الفيروز آبادي
الفيروز آبادي هو لغوي وكاتب وشاعر ومعجمي فكان من أشهر الأئمة الثقات الذي انتفع الناس بعلمهم وألفوا الطوال والقصار في العلوم ونظموا علوم اللغة والفكر.
نشأة الفيروز آبادي
هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الفيروز آبادي، ولد سنة 729هـ - 1329م، وأمّا شهرة الفيروز آبادي ترجع إلى "فيروز آباد" وهي مدينة جنوب شيراز، كان منها والده، حيث نشأ الفيروز آبادي في بيت علم ودين، فكان أبوه من العلماء المشهود لهم بالتقدم في اللغة والأدب في مدينة شيراز .
الحياة العلمية والعملية لفيروز آبادي
الحياة العلمية لفيروز آبادي
تعلّم الفيروز آبادي في البداية على يد والده، فأخذ الأدب واللغة والمروءة عنه، وعرف بحدة الذهن وشدة الذكاء، وسرعة البديهة والفطنة العظيمة، وكان حريصًا غاية الحرص على تحصيل العلم مهوسا بالمعرفة، وكان سريع الحفظ أيما سرعة، ف حفظ القرآن في السابعة من عمره، ثم بعثه والده إلى خير أساتذة وعلماء شيراز.
تبحر في اللغة إلى أن تألق، واشتهر اسمه وهو شاب يافع في حقول العلم، وطلب الحديث، وسمع من الشيوخ منهم بدمشق الشام من الشيخ تقي الدين السبكي الكبير، وولده أبي النصر تاج الدين السبكي الصغير، وابن نباتة، وابن جماعة؛ وجال في البلاد شمالاً وشرقاً.
واشتهر بين الناس، وظهر نبوغه وتميزه، وكتب الناس تصانيفه، ودخل الهند ثم زبيد، فاستقبله ملكها الأشرف إسماعيل بحفاوة، وعينه في القضاء، وبالغ في إكرامه واحترامه ، وكان الفيروز أبادي محبوبا عند الحكام والأمراء، وكان كلما دخل دولة أعطاه أميرها مالاً وفيراُ ومع كل ما كان يجنيه من عطايا الملوك إلا أنه كان قليل المال لكثرة نفقاته.
كان لا يسافر إلا وصحبته عدة أجمال من الكتب، تلقى الفيروز آبادي علومه عن علماء عصره وأبرزهم ابن القيم الجوزية كما تتلمذ على يديه علماء جهابذة كثر؛ مما هيأ له أسباب الشهرة، وأوصله إلى مكانة علمية عليا ومنزلة مرموقة، وألف الكتب والمصنفات الغزيرة في علوم كثيرة مختلفة كاللغة والتفسير والحديث والتاريخ والفقه.
الحياة العملية لفيروز آبادي
من شدة هوس الفيروز آبادي في العلم ترك وطنه، وخرج قاصداً وباحثاً عن كبار العلماء في شتى البلاد ، فذهب بداية إلى العراق تحديدا لمحافظة واسط، وقرأ بها القراءات العشر، ثم رحل إلى بغداد، وتتلمذ على يد القاضي عبد الله بن بكتاش مدرس النظامية.
بعدها غادر إلى بلاد الشام لدمشق، وتعلم على يد أكثر من مئة شيخ، أبرزهم ابن القيم الجوزية، ثم ارتحل إلى القدس، فتتلمذ على يد أكبر العلماء في القدس، وعلّم العديد من الأئمة الذين اشتهروا بعد ذلك، ثم تعلّم في غزة، وفي الرملة ثم ذهب للقاهرة، وسمع من علمائها.
توجه لبلاد الروم والهند، وعاد قاصداً مكة، ثم سارت به الطرق إلى زبيد باليمن، واستقبله الملك الأشرف إسماعيل بحفاوة واعتزاز، وأعطاه ألف دينار، وبقي مقيماً في رعاية الملك ينشر العلم، ويؤلف المؤلفات ويقصده الطلبة، فاستقر بزبيد مع الاستمرار في وظيفته إلى أن دنا أجله في عام 817هـ - 1415م، وفي أثناء إقامته باليمن ذهب إلى مكة مرات عديدة إلى بيت الله الحرام.
مؤلفات الفيروز آبادي
من أبرز مؤلفات الفيروز آبادي ما يأتي:
- معجم القاموس المحيط .
- تحبير الموشين، في التعبير بالسين والشين. وهو مطبوع.
- شرح قصيدة (بانت سعاد) في مجلدين.
- الروض المسلوف، فيما له اسمان إلى ألوف.
- الدرر المبثثة، في الغرر المثلثة. وهو مطبوع.
- المثلث الكبير. في خمسة مجلدات.
- أنواء الغيث، في أسماء الليث.
- الجليس الأنيس، في أسماء الخندريس.
- مقصود ذوي الألباب، في علم الإعراب.
- أسماء السراح، في أسماء النكاح.
- بصائر ذوي التمييز، في لطائف الكتاب العزيز، وهو مطبوع.
- تفسير فاتحة الكتاب.
- حاصل كورة الخلاص، في فضائل سورة الإخلاص.
- المرقاة الأرفعية، في طبقات الشافعية.
- روضة الناظر، في ترجمة الشيخ عبد القادر.
- المرقاة الوفية، في طبقات الحنفية.
- منح الباري، بالسيل الفسيح الجاري، في شرح صحيح البخاري.
- البلغة، في تراجم أئمة النحاة واللغة، وهو مطبوع.
- شوارق الأسرار العلية، في شرح مشارق الأنوار النبوية.
- الأحاديث الضعيفة.
- الدر الغالي، في الأحاديث العوالي.
- الصلات والبشر، في الصلاة على خير البشر، وهو مطبوع.
- سفر السعادة. وهو مطبوع.
- عدة الحكام في شرح عمدة الأحكام.
- تنوير المقباس، في تفسير ابن عباس، وهو مطبوع.
- الإسعاد بالإصعاد، إلى درجة الاجتهاد.
- اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب.
- نزهة الأذهان، في تاريخ أصبهان.
- تسهيل طريق الوصول، إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول.
وفاة الفيروز آبادي
توفي الفيروز آبادي بتاريخ 2 يناير عام 1415 ميلادي.