من هم شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم
شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم
حسّان بن ثابت
الصحابي حسَّان بن ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن النجّار، كان من الأنصار ، ويُكنَّى بأبي الوليد، وكان -رضي الله عنه- من الشعراء الذين استحسن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- شعرهم، حتَّى سمِعته السيدة عائشة -رضي الله عنها- يقول: (هَجاهُمْ حَسّانُ فَشَفَى واشْتَفَى)، فقد كان تأثير شعره على الأعداء شديداً؛ لِما فيه من إلهاب العاطفة والمشاعر القوية، وهكذا فإن الشعر يكون نصرةً للإسلام إذا كان يدافع عن رسول الله ورسالته، وإذا كان يُعين على رفع الهمم، وتقريب المُسلمين من الله -تعالى-، ويُروى أنَّه كان لحسَّان بن ثابت منبرٌ في آخر المسجد، يصعد عليه ويُلقي شعره المُشتمل على الدِّفاع عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعن دين الإسلام، وقد كان يقول الشِّعر من غير تحضيرٍ مُسبق، وإنَّما يلقيه ارتجالاً واسترسالاً على المنبر.
عبد الله بن رواحة
الصحابي عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس، شهِد هذا الصحابي الجليل يوم بدر ، واستُشهد في غزوة مؤتة ، وكان من شُعراء النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان من الصحابة الذين أُمروا بمواجهة المُشركين يوم مؤتة بعد الأُمراء الذين عيَّنهم النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ وهما زيدٌ وجعفر، فلمّا استُشهدا أنشد أبياتاً من الشِّعر يحثُّ نفسه فيها على الإقدام والمواجهة، ومن أشعار عبد الله بن رواحة: "يَا رَبِّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا، إِنَّ الْكُفَّارَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا"، فقال له النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (اللَّهمَّ ارحَمْه)، وقال عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-: "وَجَبت"، وقد كان عبد الله بن رواحة من الصحابة الذين بايعوا النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في بيعة العقبة الأولى والثانية، وتميَّز بدفاعه عن الإسلام بالشِّعر والقتال في ساحة المعركة إذا لزم الأمر.
كعب بن مالك
الصحابي كعب بن مالك بن أبي كعب، جاء في سيرته أنَّه لم يشهد مع الصحابة غزوة بدر وتخلَّف عنها، فكان من الصحابة الثلاثة الذين تاب الله عليهم، وبعد الهجرة إلى المدينة آخى النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بينه وبين الصحابي طلحة بن عبيد الله ، وقد شهد غزوة أُحد وجرح فيها جروحاً كثيرة، وكان من شعراء النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذين برز في شعرهم الرد على شعر قريش ، كما أنَّه استمرَّ في الدفاع عن النبيّ والردّ على المنافقين واليهود في المدينة بشِعره، وقد قال له النبيّ -صلَّى الله عليه وسلّّم-: (اهجُ قريشًا، فإنه أشدُّ عليهم من رشقِ النَّبلِ)، وقد أذن له النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بإلقاء الشِّعر في المسجد.
الشعر في الإسلام
برز الشِّعر في المدينة المنورة ، حيث كان يُعدّ من الأسلحة التي كان يلجأ إليها المسلمون للحفاظ على دعوة الإسلام إذا اشتدَّ الصراع والعداء بينهم وبين المشركين والمُنافقين ، ولم يظهر الشعر كطريقةٍ لرد العدوان في مكة؛ لقلّة المسلمين آنذاك وضعف قوّتهم، أمَّا عن موقف النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الشعر والشعراء، فبالرَّغم من أنَّه لم يتحدَّث الشعر، إلا أنَّه كان يتفاعل معه فيُعجب به أحياناً، ويتعجَّب ويستمع إليه في أحيانٍ أًخرى، ولم يتوقّف الأمر على تفاعله معه، فقد كان يدعو إليه إذا استدعى الأمر ذلك، وقد طلب من الشعراء أن يُعينوه بشعرهم على الدَّعوة، وأن يردّوا كيد الأعداء به عنهم، وقد أمر النبي -صلَّى الله علييه وسلَّم- حسان بن ثابت -رضي الله عنه- أن يقوم بالدفاع عنه بهجاء المكذّبين، وقال له: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يَزالُ يُؤَيِّدُكَ، ما نافَحْتَ عَنِ اللهِ ورَسولِهِ)، وقد كان الأساس الذي يرتكز عليه النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- للحكم على الشعر أن يكون مشتملاً على الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ، فقد كان النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يستحسن الشعر الذي يدعو إلى العدل والرحمة والخير، وينهى عن الأخلاق السيئة، ومن الأُسس أيضاً الابتعاد فيه عن التكلُّف والتصنّع، وأن يكون الكلام فيه صادقاً، وأن يكون نظمه حسناً بليغاً.