود تاريخها لسنة 500 ق.م في لوسيل التي تبعد 20 كم شمالاً عن العاصمة الدوحة.
سكنت قبائل عربية منها قبيلة بكر بن وائل وقبيلة عبد قيس دولة قطر في العصر الجاهلي؛ فالعرب ذكروا الجِمال المشهورة والمنسوجات والملابس القطرية ذات القيمة العالية في قصائدهم، وكذلك أشادوا بالمهارات العالية في صناعة الرماح عند القطريين، ومثل باقي سواحل الخليج العربي تأثّر الخط الساحلي لقطر لوقوعه على مفترق طرق التجارة البحرية فكانت مسرح لعدّة صراعات وحروب بين الحضارات على مرّ العصور.
تاريخ دولة قطر في العصر الإسلامي
لعبت قطر دوراً مهمّاً في التاريخ الإسلامي بحسب المصادر التاريخية الإسلامية؛ حيث شارك القطريون في عملية تحضير أول أسطول بحري إسلامي لنقل الجنود أثناء الفتوحات الإسلامية، كما شهدت تطوّراً وازدهاراً اقتصادياً تحت حكم العباسيين في القرن الرابع عشر الميلادي بحسب الأدلة المكتشفة في قلعة مروب الموجودة على الساحل الغربي لقطر والتي تحمل طابع العمارة العباسي، وعليه فإنّ قطر ومنطقة الخليج العربي خضعت لحكم الخلفاء الراشدين، والدولة الأموية، والعباسية، إلى أن استولى عليها القرامطة.
تاريخ دولة قطر في العصر العثماني
تحالف عسكرياً الخليج العربي بما في ذلك القطريون سنة 1537م مع سفن الأسطول البحري التركي؛ وذلك كي يستطيعوا هزيمة البرتغاليين الذي هاجموا سواحل الخليج العربي وأحدثوا أضراراً هائلةً فيها، وبذلك بدأت سيطرة العثمانيين على منطقة الخليج العربي بما فيها قطر ودام ذلك لمدّة 400 سنة، حتّى انتهت باندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م.
شهدت قطر خلال الحكم العثماني صعود عدّة كيانات قبلية حظيت بدعم شعبي مثل بني خالد التي حكمت مناطق شملت الكويت وقطر، كما حافظت قطر خلال الربع الأخير من القرن 19م على علاقتها مع دولة الخلافة، حيث دعا إلى ذلك الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رغم الاختلاف الكبير في الآراء حول بعض الأمور السياسية، وبقي الحال على ذلك حتّى وفاته سنة 1913م واندلاع الحرب العالمية الأولى.
تاريخ استقلال قطر
استقلّت قطر في الثالث من شهر أيلول سنة 1971م، وأصبح لها سيادتها الذاتية غير خاضعة لحُكم أيّة دولة أُخرى؛ حيث إنّها كانت قُبيل استقلالها تحت الانتداب البريطاني الذي امتدّ من 1916م حتّى انتهاء معاهدة الوصاية البريطانية على الأراضي القطرية عام 1971م.