كيف تعالج الصداع دون أدوية
الصداع
يُمكن تعريف الصداع (بالإنجليزية: Headache) بأنّه الشعور بألم في الرأس بحيث يُرافقه ألم في مناطق مختلفة من الجسم؛ كالمنطقة فوق العينين أو الأذنين، أو خلف الرأس، أو في الجزء الخلفي من أعلى الرقبة، ويُمكن تقسيم الصداع إلى صداع أولي وصداع ثانوي، وعند الحديث عن الفرق بينهما فتجدُر الإشارة إلى أنّ الصداع الأوليّ غير مُرتبط بأيّ نوع من الأمراض الأخرى، أمّا الصّداع الثانويّ فهو الصداع الذي يحدث نتيجة الإصابة بمرض أو مشكلة صحية معينة؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج الصداع يعتمد على العديد من العوامل؛ بما في ذلك نوعه، وشدّته، وعمر المريض.
علاج الصداع دون أدوية
هناك العديد من الإرشادات والعلاجات المنزلية الطبيعة التي يُمكن اتّباعها للتّغلب على الصداع دون الحاجة للجوء إلى الأدوية، وفيما يأتي بيان لأبرزها:
- تناول كميات كبيرة من الماء: حيث يُعتبر الجفاف المزمن سبباً شائعاً للمُعاناة من صداع التوتر والصداع النّصفي، ويُساهم تناول الماء من قِبل الأشخاص الذين يُعانون من الجفاف في تخفيف أعراض الصداع لديهم في غضون نصف ساعة إلى ثلاث ساعات، ويُعتبر تناول كميات كافية من الماء وأطعمة غنية بالماء وسيلة في الحدّ من الإصابة بالصّداع.
- تجنب تناول الكحول: فقد أثبتت الدراسات أنّ تناول الكحول قد يكون مسؤولاً عن إثارة الصّداع النّصفي لدى ثُلث الأشخاص الذين يُعانون من الصداع المُتكرر، ويُعزى ذلك إلى أنّ الكحول يُساهم في توسّع الأوعية الدموية مما يسمح بتدفق كميات أكبر من الدم، وبالتالي حدوث الصداع، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكحول يعمل كمدر للبول، وبالتالي فهو يُساهم في تكرار التبول الذي يُصاحبه فقدان الجسم لكميات من السوائل والكهارل، وبالتالي المٌعاناة من الجفاف، مما يُسبّب حدوث الصداع أو تفاقمه.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: حيث يُنصح بالنّوم فترة تتراوح بين سبع إلى تسع ساعات في اليوم الواحد، إذ إنّ عدم الحصول على نوم كافٍ أو النّوم فترة أطول من تلك التي يحتاجها الجسم قد يكون سبباً في حدوث الصداع.
- تجنّب الأطعمة الغنية بالهستامين: (بالإنجليزية: Histamine)، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنّ تناول الأطعمة الغنية بالهستامين قد يسبّب الصداع النّصفي لدى أولئك الذين لديهم قابلية للإصابة به، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة الأجبان المعتقة، والأطعمة المُخمّرة، والأسماك المُدخنة، واللحوم المُعالجة.
- استخدم الزيوت العطرية: ومن الأمثلة عليها زيت النعناع وزيت اللافندر، إذ تُعتبر هذه الزيوت ذات فعالية في التخفيف من أعراض الصداع.
- استخدام الكمّادات الباردة: إذ إنّ تطبيقها على منطقة الرقبة والرأس فعّال في تقليل الالتهاب، وإبطاء التوصيل العصبي، وتضييق الأوعية الدموية، وهذا بحدّ ذاته يُساهم في تخفيف ألم الصداع وبخاصّة الصّداع النّصفي، أمّا عن آلية الاستخدام فتتمثل بلف مجموعة من مكعبات الثلج في منشفة، ثمّ وضع المنشفة على الرأس مدّة ربع ساعة، وبعدها تؤخذ استراحة مدّتها ربع ساعة أخرى.
- تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين: بما في ذلك الشاي والقهوة، إذ يُعتبر الكافيين ذو فعالية في تحسين المزاج، وزيادة اليقظة، وزيادة تضيّق الأوعية الدموية، مما يُساهم في تخفيف أعراض الصداع بشكلٍ إيجابي.
- تجنّب الروائح القوية: فقد تكون الروائح القوية كتلك الناتجة عن العطور، ومنتجات التنظيف، ودخان السجائر مسؤولة عن المُعاناة من الصداع النّصفي، ويُمكن القول إنّ تجنّب التّعرض لها قد يكون فعّالاً في الحد من الإصابة بالصداع.
- استخدام العلاجات العشبية: فقد تُساهم أنواع معينة من الأعشاب في تخفيف أعراض الصداع مثل أقحوان زهرة الذهب المعروف أيضاً بزهر اللبن (بالإنجليزية: Feverfew)، أو نبات الأرام (بالإنجليزية: Butterbur)، أو الزنجبيل ، ويُنصح باستشارة الطبيب قبل تناول النباتات العشبية نظراً لما قد يسبّبه بعضها من آثار جانبية على الإنسان.
- استخدام الضمادات الدافئة: (بالإنجليزية: Heating Pads)، إذ يُنصح باستخدامها في حالات المُعاناة من صداع التوتر (بالإنجليزية: Tension headache)، وفي هذه الحالة تُوضع الضمادة الدافئة على منطقة العُنق أو مؤخرة الرأس، كما يُنصح بوضع قطعة قماش دافئة على المنطقة التي يشعر بها الشخص بالألم في حال المُعاناة من صداع الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinus headaches)، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ أخذ حمّام ساخن قد يكون مُفيداً أيضاً.
- تخفيف الضغط على الرأس والفروة: ويتمثل الضغط باتّخاذ بعض تسريحات الشعر؛ كتسريحة ذيل الفرس خاصة الضيقة جداً، أو ارتداء قبعة أو عصابة على الرأس، أو ارتداء نظارات السباحة الضيقة جداً.
- تخفيف الإضاءة: فقد يُساهم الضوء الساطع أو الوامض حتّى المُنبعث من شاشات الحاسوب في المُعاناة من صداع الشقيقة، ولذلك يُنصح بتغطية النوافذ جيداً أثناء النهار تجنّباً لتسلل ضوء الشمس إلى الغرفة، إضافة إلى الحرص على ارتداء النظارات الشمسية قبل الخروج من المنزل، وفيما يتعلّق بأجهزة الحاسوب فيُنصح بإضافة شاشة مضادة للّمعان (بالإنجليزية: Anti-Glare) إلى الجهاز.
- التّوقف عن المضغ: سواء كان مضغ العلكة، أو الأظافر ، أو الشفتين، أو المنطقة داخل الخدين، أو الأشياء الأخرى كالأقلام، إذ قد تكون هذه العوامل مسؤولة عن حدوث الصداع في العديد من الحالات.
- ممارسة الاسترخاء: إذ تُساهم العديد من رياضات الاسترخاء في ضبط الشعور بالصداع والحدّ من الألم، وتتضمن تمارين الاسترخاء ممارسة اليوغا، أو التأمل، أو الاسترخاء العضلي التدريجي.
- التدليك: حيث يلعب تدليك الرقبة والمنطقة ما بين العنق والأذن من الرأس دوراً في تخفيف صداع التوتّر .
مراجعة الطبيب
عند الحديث عن مراجعة الطبيب فهُنا تجدر الإشارة إلى نوعين من الحالات وهي، حالات الصداع التي تستوجب مراجعة الطبيب كمراجعة عادية، وحالات الصداع التي تستوجب مراجعة الطوارئ فوراً ولا يُحتمل تأخيرها، وفيما يأتي بيان لكلٍ منهما.
حالات الصداع التي تستدعي مراجعة الطبيب
يُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من الصداع المُتكرر بشكل أكثر من المعتاد، بحيث يتمثل على النّحو الآتي:
- الصُداع الذي يمتاز بشدّة أكثر من المُعتاد.
- الصُداع الذي لا يتحسن أو يزداد سوءاً على الرغم من استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية.
- الصُداع الذي يحول دون قدرة الشخص على القيام بمهامّه وأنشطته اليومية، أو الذي يمنعه من النوم.
حالات الصداع التي تستدعي الاتصال بالطوارئ
يُعتبر الصُداع أحد الأعراض التي قد تدل على الإصابة بحالة مرضية خطيرة في العديد من الحالات، ويتوجب على الشخص الاتصال بالإسعاف أو التّوجه للطوارئ في الحالات التي يُعاني فيها من صُداع يعتقد بأنّه أسوء صُداع يمرّ عليه طيلة حياته، أو في حال المُعاناة من صُداع مُفاجئ وخطير، أو الصُداع الذي تُصاحبه أحد الأعراض الآتية:
- الارتباك أو مواجهة صعوبة في فهم الكلام.
- الإغماء.
- الإصابة بالحمّى بحيث تتجاوز درجة الحرارة 39-40 درجة مئوية.
- الشعور بالخدر، أو الضعف، أو الشلل في أحد جانبيّ الجسم.
- تصلّب الرقبة.
- المُعاناة من مشاكل في الرؤية، أو التّحدث، أو المشي.
- الغثيان أو التقيؤ غير المُرتبط بالإنفلونزا أو الإفراط في تناول الكحول.