الفرق بين المصدر واسم المصدر
الفرق بين المصدر واسم المصدر من حيث التعريف
المصدر من الشيء هو أصله الذي يخرج منه، ومصدر المشتقات هو لفظٌ مأخوذٌ من لفظ الفعل، فالمصدر هو اسمٌ جامد يدلّ على الحدث مجرّدًاً من الزمن، وذلك على نحو: قرأ/ قراءة، ودرس/ دراسة، وفهم/ فهمًا، وقدّم/ تقديمًا، بينما اسم المصدر هو اسمٌ يدلّ على الحدث، وفي هذه النقطة يشترك اسم المصدر مع المصدر، وذلك على نحو: تكلّم/ كلامًا، وأعطى/ عطاءً.
الفرق بين المصدر واسم المصدر من حيث التكوين اللفظي
إنّ المصدر في تكوينه اللفظي يتضمّن جميع أحرف فعله، إمّا لفظًا، وذلك على نحو: فهم/ فهمًا، وإمّا تقديرًا، وذلك على نحو: خاصم/ خصامًا فهنا "خصامًا" مصدر، وإن نقص منه ألف "فاعل" وذلك لأنّها في تقدير الثبوت، وقد ذكرت في بعض المواقع "خيصامًا" فالياء هي منقلبة عن ألف.
يكون معوّضًا مما حذف بغيره، وذلك على نحو: وصف/ صفة، فكلمة "صفة" هي مصدر، وذلك لأنّها قد خلت من الواو إلّا أنّها قد عوّض عنها بالتاء المربوطة علامة التّأنيث، ومنه أيضًا: سبّح/ تسبيحًا فكلمة "تسبيحًا" هي مصدر، وذلك لأنّه وإن حذف التضعيف من كلمة "سبّح" إلّا أنّه قد عوّض عنه بالياء.
أمّا اسم المصدر فهو في تكوينه اللفظي يختلف عن المصدر في كونه يخلو من بعض أحرف فعله لفظًا وتقديرًا من غير عوض، وذلك على نحو قولهم: تكلّم/ كلامًا، وأعطى/ عطاءً.
الفرق بين المصدر واسم المصدر من حيث العمل
يعمل المصدر عمل فعله بشروط هي كالآتي:
- أن يمكن استبداله بـ "أن مع الفعل الماضي أو المضارع" أو "ما مع الفعل الماضي أو المضارع" فإن امتنع ذلك امتنع عمله، وذلك على نحو: من عوامل السلامة تدبّرك الأمور بهدوء = من عوامل السلامة أن تتدبّر الأمور بهدوء.
- ألّا يكون المصدر مصغَّرًا ولا مجموعًا، وذلك على نحو "إنشاءات".
- ألّا يكون المصدر ضميرًا متَصلًا عائدًا على مصدر سابق أو مفهوم من الكلام، وذلك على نحو قوله تعالى: فإنّي أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، فالضّمير في "أعذبه" عائد على المصدر "عذابًا".
- ألّا يكون المصدر دالًا على المرّة ، وذلك على نحو: رمية.
- ألّا يوصف المصدر قبل أن يؤدّي عمله في الجملة.
أمّا عن عمل المصدر وحده فهو يأتي على ثلاث هيئات في الكلام وهي كالآتي:
- أن يضاف إلى فاعله وينصب مفعوله، وذلك على نحو: مجاهدة المرءِ نفسَه جهادٌ عند الله، فـ "نفسَه" مفعول به للمصدر "مجاهدة" وقد أضيف إلى فاعله "المرء"، أو نحو قول الشاعر:
ألا إنّ ظلمَ نفسِهِ المرءُ بيّنٌ
- إذا لم يصنها عن هوى يغلب المقلا
"المرء" هنا فاعل للمصدر "ظلم" وقد أضيف الفعل إلى مفعوله "نفسه".
- أن يأتي معرَّفًا بأل وهو نادر.
- أن يأتي منوَّنًا وهو كثيرٌ، وذلك على نحو: من حُسنِ الخُلقِ نُطقٌ صِدقًا، فـ "صدقًا" مفعول به للمصدر "نطق".
ويشار إلى أن اسم المصدر يعمل عمل المصدر بنفس الشروط.