الفرق بين المني والمذي
صفات المذي والمني
فيما يلي بيان الفرق بين الوذي والمني من حيث الصفات:
- صفة المذي
ماء رقيق يميل إلى البياض، يخرج عند مقدمة الشهوة؛ كالتفكر، أو المس والتقبيل.
- صفة المني
مني الرجل هو الماء الأبيض الغليظ الذي يخرج على دفقاتٍ متتابعة مرافقاً لاشتداد الشهوة ووصولها إلى ذروتها، ويعقبه فتور الجسم والشهوة، وريحه أشبه برائحة البيض، و قريبة من رائحة طلع النخيل أو رائحة العجين، ومنيّ المرأة رقيق أصفر.
- صفة الودي
أمّا الودي فهو السائل الذي يعقب خروج البول، ومن صفاته عدم اللزوجة، لونه أبيض ثخين، يشبه البول في ثخونته، ويخالفه في الكدورة، ولا رائحة له، والأحكام المتعلّقة به هي ذاتها الأحكام المتعلقة بالبول من حيث النجاسة وأحكام الطهارة منه.
طهارة المني والمذي
فيما يأتي تفصيل طهارة المني والمذي مع الأدلة ومذاهب الفقهاء في ذلك.
طهارة المني
تعدّدت آراء العلماء في هذه المسألة، وفيما يأتي بيان ذلك:
- مذهب الحنفية والمالكية
إنّ المني نجس، واستدل الحنفية على نجاسة المني بحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه)، وقال المالكية: إنّ سبب نجاسة المني أنّه دم متحول إلى نتن وفساد، كما استدلوا بأنّ خروج المني من مخرج البول موجب لتنجيسه.
- مذهب الشافعية والحنابلة
إنّ مني الإنسان طاهر، سواء كان من الذكر أم الأنثى، لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كنت أفرك المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيصلي فيه)، واستدل به الشافعية والحنابلة على أنّ المني لو لم يكن من الطاهرات لما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة والمني على ثوبه.
طهارة المذي
وما خرج من المذي ولو كان يسيرًا فإنه يعتبر نجسًا ويترتب على خروجه ما يترتب على خروج الكثير من الاستنجاء والوضوء.
الأحكام المترتبة على المذي والمني
تنقسم الأحكام المتتربة على خروج المني والمذي من حيث تطهير البدن وتطهير الثوب، كما يأتي:
كيفية تطهير البدن
اتفق أهل العلم على أن خروج المني بالشهوة المتدفقة يوقع في الجنابة الكبرى، فلا يجوز له معه قراءة القرآن، ولا دخول المسجد ولا الصلاة، وأنّه يوجب الغسل، أمّا المذي فجنابته هي الجنابة الصُغرى، فيشترط غسل موضعه لنجاسته، ثم الوضوء بعده.
واستدل أهل العلم بحديث علي -رضي الله عنه- قال: (سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المذي فقال: من المذي الوضوء، ومن المني الغسل)، وبالحديث الآخر أيضاً عن علي -رضي الله عنه- قال: (كنت رجلاً مذاء، فأمرت رجلاً أن يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته، فسأل فقال: توضأ واغسل ذكرك).
كيفية تطهير الثوب
وما يصيبه المذي من الثوب يكفي فيه النضح بالماء، وما يصيب الثوب من المني فالأفضل حَكُّه إن كان يابسًا، وغسله إن كان رطبًا، هذا هو الأفضل، فقد كان يُغسل من ثوب النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكانت عائشةُ تحكُّه من ثوبه إذا كان يابسًا.