معلومات عن مصادر المعرفة العلمية
تعريف المعرفة
كل ما يُدركه الإنسان يعتبر معر فة، وحين نقول على المعرفة أ نها "المعرفة العلمية" فإننا نقصد بذلك أن نتحدث عن المعرفة المرتبطة بالعلم الحديث. والعلم الحديث هو العلم أو محاولة معرفة الموضوعات التي يكون لها وجود وأثر مادي ملموس يمكن قياسه وقياس آثاره والتأكد أو التحقق منها من خلال الملاحظة والتجربة.
تكون المعرفة دائما هي علاقة بين (ذات/ شخص) و (موضوع المعرفة). الذات تحاول أن تَعرِف أو تدرس الشيء الذي نسميه "موضوع المعرفة". مثلًا لو أن عالمًا سوف يدرس ظاهرة الأمطار فإن هذه المعرفة تتم من خلال علاقة بين الذات التي سوف تَعرِف (وهي العَالِم) وموضوع المعرفة (وهو الأمطار).
تكوين المعرفة
وتتم علاقة المعرفة بين (الذات) و(الموضوع) من خلال عناصر مثل:
الملاحظة
تبدأ المعرفة العلمية بالملاحظة، حيث يتجه العالِم بحواسه وعقله ناحية الموضوع او الظاهرة التي يدرسها لكي يفهمها ويتعرف عليها. وحين يلاحظ العالم الظاهرة التي يدرسها، تبدأ تساؤلات في عقله، حيث يتساءل العالم عن كثير من الأشياء التي يراها أو يتساءل عنها جميعا لمحاولة فهم الظاهرة التي يدرسها.
وضع الفروض
بعد أن يلاحظ العالِم الظاهرة التي يدرسها (الأمطار مثلًا)، يضع العالم إفتراضات ويحاول الإجابة عنها؛ فيقوم بتخمين مجموعة من الأفكار التي يع تقد أنها ربما سوف تفسر الظاهرة.
التحقق من الفروض
يبدأ بعد ذلك العالم في التحقق والتأكد من قابلية الفروض التي افترضها للتصديق، فيرى أي افتراض يمكن أن يكون صحيحًا وأقرب إلى تفسير الظاهرة.
مناهج استخراج المعرفة
تلك العناصر الثلاثة هي ما يُسمى (المنهج).. وقد اشتهر بين الناس معرفة المناهج المستخدمة في التفكير والمعرفة على أنهم منهجين:
المنهج الاستنباطي
وهو المنهج الخاص بالرياضيات و المنطق بشكل أكبر. وهذا المنهج ينتقل من مقدمات أو معلومات كبيرة إلى استنتاج معلومات جزئية تلزم عن المقدمات/المعلومات الأولى التي بدأنا منها. (مثل أن نقول أن كل طلاب مدرسة (التفوق) ناجحون، و(حسن) هو طالب في مدرسة (التفوق).. يمكننا إذن أن نستنتج من المقدمة/المعلومة الأولى الكبرى أي نتيجة جزئية مرتبطة بها كأن نعرف أن أي طالب بداخل المدرسة سوف يكون ناجحًا).
المنهج الاستقرائي
وهو منهج العلم التجريبي (أي المعتمد على التجربة). وهو منهج ينتقل من دراسة حالات جزئية إلى استنتاج قانون عام أوسع. مثل أن يقوم أحد العلماء بدراسة أثر الحرارة على معدن (أ)، ومعدن (ب)، و(ج)، و(د).. ثم يستنتج من دراسته أن (كُل المعادن تتمدد بالحرارة). العالِم هنا لم يدرس كل المعادن لكنه درس عدد كبير منها وشاهد نفس التأثير لذلك استنتج استنتاجه هذا القائم على تعميم النتائج الجزئية على كل أنواع العينات التي تم دراستها.
ومع تطور العلم الحديث ظهر دمج في العلم بين هذين المنهجين، ليظهر لنا شكل منهجي جديد هو المنهج (الفرضي الإستنباطي).. ولازال تطور وتعديل المنهج مستمر.