الفرق بين الغيرة وحب التملك
الفرق بين الغيرة وحب التملك
إن الغيرة في العلاقات إحساس طبيعي عندما تكون بمقدار معتدل، لكنها تخسر إحساسها الطبيعي لو فقد أحد طرفي العلاقة القدرة على التحكم بمقدار غيرته وتحول الأمر لفرض السيطرة والتحكم والتملك، فالغيرة مزيج من الشعور بالحزن والغضب وممكن أن يصل حد الاكتئاب في حال كانت مفرطة، كما ويمكن أن يتطور لدرجة الاستحواذ أو التملك، لكن هناك حدوداً للغيرة الطبيعية ترسم حد خط فاصل بينها وبين حب التملك ، وفيما يأتي أبرزها:
الفرق بين الغيرة وحب التملك من حيث التعريف
تلخص الغيرة بأنها مزيج من مشاعر الغضب والتهديد من الفقدان والشعور بالخوف من دخول شخص ثالث للعلاقة لإفسادها سواء بين الأصدقاء أو أفراد الأسرة، حيث إن أي محاولة قمع لهذه المشاعر أو العواطف قد يتسبب بالوصول إلى نزعة غير طبيعية بالاستحواذ المفرط لمحاولة التحكم وإدارة الأشخاص الآخرين وهنا يكون الشعور قد وصل للتملك أو الامتلاك.
الفرق بين الانفعالات الفطرية والاضطرابات المرضية
في كثير من الأحيان يصعب السيطرة أو التحكم بمزيج المشاعر المركبة والتي يمكن أن تصل إلى اضطرابات مرضية تسيطر على الشخص وتزيد من رغبته في الحصول على شيء يملكه غيره، أو سلب ذلك الشيء ليقترب من الحسد لا شعورياً، لكن يمكن أن تكون الغيرة الطبيعية محببة بين الأزواج والأصدقاء والأخوة في الوسط الأسري وفي العمل؛ فهي دافع للمنافسة والسعي نحو الأفضل بعيداً عن السلوكيات المرضية التي تحركها العدائية لتصل إلى الغيرة الشديدة المرضية والتي تعتبر غير محببة وغير مقبولة.
أسباب تحول الغيرة إلى حب التملك
في مقدمة أسباب الغيرة المفرطة هو التربية والنشأة الاجتماعية المرتكزة على الاتكالية والتبعية، والشعور بالتقصير والنقص والتهميش وعدم التقدير، وغياب الاستقرار العاطفي والأمان وفقدان الثقة بالنفس ، حيث إنه لو اجتمعت هذه العوامل معاً لجعلت الشخص قابلاً للتحول من الغيرة إلى حب التملك على الأشخاص والسيطرة عليهم، والذي بدوره قد يسبب غرقه في دوامة أفكار يحركها الشك والتخمينات وكثرة السؤال، لتتحول إلى سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً مثل المراقبة الدائمة والتضييق على الآخرين.
عواقب الغيرة وحب التملك
للغيرة الزائدة وحب التملك عواقب فصاحبها يحرق داخلياً لأنه لا يطلب الوفاء فقط، بل يتعدى ذلك للولاء، ويبقى تفكير صاحبها مجهداً بالشك، وعواقبها الاجتماعية قد تصل إلى حالات الطلاق ونفور وتخلي الأصدقاء، ومحاولة الانتقام، والتي يمكن بالنهاية أن تصل لارتكاب الجرائم، كما ويمكن أن يوصل كثرة الشك صاحبه للانتحار.
علاج الغيرة وحب التملك
ليس هناك من حل سحري للتخلص من المشكلة، لكن على الإنسان اتباع مسار متوازن في حياته، وفي علاقاته مع الآخرين؛ ك تعزيز الثقة بالنفس ، والتعامل بوسطية دون إفراط أو فتور في المشاعر، وعلى الشخص معرفة حدوده جيداً أثناء التعامل مع الآخرين، حيث إنه يجب وضع مسافات كافية وعدم التدخل في الأمور الشخصية، والابتعاد عن الشك، وخلق لغة الحوار لإبعاد الأفكار والشكوك ولإبعاد التصورات الخاطئة.