بحث عن سورة الكهف
التعريف بسورة الكهف
هي السورة الثامنة عشر في ترتيب المصحف، أما في ترتيب النزول فقد كان نزولها بعد سورة الغاشية، وعدد آياتها مئة وعشر آيات، وهي من السور التي بدأت بالحمد لله، وشملت عدداً من القصص، وهي موجودة ضمن الجزء السادس عشر من المصحف، والحزبين الثّلاثين والواحد والثّلاثين، وقد سمّيت بسورة الكهف للمعجزة الربّانية التي كانت في قصة أصحاب الكهف، وهي من السور المِئين، أي من السور التي يزيد عدد آياتها عن مئة أو ما يقارب المئة، وتلي هذه السور السبع الطوال.
وقد ورد عن ابن عباس وعن ابن الزبير -رضي الله عنهما- أن سورة الكهف نزلت في مكة المكرمة، وقد اختلف القرّاء في عدد آيات سورة الكهف، وجاء هذا الاختلاف تبعاً لاختلاف ما ثبت لدى قرّاء كل بلدٍ في وقفات النبي -صلى الله عليه وسلم- عن طريق النقل، وقد ورد في عدد آياتها أنها:
- عند الكوفيين: مئة وعشر آيات.
- عند البصريين: مئة وإحدى عشر آية.
- عند الشاميين: مئة وست آيات.
- عند الحجازيين: مئة وخمس آيات.
سبب نزول سورة الكهف
جاء في سبب نزول سورة الكهف أنه لما كثُر عدد المسلمين وأصبح الوافدون من القبائل العربية إلى مكة يُكثِرون السؤال حول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل المشركون رجلين هما النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى المدينة المنورة ليسألوا أحبار اليهود فيها عن رأيهم في أمر محمد -عليه السلام- ودعوته، وحين أتَوْهم وصفوه لهم وأخبروه بما يقول، وطلب الأحبار منهم أن يسألوه عن ثلاثِ مسائل، فإن أجاب عنها فهو نبي، وإن لم يُجب فهو يدّعي النبوة.
وكانت المسائل الثلاث عن أمر فتيةٍ في الأمم السالفة، وعن ماهية الروح، وعن أمر رجلٍ جاب الأرض مشرقها ومغربها، فلما رجعوا ذهب عددٌ من مشركي قريش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسألوه عمّا أخبرهم به اليهود، فأجابهم أنه سيخبرهم بجواب ما سألوه غدًا، ولم يقل إن شاء الله، فتأخّر عنه الوحي ثلاث أيام، وقال ابن إسحاق أن الوحي تأخّر خمسة عشر يومًا، فشقّ ذلك على رسول الله -عليه السلام- وحَزِن، ثم أنزل الله -تعالى- جبريل بسورة الكهف متضمّنة لجواب سؤالهم عن أمر الفتية وذي القرنين، أما أمر الروح فقد نزل في سورة الإسراء، وأنزل الله -سبحانه- مع الجواب توجيهًا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا).
موضوعات سورة الكهف
إن لسورة الكهف عدداً من المقاصد التي يمكن للقارئ أن يستنتجها من خلال تدبّر السورة وفهم مآلاتها، فقد ذكرت السورة عدداً من القضايا هي:
الدار الآخرة
حيث تتلاقى بداية السورة ونهايتها بحديثها عن الدار الآخرة وتقرير هذه الحقيقة، فقد قال الله -تعالى- في بداية السورة الكريمة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا)، وختمها -تعالى- بقوله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، وقد تضمّنت قصة موسى والعبد الصالح الحديث عن اليوم الآخر بذكر قدرة الله والسنن الكونية.
البعث
حيث تكرّر الحديث عن البعث فيما يأتي:
- قصة أصحاب الكهف، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا).
- تقرير حقيقة أن الحق من عند الله تعالى، وأن الله أعطى لكل إنسان القدرة على الاختيار بين الإيمان والكفر، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
- قصة صاحب الجنتين وصاحبه الذي أنكر البعث وقدرة الله على ذلك، والذي شكّ في يوم الحساب وذلك قوله: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا).
- المثل الذي ضربه الله بالحياة الدنيا، قال تعالى: (إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ).
- قصة ذي القرنين الذي آتاه الله من أسباب القوة والتمكين ما آتاه، وقد كان عبدًا مؤمنًا بالله، وكان مقصدًا لأقوامٍ مستضعفة ليحول بينها وبين المفسدين، فذكر لهم بعد أن أعانهم أن كل شيء في هذه الحياة سينتهي عندما يأتي وعد الآخرة، قال تعالى: (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).
- توحيد الله تعالى وتقرير وحدانيته، فأنذر الله المكذبين بوحدانيته وبيّن كذبهم، وذلك في بداية السورة الكريمة، قال الله تعالى: (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا)، كما ختم السورة بأهمية الإيمان به سبحانه، وتنزيهه، واليقين بلقائه، قال تعالى: (أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ)، وقد حذّر الله -تعالى- في سياق السورة من اتّخاذ الشياطين أولياء من دون الله، وانتهت السورة بتهديد من اتخذ أولياءً من دون الله، قال تعالى: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا).
- تقرير أن القرآن من عند الله وهو الحق المبين، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا).
القصص الواردة في سورة الكهف
تعمّ القصص في سورة الكهف معظم السورة، فهي واردة في واحد وسبعين آية من أصل مئة وعشر آيات، ومعظم الآيات المتبقية تعقيبٌ على القصص، والقصص الواردة في سورة الكهف هي:
- قصة أصحاب الكهف.
- قصة أصحاب الجنتين.
- قصة سيدنا موسى والعبد الصالح.
- قصة ذي القرنين.
- قصة آدم -عليه السلام- وإبليس.
قصة أصحاب الكهف
هم فتية آمنوا بالله سبحانه وتعالى، وأقرّوا له بالوحدانية، ولما رأوا قومهم في ضلال وشرك آثروا أن يخرجوا من تلك القرية الضالّة ليفرّوا بدينهم، فتركوا قومهم واعتزلوهم إلى أن وجدوا كهفًا يأوون إليه، فكان لا يراهم أحد، ومعهم كلبهم يؤنسهم في وحشتهم، وفي هذه القصة دلالة على قدرة الله -تعالى- على إبطال السنن الكونية التي اعتاد الناس عليها ومخالفتها، فقد نام أصحاب الكهف ثلاث مئة وتسع سنين ولم تتلف أجسادهم، قال تعالى: (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها).
قصة موسى والعبد الصالح
خرج موسى -عليه السلام- برفقة فتى له ومعهم حوت طلباً لرجلٍ صالحٍ يُدعى الخضر، وذلك بعد أن علِم موسى أن الخضر أعلم منه، فأراد أن يجلس منه مجلس المتعلم ويستفيد مما آتاه الله من العلم، وقد وصف الله لموسى -عليه السلام- مكانه وأنّ الحوت سيعيش في المكان الذي يلتقي به مع الخضر، فخرج مع فتاه.
وحين وصل لصخرةٍ يستريح عليها بعد تعبٍ شديد؛ عادت الحياة إلى الحوت وفقدوه هناك، فعلِم موسى -عليه السلام- أن هذا المكان هو مكان لقائه مع الخضر، فالتقى به وطلب منه أن يتبعه ويتعلّم منه، وقد كان الخضر رجلًا صالحًا آتاه الله من العلم والرحمة، واختلفت أقوال العلماء فيه، فمنهم من قال أنه نبيٌ يوحى إليه، ومنهم من قال أنه عبدٌ صالح وليس بنبي.
قَبِل الخضر أن يُعلّم موسى -عليه السلام- بشرط أن يصبر ولا يستعجل بالسؤال والاعتراض، وقد ورد ذلك في قوله: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا)، فانطلقا معًا يبحثان عن سفينةٍ تحملهما، فوجدا سفينةً جديدةً حسنة وقد قبِل أصحابها بحملهما، وحين صعدا إليها أخرج الخضر منقاراً ومطرقة فخرق السفينة، فراجعه موسى عليه السلام بفعلته، فقال له الخضر: (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، فانطلقا مرّةً أخرى فلقيا طفلاً فقتله الخضر، فراجعه موسى -عليه السلام- بما قام به وأنكر عليه ذلك..
فقال له الخضر: إن سألتني عن أمرٍ آخر فسيكون ذلك فراقًا بيني وبينك، فانطلقا فوصلا إلى قريةٍ فطلبوا من أهلها الطعام، فرفضوا أن يطعموهما، وجلسا عند جدارٍ يكاد يسقط؛ فبناه الخضر من جديد، فاعترض موسى -عليه السلام- على ذلك، فقال له الخضر: إن هذا فراق بيني وبينك، ثم حدّثه بالحكمة من كل فعلٍ فعله، فأخبره أنّ السفينة سيأخذها ملكٌ ظلماً إن لم يحصل فيها عيب، وقتَل الغلام لكي لا يفتن والديه عن الحقّ، والجدار بناه لكي لا يظهر كنزٌ يعود لطفلين يتيمين قبل أن يكبرا.
قصة صاحب الجنّتين
هي حوارٌ بين رجلين أحدهما قد رزقه الله بجنتين عظيمتين مزروعتين تنبت الأعناب و الزروع، وتحيط بتلك الجنّتين أشجار النخيل، وبينهما نهرٌ أجراه الله لتُروى به، فنسي هذا الرجل فضل ربّه عليه وشغَلته نفسه، وحاور صاحِبَه وهو رجلٌ مؤمنٌ فقيرٌ بحوارٍ استعلائيٍّ قائلًا له إنه أكثر منه مالًا وولدًا وكل ذلك بفضله، وقال إنه لا يظن أن الله سيبعثه، وإن بعثه فإن له أفضل مما هو له وجنّات أفضل من هذه التي عنده.
فقام صاحبه يذكّره بفضل الله عليه، وأن الله خلقه من ترابٍ ثم جعله رجلًا ورزقه من الطيبات بفضله، وأخذ يعِظه بأن يقول "ما شاء الله لا قوة إلّا بالله" حين يدخل جنّته بإرجاع الفضل لله في ذلك كله قبل أن يبعث الله عليه عذابًا يهلك الجنّتين ويتلف ثمارهما، وهو ما حصل بعد ذلك، فندم صاحب الجنتين، وعَلِم أن لا مُستحقّ للعبادة إلا الله، قال تعالى: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا).
قصّة ذي القرنين
هو ملكٌ صالحٌ آتاه الله قوّةً ورحمةً وملكًا كبيرًا، وأعطاه من كل ما تتحصّل به القوة من علمٍ بالسياسة، وتسهيل التنقّل، وجيوشٍ تجبر الأمم على الخضوع لها، فوصل بجيشه إلى المحيط الغربي، وهناك رأى الشمس كأنها تغرب في البحر، ووجد هناك أقواماً مختلفين في عقائدهم؛ فقيل له: (قُلْنَا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)، فحكم بما يدل على أنه ملكٌ صالحٌ: (قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا).
ثم أخذ بالأسباب وعاد يغزوا الأرض إلى أن وصل إلى أقصى ما وصل له الفاتحون لمطالع الشمس من بلاد الصين، فوجد أقواماً ليس لهم ما يلبسونه ولا ما يسترون به أنفسهم، والمقصود من ذكر هذا بيان ما وصل إليه ذي القرنين من أقاصي الأرض، ثم عاد راجعًا وأخذ بالأسباب التي أوتيت له حتى وصل إلى قومٍ أخبروه بفساد قومٍ آخرين يُدعوْن يأجوج ومأجوج، فطلب القوم منه أن يجعل بينهم مانعاً، فطلب ذو القرنين منهم العون وجعل بينهم جبلاً عظيماً من النحاس والحديد يصل بين السدين ليمنع قوم يأجوج ومأجوج من الإفساد.
قصة آدم وإبليس
يورد الله سبحانه في هذا الجزء من السورة إشارة إلى قصة آدم وإبليس، إذ أمر الله إبليس والملائكة بأن يسجدوا لآدم عليه السلام، فامتثلت الملائكة لأمر الله تعالى، واستكبر إبليس ورفض ذلك الأمر حاسداً لآدم عليه السلام، كما ويَنهَى الله في هذه الآيات البشر من أن يتّبعوا إبليس وذريّته لأنهم سيضلّوهم عن طاعة رب العالمين.
فضل سورة الكهف
إن مما ورد في فضل سورة الكهف في السنّة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)، وحديث: (كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وإلَى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له فقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ)، ومن فضائل سورة الكهف أن قراءتها كلّها أو قراءة آيات منها سببٌ في العصمة من فتنة الدجال، وسببٌ لتنزّل السكينة، كما أن قراءتها تجعل لصاحبها نوراً يُضيء له ما بين الجمعتين.
وقت قراءة سورة الكهف
يُندب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس حتى غروب الشمس من يوم الجمعة، قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ؛ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ).
أهداف سورة الكهف
إن لسورة الكهف أهدافاً أساسيةً واضحة، تبرز من خلال تعدّد القصص الواردة فيها، فتشكّل خيطاً يربط بين موضوعاتها، فقد عالجت السورة عدداً منها يُذكر ما يأتي:
- أهّم الموضوعات قضية توحيد الله ودعوة البشر إلى ذلك.
- الدعوة إلى الإيمان بالآخرة وبيان أحداثها ومواقف القيامة.
- وجوب الإيمان بدعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبيان صدقها.
- التأكيد على بشريّته -عليه السلام- وأنّه مبعوثٌ للبشر كافّة بشيراً ونذيراً.
- بيان العديد من الأمور التي تكون فتنة للإنسان إذا غفل بها عن عبادة الله سبحانه؛ كفتنة المال، وفتنة المُلك والسلطان، وفتنة العلم والأسباب.
ملخص المقال: عرض المقال تعريف بسورة الكهف وسبب نزول هذه ااسورة، وأهم موضوعاتها وأهدافها، والقصص الواردة فيها.