بحث عن النظافة الشخصية في الإسلام
أهمية النظافة في الإسلام
اهتم الإسلام بالنظافة الفردية لكل مسلم، وبالنظافة العامة للمجتمع والبيئة، ودعا المسلمين إلى الالتزام بالطهارة ، وإزالة الأقذار، والعناية بذلك، حيث جاء كلٌ من القرآن الكريم والسنة النبوية تزخران بالأدلة الصريحة والواضحة التي تدعو إلى الطهارة، حيث قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ).
فالطهارة سلوك يتميّز به المسلم، ومظهر من مظاهر الدين الإسلامي، ولم يقتصر الإسلام على الدعوة إلى الطهارة والحثّ عليها، بل تعدّى في ذلك بأن جعل لها أحكاماً شرعية خاصة، ووضح كيفيتها وجوانبها، وجعلها عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله، وشرطاً لصحة بعض العبادات، ورتّب عليها عظيم الأجر والثواب.
والإسلام دين للنظافة لجميع الجوانب والأبعاد؛ الظاهرية والباطنية؛ فدعا إلى نظافة الروح من الكفر، والشرك، والتعلق بغير الله، ودعا إلى نظافة القلب من الكره، والحقد، والرياء ، وسائر أخلاق القلب المذمومة، ودعا إلى نظافة العقل من التصورات الخاطئة، والمعتقدات الباطلة، ودعا إلى نظافة الجوارج من السلوكيات السيئة والتعاملات المذمومة، ودعا إلى نظافة البدن والثوب والمكان، ونظافتهم من الأوساخ والنجاسات، وغير ذلك.
تعريف النظافة الشخصية في الإسلام
النظافة الشخصية هي مجموعة من السلوكيات والعادات يفعلها الفرد المسلم في حياته اليومية؛ بقصد نظافة جسده وثيابه العناية بهما، وإزالة الأذى والأوساخ عنهما، للحفاظ على مظهره ورائحته وصحته، وينال بها المسلم الأجر والثواب إن كانت بنية التحضر لأداء العبادة، أو ابتغاء رضى الله عزّ وجل، وتعد النظافة الشخصية سبباً من أسباب منح الفرد الشعور بالحيوية والنشاط، وعاملاً من عوامل بعث احترام الآخرين .
مجالات النظافة الشخصية في الإسلام
فيما يلي بيان أهم مجالات النظافة الشخصية في الإسلام:
نظافة البدن
أولى الدين الإسلامي اهتماماً خاصاً بنظافة البدن، حيث حثّ النبي صلى الله عليه وسلم عليه بشتى وسائل النظافة، حيث قال: (فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)، ويكون ذلك بالمحافظة عليه نظيفاً وبصحة جيدة، والحرص على سلامته من الأمراض، والمبادرة إلى إزالة الأقذار والنجاسات إن وجدت على الجسم، ومراعاة التوازان في الأكل والشرب، والاهتمام بالرياضة والحركة، والنوم والراحة، والتحلّي بالرائحة الطيبة والمظهر الحسن، ونحو ذلك.
وقد سنّ النبي صلى الله عليه وسلم عدة أمور، تُعنى بنظافة البدن، وتتعلق به، منها:
- الاغتسال: فالغسل إما أن يكون واجباً؛ كغسل الجنابة ، وعند انقطاع دم الحيض والنفاس، وإما أن يكون مستحباً؛ كغسل الجمعة، والعيدين، وغير ذلك.
- الوضوء: ويعد شرطاً لصحة الصلاة، التي تعدّ من أعظم الفرائض، ويتكرر أداؤها خمس مرات في اليوم والليلة، حيث لا تصح صلاة العبد من غير وضوء، وهو غسل أعضاء معينة من الجسم بالماء الطهور بكيفية معينة.
- سنن الفطرة: وهي نوع من أنواع النظافة العامة، إذ إنها مجموعة من الأمور التي فطر الله تعالى الإنسان عليها، قال عليه الصلاة والسلام: (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ. قالَ زَكَرِيّا: قالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ العاشِرَةَ إلَّا أنْ تَكُونَ المَضْمَضَةَ).
نظافة الثياب
أرشد الدين الإسلامي إلى نظافة الثياب، فقال تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)، وذلك بالاعتناء على طهارة الثياب لصحة أداء العبادات، ووقاية جسده من الأمراض، وحمايته من الحرّ والبرد، وتتجلّى أهمية العناية بالثياب؛ لِما فيها من ستر العورة وحسن المظهر، فقد جاء الإسلام حاثاً على ذلك كله.