اللهم انك تعلم سري وعلانيتي
اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي
رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بإسنادٍ ضعّفه العلماء، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قوله: (لمَّا أَهبطَ اللَّهُ آدمَ إلى الأرضِ قامَ وجاء الْكعبةَ فصلَّى رَكعتينِ فألْهمَهُ اللَّهُ هذا الدُّعاءِ اللَّهمَّ إنَّكَ تعلمُ سرِّي وعلانيَتي فاقبل معذِرَتي وتعلَمُ حاجتي فأعطِني سؤلي وتعلَمُ ما في نفسي فاغفِر لي ذَنبي اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ إيمانًا يباشِرُ قلبي ويقينًا صادقًا حتَّى أعلمُ أنَّهُ لا يصيبُني إلَّا ما كتبتَ لي وأرضِني بما قسمتَ لي فأوحى اللَّهُ إليْهِ يا آدمُ قد قبلتُ توبتَكَ وغفرتُ ذنبِكَ ولن يدعوَني أحدٌ بِهذا الدُّعاءِ إلَّا غفرتُ لَهُ ذنبَهُ وَكفيتُهُ المُهمَّ من أمرِهِ وزجرتُ عنْهُ الشَّيطانَ واتَّجرتُ لَهُ من وراءِ كلِّ تاجرٍ وأقبلَت إليْهِ الدُّنيا راغمةً وإن لم يرِدْها).
وورد في روايةٍ أخرى ضعّفها العلماء كذلك، عن عبد الله بن عباسٍ -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ مِمَّا دعا بهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَشِيَّةَ عرفةَ اللهمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي وتَسْمَعُ كَلامِي وتعلمُ سِرِّي وعَلانِيَتِي لا يَخْفَى عليكَ شيءٌ من أَمْرِي أنا البائِسُ الفَقِيرُ).
وإن كانت الروايات الورادة في دعاء: "اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي" ضعيفةً، إلّا أنّ العلماء يجيزون الدعاء والتضرّع إلى الله -سبحانه وتعالى- بكلّ معنى صحيحٍ، دون نسبته إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فللمسلم أن يدعو بهذا الدعاء وغيره من الأدعية وإن لم تثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، إذا كان معناها صحيحٌ، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ).
الدعاء بأسماء الله وصفاته
إنّ لجوء المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى- والتضرّع إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، من الأمور المشروعة، ويعتبر من قبيل التوسّل المشروع ؛ لأنّه دعاءٌ وتوسُّلٌ إليه -سبحانه وتعالى- بما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات ، قال الله تعالى: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها وَذَرُوا الَّذينَ يُلحِدونَ في أَسمائِهِ سَيُجزَونَ ما كانوا يَعمَلونَ).
من الأدعية المأثورة عن النبي
وردت أدعيةٌ كثيرةٌ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ومن هذه الأدعية ما كان فيه تضرُّعٌ وسؤالٌ لله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته، ومن هذه الأدعية ما يأتي:
- ما روي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه: (كانَ إذا نزلَ بِه همٌّ أو غمٌّ قالَ يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ).
- ما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من أنّه كان يدعو ويحثّ أصحابه إذا همّوا بفعل أمرٍ: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي).
- ما روي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).