متى تبدأ محظورات الإحرام؟
متى تبدأ محظورات الإحرام؟
تنوعت آراء الفقهاء في الوقت الذي تبدأ فيه محظورات الإحرام على النحو الآتي:
- الشافعية والحنابلة:
تبدأ محظورات الإحرام عند الشافعية والحنابلة عند نية الحاج والمعتمر الدخول في العمرة والحج، والبدء بالمناسك، ولا يلزم لتحقق الإحرام عندهم اقترانه بتلبية، أو سوق هدي، أو نحوه.
- الحنفية:
أما عند الحنفية فتبدأ محظورات الإحرام بتحقق أمرين؛ الأول: نية الحج أو العمرة، والثاني: اقتران النية بالتلبية، ويصح عندهم استبدال التلبية بالذِّكر المُطلق مما فيه تعظيم لله -تعالى-، أو اقتران النية بسوق الهدي.
فلو نوى بدون التلبية أو ما يقوم مقامها من ذكرٍِ أو سوق هديٍ، أو لبى ولم ينو، فلا يكون مُريد الحج والعمرة في هذه الحالة مُحرماً عند الحنفية، أي لا تبدأ محظورات الإحرام بالنسبة إليه.
- المالكية:
أما عند المالكية فالنية عندهم على المعتمد تكفي لبدء الإحرام وما يلازمه من بدء المحظورات، ويسن اقترانها بقول؛ كالتلبية والتهليل، أو بفعل متعلق بالحج؛ كالتوجه، وسوق الهدي.
محظورات الإحرام
تتعدد محظورات الإحرام بحيث يكون بعضها خاصاً بالرجال وبعضها الآخر خاصاً بالنساء، كما يوجد بالإضافة إلى ذلك محظورات مشتركة بينهما، وبيان هذه الأنواع الثلاثة فيما يأتي:
المحظورات الخاصة بالرجال
يحرم على الرجل في الإحرام الآتي:
- تغطية رأسه أو جزءاً منه إلا لعذر.
- لبس الملابس الاعتيادية كالبنطال والقميص وغير ذلك من كل ما هو مَخيط ومُحيط بالجسم.
المحظورات الخاصة بالنساء
يحرم على المرأة المُحرمة الآتي:
- تغطية وجهها بالنقاب وما يشبهه، ويجوز لها إن احتاجت أن تستر وجهها عن الرجال الأجانب أن تستره بقماشٍ أو غطاءٍ تُسدله من فوق رأسها، ولكن بشرط ألا يلامس وجهها، وألا تقوم بربطه أو تثبيته بغرز إبرة فيه ونحو ذلك.
- ارتداء القفازات.
المحظورات المشتركة بين الرجال والنساء
يحرم على الرجل والمرأة على حد سواء فعل أمر من هذه الأمور أثناء الإحرام، وهي:
- إزالة الشعر سواء بالحلق أو القص أو النتف، لقوله -تعالى-: (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).
- قص الأظافر.
- استخدام العطر؛ سواءً بوضعه على الجسم أو على الملابس.
- عقد الزواج؛ سواء لنفسه أو لغيره بالتوكيل، فإذا حصل العقد فهو باطل.
- صيد الحيوانات البرية وقتلها أو المساعدة على ذلك.
- الجماع أو المداعبة ونحو ذلك مما يحدث بين الزوج وزوجته.
الحكمة من حظر بعض المباحات حال الإحرام
إن العبادات التي فرضها الله -تعالى- على المؤمنين من عباده هي أوامر إلهية واجبة التنفيذ بلا تردد ولا تأخر، حتى لو لم يعلم الإنسان الحكمة منها، فمُقتضى إيمانه بربه يُلزمه الانصياع والطاعة في كل ما يؤمر به.
ولعل من حكمة الله -تعالى- فيما أمر به من التوقف عن فعل بعض الأمور المباحة أثناء الإحرام النقاط الآتية:
- تذكيرُ الإنسان المؤمن بما هو مُقدمٌ عليه من مناسك لها خصوصيةٌ ومكانةٌ خاصةٌ في الإسلام، وفضلٌ وأجرٌ عظيمٌ عند الله -تعالى-.
- تربيةُ نفسهِ وتزكيتها، من خلال التقشف والزهد والامتناع عن بعض المباحات.
- إشعاره بمبدأ المساواة بين المؤمنين.
- تعريفه بضعفه وافتقاره إلى ربه، وإحياءُ مراقبته له.
- التذلل والتعبد والتقرب لله -تعالى- أيضاً، وقد جاء في الحديث: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لَيباهي الملائِكَةَ بأَهْلِ عرفاتٍ يقولُ انظروا إلى عبادي شُعثًا غُبرًا).