العفو والصفح في القرآن
العفو والصفح في القرآن
إنّ القرآن الكريم جاء زاخرًا بما يدعو إليه من أخلاقٍ عظيمة، يطلب من الناس التحلي بها، ومن بينها كانت ألفاظ العفو والصفح من الأمور التي تزيّنت بها آيات القرآن الكريم، فقد وردت في العديد من المواضع، منها:
- قال الله -تعالى-: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
- قال الله -تعالى-: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- قال الله -تعالى-: (وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ).
- قال الله -تعالى-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ).
- قال الله -تعالى-: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- قال الله -تعالى-: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ** وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ).
معنى العفو والصفح
لقد انتشر هذا المصطلحان انتشارًا واسعًا، وانتشارهما كان سويةً؛ فلا يكاد يُذكر العفو إلا وذكرَ معه الصفح، فمعناهما متقاربٌ إلى حدٍ كبير، ولكن هنالِكَ فرقاً بينهما، وهما كما يأتي:
- العفو
هو التجاوز عن الذنب، وترك العقاب مع التأنيب، وقيل هو التجافي عن الذنب أو الخطأ والإعراض عنه.
- الصفح
وهو أعمق وأبلغ من العفو، فقد يعفو أحدهم ولا يصفح، فهو إزالة أثر الذنب من النفس وإثبات سلامة القلب من أي شائبة.
آثار العفو والصفح
إنّ للعفو والصفح آثار إيجابية عظيمة تعود على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار ما يأتي:
- به يسود السلام والتسامح والأمان بين الناس.
- تزداد الروابط الاجتماعية والعلاقات التكاملية بين أفراد المجتمع.
- تنتشر فضيلة التعاون و حسن الخُلُق .
قصص عن العفو والصفح في القرآن
لم يدعُ القرآن الكريم في آياته إلى نشر فضيلة العفو والصفح فقط، بل ضرب لنا عدة أمثلة في ذلك، ولعلَّ أبرزها ما حصل مع سيدنا أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، في حادثة الإفك ، عندما خاض كثيرٌ من الناس في ذلك، وكان منهم مسطح بن أثاثة، وهذا الرجل كان يُساعدهُ سيدنا أبو بكر في العديد من جوانب الحياة.
وعندما تكلّم في عرض رسول الله قرر أن يوقف عنه المساعدة؛ فنزلت في ذلك الموقف آية تدعو سيدنا أبا بكر إلى العفو والصفح، وإلى الاستمرار في مساعدته حيث قال -تعالى-: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .