موضوع تعبير عن بناء الوطن
الوطن هو العز والفخر
كلمة الوطن هي الكلمة المُرادفة للأمن والاستقرار، فالوطن هو ملاذُنا الهانئ الذي يحمينا من مصاعب الحياة ، وهو العزّ والفخر الذي نحمله في أعماقنا حين نراه شامخًا دومًا، مشرقًا بآمالنا وطموحاتنا، مسطّرًا أشرف وأعظم التواريخ، محافظًا على التراث والأصالة، وصانع مستقبلنا المنير.
حب الأوطان أفعال لا أقوال
الوطن هو المكان الذي ننتمي إليه ونتنفس هواءه كل لحظة، ونشعر أنّ ليس لنا سواه، ولا يُضاهي جمالَه وطبيعتَه وسماءَه وبساتينه مكان آخر في عيوننا وقلوبنا، وإنّ حبّ الأوطان ليس شعارًا نتغنّى به ليلًا ونهارًا، إنّما حبّ الأوطان يكون قولًا وفعلًا، فهي تحتاج منّا المساهمة في بنائها.
ذلك يكون من خلال تعاون أبناء الشعب مع بعضهم ليكونوا كالجسد الواحد، من أجل تحقيق كلّ ما يُساهم في نشر العلم والثقافة والتطور في وطنهم الحبيب، فيُساندون بعضهم ويساعدون من يحتاج للمساعدة، ويُحافظون على خيرات وطنهم وجماليّاته وتراثه، ولا يتوانون عن نشر الوعي فيما بينهم، ويحصدون ثمار ما زرعه أجدادهم في التاريخ.
كما يعتنون بهذا الزرع حتى يُزهر ويبقى مُثمرًا للأبد، وهكذا إلى أن يحصدوا ثمارًا جديدة، من مختلف الأنواع والأشكال، تضفي أبهى الألوان والآثار إلى هذا الوطن السامي، فكيف للإنسان أن يبني بيته دون أن يُصمم له أساسًا متينًا؟ ودون أن تُسانده أيادٍ إضافة إلى يديه؟ ودون أن يجمع أجود أنواع اللبنات، ويرصّها لبنة لبنة فوق بعضها بطريقة هندسيّة منظّمة ومدروسة؟
الوطن كالبيت الذي يأوي الإنسان، بل هو بيته الأول والأخير، فكيف لنا ألا نتعاون في الاعتناء بهذا البيت الذي يأوينا؟ يقول أحد الشعراء:
مَجدُ البِلاد بِالشَباب العاملين
- وَالاجتهاد لِلعُلى نَهجٌ مُبين
هِبّوا إِذن وَاِجنوا الثَمَن
- عزّ الوَطَن مَدى السِنين
للوطن علينا حق
إنّ للوطن علينا حقًا يتمثل برعايته وحمايته والمشاركة بكل ما يُحقق ذلك، ويتضمن جعله مثالًا يُحتذى به وبأفراد شعبه بين الأوطان، مثالًا للحضارة وانتشار الخلق الحميد، والنظافة، وتطوّر العلوم، وجعله يُرافقنا أينما حللنا، وينقش أثره الدائم في قلب وعقل كلّ من سكنه أو زاره؟
هذا هو عينُ ما تعلّمناه من خير المعلّمين رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم حين علّمنا حبّ الوطن، إذ قال في مكة المكرمة: (ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ)، فلنُحاول قدر استطاعتنا بذل الكثير لبناء الوطن، والارتقاء به نحو الأعالي، ونكون في سبيل ذلك يدًا واحدةً تصنع ما يعجز الفرد وحده عن عمله.
واجب الشباب نحو وطنهم يتمثل بالعلم والدفاع عنه بالثقافة والأخلاق، حيث إنّ العلم يرتقي بالأمة ويجعلها تتطور، وأما الأخلاق فهي خير دليل على الثقافة والرقي، بالإضافة إلى محاولة الدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس من أجله، وفهم تاريخه وحمل رسالته، والحفاظ على ممتلكاته.
الوطن حب مزروع فينا
في الختام، حب الوطن يُولد مع الإنسان، فهو مزروع فينا منذ الصغر، وهو السند والبطن الثاني الذي يحملنا بعد الأم، وهو حب لم يُصنع، بل موجود بالغريزة، هو المدرسة التي تعلمنا منها معنى الانتماء إلى الأرض ودورس كثيرة في الحياة، فما أعظم أرضه وشعبه!