بحث عن هجرة الطيور
هجرة الطيور
تُعد هجرة الطيور واحدة من عجائب العالم الطبيعي وتُعرّف على أنها الحركة المنتظمة للطيور التي تنتقل فيها من جزء من العالم إلى آخر والعودة مرة أخرى، والدافع الأساسي للهجرة هو التكيُّف والبقاء عن طريق البحث عن بيئة أفضل للعيش والتكاثر، وتقطع الطيور في هجرتها مسافات طويلة بسرعة وبأقل قدر من الطاقة وذلك بحثًا عن بيئة أفضل تتوافر فيها كمية غنية ووفيرة من الأغذية لتعويض ارتفاع معدل الأيض لديها، وتكون الهجرة ضمن فترات معينة من السنة ولدى معظم أنواع الطيور، إلا أنه يوجد أنواع من الطيور التي لا تهاجر، وأنواع وسيطة بين النوعين التي تهاجر هجرة جزئية.
أسباب هجرة الطيور
تتعدد أسباب هجرة الطيور ، إذ تهاجر بحثًا عن بيئة أفضل يتوافر فيها الغذاء والطقس المعتدل وإمكانية بناء الأعشاش بأمان، فمثلاً تميل الطيور التي تعيش في نصف الكرة الشمالي إلى الهجرة شمالًا في الربيع وذلك للاستفادة من تزايد أعداد الحشرات والنباتات النامية ووفرة المواقع التي تناسبها لبناء أعشاشها والتكاثر، ومع اقتراب فصل الشتاء وتناقص توافر الحشرات والأغذية الأخرى، تعود إلى الجنوب مرة أخرى حيث يكون المناخ أكثر اعتدالًا، ولكن العديد من الأنواع لا تعود بدافع الهرب من البرد، مثل الطيور الطنانة التي تستطيع تحمل درجات الحرارة المتجمدة طالما توفر الإمدادات الكافية من الغذاء لها.
كيف تهاجر الطيور؟
كيف تحدد الطيور مسار هجرتها؟
تهاجر الطيور ضمن مسارات تسمى مسارات الطيران في هجراتها السنوية، وخلال عمليات البحث المتواصلة توصّل العلماء إلى تحديد عدة آليات تساعد الطيور على هجرتها وتنقلها في مساراتها الجوية ومنها ما يلي:
- ت تعرّف بعض الطيور على مسار الهجرة من خلال تعرفها على المعالم الجغرافية.
- يمكن لبعض الطيور أن تساعدها أعضاءها الداخلية على الملاحة والوصول للوجهة المطلوبة؛ فيمكن للطير تحديد الاتجاه الشمالي بواسطة منطقةٍ في دماغه تدّعي بالكتلة (N) والتي تتفاعل مع عينيه، أو بواسطة كمياتٍ صغيرة من الحديد المتواجدة في الخلايا العصبية للأذن الداخلية له.
- يستطيع الطائر تحديد موقعه بدقّةٍ عبر استخدام منقاره، إذ يمكنه تتبع مسار الهجرة من خلال حاسّة الشمّ، ويساعد في ذلك العصب ثلاثيّ التوائم الذي يصل بين المنقار ودماغ الطائر، فيساعد هذا العصب على تمييز قوّة وشدّة المجال المغناطيسي للأرض بين المناطق المختلفة، كالقطبين وخط الاستواء.
- تستخدم العديد من أنواع الطيور الأجرام السماوية كدليل، فمثلاً تهاجر الطيور المائية مثل الإوز والبط خلال النهار، متبعة مسار الشمس لمواصلة مسارها، بينما تتحرك الطيور المغردة مثل طائر الطرائد والأوريول في الليل، باستخدام النجوم للبقاء في الاتجاه الصحيح.
أين تهاجر الطيور؟
تهاجر العديد من الأنواع لمسافات طويلة جدًا، وعادةً ما تهاجر الطيور إلى نصف الكرة الشمالي المعتدل أو القطب الشمالي لتتكاثر في الصيف وتهاجر جنوبًا إلى المناطق الأكثر دفئًا لفصل الشتاء، و تتسبب بعض التغيرات البيئية في محيط الطيور بحدوث تغيراتٍ تُعلمها بقرب موعد الرحلة ، وخلال رحلتها تميل لاتباع الطرق التي لا يوجد فيها تضاريس قد تسد طريقها مثل؛ الجبال أو المياه، أما بالنسبة للطيور الحوامة مثل؛ النسور والصقور، فتتبع الطرق التي تولد مسارات الهواء الساخن والتي تساعدها على الارتفاع عن الأرض والاندفاع، فتصاعد الحرارة يوفر لهذه الطيور الطاقة اللازمة للرحلات الطويلة.
كيف تستمر الطيور في التقدم خلال رحلتها؟
تتغذى بعض الطيور على طول الطريق، ولتجنب بعض الحيوانات المفترسة فإن معظمها يطير ليلًا في قطعان صغيرة، مما يسمح لها بتناول الطعام أثناء النهار، ومنها من لا يأكل لعدة أسابيع أثناء الهجرة، فهي تعتمد على الأكل قبل الهجرة وتخزين الدهون التي تساهم في إمدادها بالطاقة خلال الرحلة.
ما سبب تحليق الطيور على شكل حرف V؟
ناقش العلماء سبب طيران الطيور المهاجرة في شكل (V) منذ فترة طويلة، فاستنتجوا خلال أبحاثهم الطويلة، أنّها إحدى التقنيات التي توفر فيها الطيور الجهد والطاقة المستهلكة خلال رحلتها الطويلة وتساعدها على اتباع القائد، على سبيل المثال يزامن طائر المنجل ذو الأجنحة الكبيرة رفرفة رؤوس أجنحته، ليستقبل الطير الذي يليه التيار الصاعد منه، الأمر الذي يشابه اتّخاذ سربٍ من الطائرات شكل الحرف V، ممّا يوفر كميّاتٍ كبيرةً من وقود الطائرات.
أنواع هجرة الطيور
تتعدد أنواع هجرة الطيور، ومن أهمها:
هجرة الطيور تبعًا لمسار الهجرة
وتقسم إلى كل مما يلي:
- الهجرة العرضية: تتنقل الطيور فيها بين دوائر العرض، شمالًا وجنوبًا، ومن أمثلتها؛ هجرة الطيور من القطب الشمالي إلى المناطق الاستوائية وبالعكس.
- الهجرة الطولية: تشابه الهجرة العرضية، وتنتقل الطيور فيها بين خطوط الطول، شرقًا وجنوبًا، ومن أمثلتها؛ هجرة العديد من طيور أوروبا.
- الهجرة من وإلى المرتفعات: تهاجر العديد من الطيور التي تسكن قمم الجبال إلى الأراضي المنخفضة خلال فصل الشتاء، كما في هجرة الزقزاق الذهبي من التندرا القطبية الشمالية إلى سهول الأرجنتين.
هجرة الطيور تبعًا للمشاركة في الهجرة
وتقسم إلى كل مما يلي:
- الهجرة الجزئية: لا يشارك جميع أفراد مجموعة الطيور في الهجرة، فقط جزء من أعضاء المجموعة يشاركون فيها.
- الهجرة الكاملة: عندما يشارك جميع أعضاء النوع الواحد في الهجرة.
- هجرة التشتت والانتشار: تحدث عندما تتفرق بعض الطيور لمسافة قصيرة أو طويلة من أجل السلامة والطعام.
هجرة الطيور تبعًا لوقت الهجرة
وتقسم إلى كل مما يلي:
- الهجرة اليومية: التي تترك بها بعض الطيور أعشاشها بسبب تأثير العوامل البيئية مثل درجة الحرارة والضوء والرطوبة أيضًا.
- الهجرة الموسمية: تهاجر بعض الطيور في مواسم مختلفة من السنة من أجل الغذاء أو التكاثر.
- الهجرة الليلية: تهاجر بعض الطيور صغيرة الحجم في الظلام، وتسمى الطيور الليلية، لأن ظلام الليل يمنحها الحماية من أعدائها.
سلالات الطيور المهاجرة
تهاجر ملايين الطيور من الجزر البريطانية وإليها على مدار العام، إذ يغادر حوالي 50 نوعًا شواطئ الجزر البريطانية كل عام في رحلة كبيرة باتجاه الجنوب، لقضاء الشتاء البريطاني في مناخات ألطف، ولكن في الوقت نفسه تهاجر العديد من أنواع الطيور، مثل الإوز والبجع والبط ، إلى بريطانيا في الخريف، إذ تقضي الشتاء هناك قبل أن تغادر مرة أخرى في الربيع.
الخلاصة
تهاجر الطيور ضمن حركة منتظمة وموسمية وتقطع فيها مسافات طويلة بسرعة وبأقل قدر من الطاقة، لتنتقل من جزء من العالم إلى آخر وتعود إليه مرة أخرى في موسم مختلف، والدافع الأساسي للهجرة هو البحث عن بيئة أفضل يتوافر فيها الغذاء والطقس المعتدل وإمكانية بناء الأعشاش بأمان، وعادة ما تهاجر الطيور إلى نصف الكرة الشمالي المعتدل أو القطب الشمالي لتتكاثر في الصيف وتهاجر جنوبًا إلى المناطق الأكثر دفئًا في فصل الشتاء، وتهاجر الطيور عن طريق اتباع مسارات تسمى مسارات الطيران التي تستخدم فيها عدة آليات لترشدها إلى الطريق؛ إذ تعتمد الطيور على الأجرام السماوية أو تتبع المعالم الجغرافية ، أو أن أعضائها الداخلية أو مناقيرها تساعدها على الملاحة والوصول للوجهة المطلوبة، ولهجرة الطيور عدة أنواع تُصنف بناءً على وقت أو مسار الهجرة أو تبعًا للمشاركة في الهجرة.