العوامل المؤثرة في النمو
عوامل تؤثر في نمو الشخص
مع تقدم عمر الإنسان، تطرأ تغيرات على جسمه ومهاراته وقدراته العقلية، تُعرف هذه التغيرات باسم عملية النمو، وتتأثر هذه العملية بمجموعة من العوامل.
وفيما يأتي توضيح لأبرز العوامل التي تؤثر في نمو الشخص:
العوامل الوراثية
تعد الوراثة أحد أبرز العوامل المؤثرة في نمو الطفل، إذ يؤثر الآباء في صفات الأبناء الجسدية المتعددة كالطول والوزن، وكذلك الذكاء والقدرات العقلية، وليس ذلك فحسب، بل يمكن أن تورّث الأمراض التي تؤثر على نموّ الطفل مثل أمراض القلب والسمنة والسكري؛ مما ينعكس سلبًا على نموه.
الجِنس
يختلف نمو الذكور عن نمو الإناث اختلافًا كبيرًا، إذ تميل الإناث إلى النضوج بشكل أسرع خلال فترة المراهقة، بينما ينضج الذكور على مدى فترة زمنية أطول، إلا أنّ الذكور يكونون غالبًا أطول وأقوى جسديًا من الإناث، وهذه الاختلافات هي ما تجعل الذكور أكثر ملاءمة للأنشطة التي تتطلب قوة بدنية.
التغيرات البيئية
تشمل الظروف البيئية جوانب عديدة؛ بما في ذلك البيئة العاطفية التي تتمثل بعلاقة الشخص بالآخرين ومدى ثقته بنفسه، والبيئة الاجتماعية التي تشير إلى القيم والعادات والأعراف، والبيئة التعليمية، وكذلك البيئة التي عاشت فيها الأم أثناء الحمل ومدى السموم أو الأدوية التي تعرضت لها، وتؤثر هذه الجوانب جميعها في نمو الإنسان.
وفيما يأتي توضيح لبعض هذه العوامل البيئية:
- الأدوية:
يجب على الحامل استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواءِ؛ إذ قد يسبب تناول الأم لبعض الأدوية أثناء حملها عيوبًا خلقية أو أضرار أخرى تنعكس سلبًا على تطور الطفل بعد ولادته، ومن هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للصرع (Anticonvulsants).
- الأدوية الخافضة للكوليسترول كتركيبة الستاتين ( Statins ).
- الأدوية المميعة للدمّ مثل الوارفارين ( Warfarin).
- الأدوية المثبطة للمناعة كتركيبة ميثوتركسيت (Methotrexate).
- التدخين والمخدرات والكحول:
قد يترتب على تعاطي الحامل للماريجوانا تراجع النمو المعرفي للطفل، بينما قد يزيد التدخين من خطر حدوث تشوهات في الأطراف، أما تعاطي الكحول أثناء الحمل؛ فقد يسبب متلازمة الكحول الجنينية التي تتميز بحدوث تشوهات في وجه الطفل.
- تغيرّات المناخ ودرجة الحرارة:
قد يؤدّي تعرض الأم لدرجات الحرارة المرتفعة إلى الولادة المبكرة، أو ولادة الطفل بوزنٍ منخفضٍ، وغالبًا ما يرتبط تغيّر المناخ بحدوث تلوّث الهواءِ وانتشار الغبارِ والدخان، وهذا أيضًا ما يجعل الأطفال عرضة لنوبات الربو الشديدة أو الحساسيّة أثناء نموّهم.
الهرمونات
تلعب مجموعة من الهرمونات دورًا في تحفيز النمو، ومنها ما يأتي:
- هرمون النمو:
يعرف هرمون النمو باسم المُوجِّه الجَسديّ أو سوماتوتروبين (Somatotropin)؛ وهو هرمون يصنّع في الغدّة النخاميّة، ويحفّز نموّ وتطور جميع أنسجة الجسم الأساسيّة، وإذا عانى الطفل من مشكلة صحية ما قللت من كمية هذا الهرمون في جسمه؛ فقد ينمو بمعدلِ أبطأ بكثير مقارنةً بأقرانه.
- الهرمونات الجنسية:
والتي تشمل هرموني الإستروجين (Estrogen) والتستوستيرون (Testosterone)، اللذان يملكان دورًا مهمًا في تحفيز عملية النمو خلال مرحلة البلوغ.
- هرمونات الغدة الدرقية:
إذ تفرز الغدة الدرقية هرمونات تنظّم عملية النمو، وتحفّز إنتاج الحمض النووي الوراثي وتكاثر الخلايا.
طبيعة النظام الغذائي
تؤثر التغذية على نمو الأطفال منذ أن يكونوا أجنة في بطون أمهاتهم، ففي هذه المرحلة يلعب النظام الغذائي للأم دورًا رئيسًا في تطور الجنين، وفي حال عدم حصولها مثلًا على 400 ميكروغرامًا من حمض الفوليك يوميًا قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى من الحمل؛ قد يصاب الطفل بعيوب خلقية معينة في الدماغ والعمود الفقري.
أما بعد ولادة الطفل، فقد يسبب له سوء التغذية أمراضًا تؤثر سلبًا على نموه وتطوره، وفي المقابل، قد يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى إصابة الطفل بالسمنة والمشكلات الصحية المرتبطة بها؛ لذا يوصى بضرورة تناول الطفل لغذاء يُساعده على النمو (أي غذاء صحي متوازن وغني بجميع العناصر الضرورية للنمو).
الوضع الصحي للشخص
قد يتأخر نمو الإنسان إذا أصيب بمرض مزمن ما كالسكري أو التهاب المفاصل أو الربو؛ فقد يؤثر هذا النوع من الأمراض على تطور المهارات الاجتماعيّة للطفل، خاصةً إذا كان يعاني من ألم مستمر أو عجز جسدي يمنعه من التحرك والاندماج في البيئة كباقي الأطفال، وعلى صعيدٍ آخر، قد يتعرّض الأطفال للإصابة بالسرطان في صغرهم، وهذا ما قد يجعل نموّهم بطيئًا، أو يؤخر البلوغ واكتمال الأعضاء لديهم.
وقد يكون الأطفال المصابون بأمراض مزمنة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 30% مقارنةً بغيرهم، ويمكن للوالدين مساعدة طفلهم من خلال إدراكهم لاكتئابه والسيطرة على العوامل المسببة له، ودمجهم بأنشطة اجتماعية تشاركيّة مثل الرحلات، والمخيمات، والالتحاق بأندية الكتب.
الحالة الاجتماعية الاقتصادية للشخص
تشير الحالة الاجتماعية والاقتصادية إلى 3 جوانب، وقد يتأثر نمو الأطفال واكتسابهم المهارات المختلفة مثل القراءة بهذه الحالة، وفيما يأتي توضيح لهذه الجوانب وتأثيرها:
- مستوى تعليم الوالدين:
ف كلما ارتفع مستوى تعليم الوالدين ودخلهما؛ زادت قدرة الأطفال وقابليتهم لاكتساب المهارات والعكس صحيح.
- دخل الأسرة:
ق د يؤدي الفقر وانخفاض مستوى الدعم الاجتماعي للأطفال إلى انخفاض معدل ذكائهم وتحصيلهم التعليمي؛ إذ لا تتمكن الأسر ذات الدخل المنخفض من توفير السلع المعيشية الضرورية والغذاء الصحي المُناسب للأطفال؛ مما قد يؤثر سلبًا في نموهم وتطور مهاراتهم.
- المكانة المهنية للوالدين:
قد ترتبط المكانة الوظيفية المنخفضة عمومًا بالعمل البدني الشاق وساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة؛ مما قد يجبر هؤلاء الآباء على إهدار جميع وقتهم وطاقتهم في العمل، وقد لا يتمكنون من دعم أبنائهم بما يكفي.
ملخص المقال
تلعب مجموعة من العوامل دورًا مهمًا في نمو الإنسان، بما في ذلك الصفات الموروثة من الوالدين، والظروف البيئية التي يعيش فيها الفرد، وحالته الصحية، ونظامه الغذائي، وهرمونات النمو، كما يختلف النمو بين الجنسين سواءً في الصفات الشكلية أو الصفات الشخصية، وتلعب الحالة الاجتماعية الاقتصادية دورًا كبيرًا في النمو واكتساب الطفل للمهارات المختلفة.