بماذا اهلك الله قوم لوط
بماذا أهلك الله قوم لوط
أرسل الله -تعالى- مطراً من الحجارة على قوم لوط فأهلكتهم، فكما غيروا فطرة الله -تعالى- التي فطر الناس عليها، أرسل الله عليهم عذاباً قلب قريتهم رأساً على عقب وجعل عاليها سافلها، فلما كذب قوم لوط نبيهم -عليه السلام- واتهموه بالكذب ولم يستجيبوا لدعوته؛ قام نبي الله لوط -عليه السلام- باللجوء إلى الله -تعالى-، فقال: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).
واستجاب الله -تعالى- لنبيه -عليه السلام-؛ فأهلك الكافرين وأرسل عليهم حجارة من سجيل أهلكتهم جميعاً، ونصر الله نبيه والمؤمنين معه فأنجاهم من العذاب الأليم، قال -تعالى-: (جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ* مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ).
التعريف بقوم لوط
قوم لوط من أهل سدوم، وقد أرسل الله -تعالى- سيدنا لوط -عليه السلام- لأهل سدوم وقد كان منهم، ويتحدث بلغتهم، واتخذ من سدوم موطناً له ومركزاً، وعبد قوم هود مجموعة من الأصنام، ولكنهم استغرقوا واستكبروا في زيادة فاحشة مخالفة لما فطر الله -تعالى- عليه الناس، فقد كان الرجل يأتي الرجل، واستكبروا وابتعدوا عن طريق الهداية والحق.
وقد أنعم الله -تعالى- على قوم لوط بالكثير من النعم والعطايا والهبات، لكنهم ضلوا في الأرض وفعلوا الفاحشة، ولم يحفظوا نعمة الله عليهم، قال -تعالى-:(وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ)، فقد طغوا في الأرض ونشروا الفاحشة والضلال في قريتهم؛ فأهلكهم الله بذنوبهم وطغيانهم.
وقد جهر قوم لوط بمعصيتهم ولم يستتروا عيها، وقد ذكر أهل العلم أن منطقة قوم لوط سدوم تقع في الأردن في منطقة البحر الميت، وسموا بهذا الاسم؛ نسبةً لاسم نبيهم الذي أرسل إليهم، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ)،وتم ذكرهم بإخوان لوط في موضع آخر في القرآن الكريم.
دعوة سيدنا لوط لقومه
آمن سيدنا لوط -عليه السلام- بدعوة عمه سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وذهب معه إلى بلاد الشام، وعند عودة النبي إبراهيم إلى مصر عاد النبي لوط لقومه سدوم وأقام بها وجعلها موطناً له، وبدأ بدعوة قومه وما حوله من القرى إلى عبادة الله -تعالى- وحده، وترك عبادة الأوثان، وترك ما هم عليه من الفاحشة والطغيان.
وكان سيدنا لوط -عليه السلام- حكيماً في قومه، وقد ذكر أهل العلم أن له بنتان من زوجته آمنتا به واتبعتا دعوته الخالصة لله -تعالى-، أما زوجته فلم تؤمن بدعوته وقامت بنقل الأخبار للقوم الفاسدين بمن يقدم على سيدنا لوط من ضيوف، ونقل أخبار دعوته لهم.
ولم يؤمن قوم لوط بدعوته، وقاموا بتكذيبه، وتهديده بإخراجه من القرية، لكن نبي الله لوط -عليه السلام- لم يستجب لهم، وصبر على أكاذيبهم واستزائهم، واستكمل درب الدعوة إلى الله -تعالى-، ولجأ إلى الله -تعالى- بالدعاء، فأهلك الله القوم الكافرين، ونصر نبيه ومن معه من المؤمنين.