الُحكم المفصل لصلاة العيد في البيوت دون خُطبة
الُحكم المفصل لصلاة العيد في البيوت دون خُطبة
تعددت آراء الفقهاء في حكم صلاة العيد ، فمنهم من رأى أنّها واجبة وهم الحنفيّة، ومنهم من قال إنّها سنّة مؤكدة وهم الشافعية والمالكية، ومنهم من قال إنّها فرض على الكفاية وهم الحنابلة، وقد واظب الرسول -صلى الله عليه وسلّم- على أدائها.
وفي ظل الوضع الوبائي الذي اجتاح العالم صدرت الفتوى بجواز أداء صلاة العيد في البيت؛ سواء كانت الصلاة جماعةً مع أهل البيت وهو الأولى أو فرادى، وفي حال كانت الصلاة جماعة لا يشترط لها الخطبة، لأنّ الخطبة سنّة لا تشترط لصحة صلاة العيد، أما إذا صلى المسلم منفردا فلا تسنّ الخطبة في حقّه أصلا.
حكم صلاة العيد للمنفرد
تعددت آراء الفقهاء في جواز صلاة العيد للمنفرد من غير جماعة فرأى الحنفيّة والمالكية أنّ صلاة العيد لا تجوز للمنفرد ولا تقضى إذا فاتته، ولا يصليها إلا أهل الأمصار وأهل الجمعة، أما الشافعية والحنابلة فقد رأَوا أنّ صلاة العيد جائزة للمنفرد.
حكم قضاء صلاة العيد في البيت
قال فقهاء الحنفية والمالكية بعدم جواز قضاء صلاة العيد لمن فاتته الصلاة مع الإمام؛ وذلك بسبب فوات وقتها، ولأنّها صلاة نافلة والنفل لا قضاء له، فضلاً عن أنّ لها شروطا لا تتمّ إن صلاها المسلم منفردا، فإن استطاع أن يصليها مع إمام آخر فليفعل.
ورأى الشافعية والحنابلة أنّه يسنّ لمن فاتته صلاة العيد أن يقضيها على صفتها بركعتين مع التكبيرات الزوائد ؛ لفعل أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وبما أنّ قضاءها قضاء صلاة كان عليه أن يقضيها على صفتها مثل باقي الصلوات، ويجوز لمن أراد أن يقضي صلاة العيد أن يقضيها على صفتها خلال أيام العيد أو متى شاء، ويستحب له القضاء خلال يوم العيد نفسه.
وقد ثبت أنّ أنس بن مالك -رضي الله عنه- عندما فاتته صلاة العيد قام بجمع أهل بيته وأبناءه، فصلى بهم عبدُ الله بن أبي عتبة مولاه صلاة العيد على هيئتها، أي بركعتين مع تكبيره في كلّ ركعة تماما كما يتم أداؤها في الأمصار.
كيفيّة صلاة العيد في البيت
صلاة العيد نافلة تؤدى في ركعتين، يكبّر المسلم سبع تكبيرات في ركعتها الأولى، ويكون ذلك قبل قراءة سورة الفاتحة والتعوذ، أمّا في الركعة الثانية فيكبّر خمس تكبيرات قبل البدء بالقراءة والتعوّذ وبعد الاعتدال من الركعة الأولى، ويندب للمسلم أن يقرأ في الركعتين ما تيسّر له من القرآن الكريم وأن يجهر بالقراءة.
ويبدأ وقت صلاة العيد بعد طلوع الشمس، ويستحبّ أداؤها عند ارتفاع الشمس قدر رمح، ويمتدّ وقتها حتى زوال الشمس؛ وهو وقت يسبق صلاة الظهر ببضع دقائق، ويستحبّ للمسلمين أن يكبّروا من غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان، ويستمرّ وقت التكبير إلى تكبيرة التحرّم بصلاة العيد، ويجوز أن يكبّر المسلمون فرادى أو في جماعات.