الصور الفنية في قصيدة المساء
الصور الفنية في قصيدة المساء
في قصيدة المساء للشاعر خليل مطران مجموعة من الصور الفنية ندرجها لك على النحو الآتي:
الصور الاستعارية
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى
- وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
ظهرت الاستعارة المكنية في الشطر الأول: من خلال تشبيه القلب بقطعة ثلج تُذاب بالحرارة ولكن ما يُذيب قلبه الصبابة، فحذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه وهي الإذابة.
ظهرت الاستعارة التصريحية في الشطر الثاني: شبه الشاعر الجسد بالغِلالة وهي الثوب الرقيق ويريد بها جسمه النحيل فحذف المشبه وذكر المشبه به وهو الثوب البالي المهترئ.
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
- يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
ظهرت الاستعارة المكنية في هذا البيت من خلال تشبيه الأفق بالإنسان فحذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه وهو الجفن الذي يطبقه الأفق على القذى والشدة.
يَا كَوْكَباً مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ
- يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
ظهرت الاستعارة التصريحية من خلال تشبيه محبوبته بالكوكب، فحذف المشبه وذكر المشبه به وهو الكوكب ووجه الشبه بينهما أنّ الكوكب وهو جرم سماوي يدور حول الشمس ويستضئ بضوئها الضوء منه شحيح لمن يهتدي به، وهي كذلك شحيحة العطاء.
يا مَوْرِداً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
- ظَمَأً إِلى أَنْ يَهْلِكُوا بِظَمَاءِ
ظهرت الاستعارة التصريحية من خلال تشبيه محبوبته بمنبع الماء فحذف المشبه وذكر المشبه به وهو المورد ووجه الشبه بينهما أنّ المورد ما هو إلا سراب أي انعكاس الشمس وكأنه ماء،وكذلك محبوبته كأنها السراب.
الصور المشهدية
وهي على نوعين كما يأتي:
الصور المشهدية الوصفية
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً
- بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
- فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً
- وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ
- مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
في وصف حالة بكائه في وقت الغروب، قد شبه الشاعر الشمس وهي تنحدر من بين الغمامتين بالدمعة التي تسقط من بين الجفنين وجعل لونها أحمر إشارة لوقت الشفق وهو: الحمرة التي تظهر في الأفق من بعيد مغيب الشمس إلى العشاء وكأنّ الشمس في غروبها هي آخر دمعة للكون اختلطت بآخر أدمعه.
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
- وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
- كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
ووصف الشاعر حالة الحزن الشديدة التي تجعل قلبه بين الخوف من عدم اللقاء مجددا وبين رجائه للقاء عندما يتذكر المحبوبة وشبه خواطره الحزينة بالسحابة الدامية من شدة حزنه.
الصور المشهدية الحوارية
شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
- فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ظهر الحوار بين الشاعر والبحر في هذا البيت، من خلال شكاية الشاعر من اضطراب خواطره للبحر الذي أجابه بالرياح الهوجاء.
الصور الوصفية
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
- كَمَداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
ووصف حالة الكمد وضيقته الشديدة من خلال تشبيه البحر المضطرب ساعة الإمساء بصدره الحزين المضطرب .