حكم أداء العمرة عن الميت
حكم أداء العمرة عن الميت
ذهب أهل العلم إلى جواز أداء العمرة عن الميت إذا كان الشخص الذي سيؤديها قد أدّى العمرة عن نفسه، وقيل: إن لم يؤدِّ العمرة عن نفسه فلا يجوز له أداؤها عن أخيه الميت، فإما أن يؤدّي عن نفسه أولاً ثم يؤدي عن أخيه الميت، أو أن يجد شخصاً قد أدّى العمرة عن نفسه فيكلفه بأداء العمرة عن الميت.
والعمرة واجبة على كل مسلم قادرٌ مستطيع، وقيل سنّة مستحبّة، ومن كان لا يستطيع فلا شيء عليه، وإذا كان الشخص عاجزاً فله أن يكلّف مسلماً غيره بأداء العمرة عنه، وكذلك الميت يجوز أن يقوم أحدٌ بأداء العمرة عنه، فعن أبي رزين العقيلي -رضي الله عنه- قال: (يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن، قال: حج عن أبيك واعتمر).
ويُعرِّف جمهور العلماء العمرة بأنها: الطواف بالبيت الحرام (الطواف حول الكعبة المشرفة) والسعي بين الصفا والمروة بإحرام، والعمرة سنة عن النبي -صلّى الله عليه وسلم-، وقد ذُكر فضلها في أحاديث كثيرة عن النبي -صلّى الله عليه وسلم-.
كيفية أداء العمرة عن الميت
يجوز للمسلم أن يؤدّي العمرة عن أخيه المسلم، وذلك شريطة أن يكون قد أدّى العمرة عن نفسه أولاً عند كثير من العلماء، فلا يجوز أن يؤدي العمرة عن أحدٍ قبل أن يؤدّيها عن نفسه، ثم ينوي أداء العمرة عن أخيه، وحين يصل المعتمر ميقات الإحرام يقول: "لبيك عمرة عن أخي فلان"، ثم تؤدّى العمرة بأركانها المعروفة عن الميت.
آراء العلماء في أداء العمرة عن الغير
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز أداء العمرة عن الغير (سواء أكان ميتاً أو عاجزاً)، لأن العمرة كالحج تجوز النيابة فيها؛ فكلاهما عبادتان بدنيّتان ماليّتان، وقد فصّلوا في هذه المسألة كما يأتي:
- فقهاء الحنفية
يجوز أداء العمرة عن الغير بأمره، فقد اشتروا الأمر للجواز، لأن النيابة لا تثبت إلا بالأمر.
- فقهاء المالكية
إن الاستنابة في العمرة مكروهةٌ، وإن وقعت فهي صحيحة.
- فقهاء الشافعي
النيابة في أداء العمرة عن الغير إذا كان ميتاً أو عاجزاً عن أدائها بنفسه جائزة، فمن مات وفي ذمته عمرة واجبة مستقرة بحيث تمكّن بعد استطاعته من فعلها ولم يؤدّها حتى مات؛ وجب أن تؤدّى العمرة عنه، ولم يشترطوا الإذن في أدائها، كالدَّيْن فهو يؤدي ولو بدون إذن، وتجوز النيابة في أداء عمرة التطوع إذا كان عاجزًا عن أدائها بنفسه كما في النيابة عن الميت.
فضل أداء العمرة
من الأحاديث الشريفة التي ثبتت عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- في فضل العمرة قوله -صلى الله عليه وسلم-: (تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد) ، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ) .